قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس إن بلادها اتفقت مع حلفائها الأوروبيين على اتخاذ إجراءات إضافية ضد الحكومة السورية خلال الأيام المقبلة، إذا لم تغير دمشق من اسلوبها في التعامل مع المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس الماضي. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي في واشنطن «سنتخذ خطوات إضافية خلال الأيام القادمة». وأوضحت أن أنها اتفقت في مع كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن. وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إن هناك غالبية اصوات «بصدد التشكل» في مجلس الأمن لإدانة تعامل السلطات السورية مع المتظاهرين. لكنه استدرك أن التهديد باستخدام الفيتو في مجلس الأمن لا يزال قائما من قبل الصين وروسيا. وأضاف جوبيه امام الجمعية الوطنية الفرنسية «لسنا بمفردنا للحصول على قرار من مجلس الامن؛ ينبغي تفادي لجوء عضو دائم الى الفيتو ومن ثم تامين تسعة اصوات. نعمل مع اصدقائنا البريطانيين منذ ايام بل منذ اسابيع لبلوغ هذه النتيجة». وأقر جوبيه بأن جهود بلاده قد فشلت في إدراج إسم الرئيس السوري بشار الأسد في قائمة عقوبات تضم 13 شخصية سورية. لكنه أضاف «لن نستسلم, سنواصل التحرك في هذا الاتجاه رغم تردد بعض شركائنا ان لم نقل رفضهم». ولم يكشف جوبيه عن هؤلاء الشركاء الأوروبيين المعارضين لإضافة اسم الأسد إلى قائمة العقوبات. دعوة إلى إضراب عام وعلى صعيد التطورات الميدانية، نفت وزارة الداخلية السورية ما ذكرته وسائل اعلام عن مقبرة جماعية بدرعا، واعتبرت أنه يأتي في إطار حملة التحريض على سورية حسب بيان الداخلية السورية. وكان مصدر سوري في محافظة درعا صرح الأحد بأنه تم الاحد الإبلاغ عن خمس جثث في منطقة البحار بدرعا البلد. وأضاف المصدر أن المحامي العام أبلغ بالواقعة وأن اللجنة المشكلة لهذا الأمر تقوم بالتحقيق في ملابسات الحادث وأسبابه وقد سلمت الجثث إلى أهالي المتوفين حيث تم دفنها. ولم يذكر المصدر معلومات عن اسباب وفاة الاشخاص الخمسة. وكانت وكالات انباء قد نقلت عن قرويين قرب درعا عثورهم على مقبرة جماعية وجد فيها 13 جثة. وقال ناشطون حقوقيون سوريون إن الاهالي في مدينة درعا عثروا على مقبرة جماعية لمدنيين قتلوا على يد قوات الامن السورية خلال فترة حصار الجيش والامن للمدينة المتواصل منذ أسابيع، على حد قولهم. وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي إن السلطات السورية «سارعت إلى تطويق المكان ومنع الناس من اخذ الجثث بعد وعدهم بتسليمهم عدد منها». واعربت المنظمة في بيان اصدرته أول أمس عن تخوفها «من وجود عشرات آخرين لا زالت جثثهم منتشرة في حقول القمح وبين الأشجار حيث حتى الآن لم يستطع الأهالي الوصول إليهم بسبب التطويق الأمني للمنطقة وانتشار القناصة في المكان». في هذه الأثناء وجهت الدعوات للسوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام باضراب عام اليوم الاربعاء تحت عنوان «أبي.. إضرابك ضمان لمستقبلي». وقالت الدعوة ان الاضراب سيكون ليوم واحد فقط كما تضمنت الدعوة القيام بتظاهرات في المدن السورية. و أفادت تقارير بخروج مظاهرات معارضة للحكومة السورية مساء أول أمس الاثنين رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها السلطات للتصدي للاحتجاجات. وقال ناشطون سوريون إن مظاهرات خرجت في دمشق وحمص وحماه وجامعة حلب. وتحدث المعارضون السوريون في المواقع الاليكترونية عن سماع دوي قصف في بلدة تلكلخ قرب الحدود السورية اللبنانية. ويقول ناشطون إن تلكلخ تتعرض لهجوم من القوات السورية منذ عدة أيام لقمع المظاهرات مما ادى لفرار العشرات من سكانها إلى الأراضي اللبنانية. وذكرت بعض العائلات ان القصف أدى إلى انهيار منازل على ساكنيها. من جهته اعلن الجيش السوري أنه قتل واعتقل» عناصر إجرامية مسلحة» في تلكلخ. كما اكد الجيش مقتل ثلاثة من جنوده في المنطقة الأحد الماضي. وكانت ما تعرف بلجان التنسيق المحلية التي تنظم المظاهرات في سوريا قد رفضت المشاركة فى الحوار الوطنى الذي دعت إليه دمشق قبل وقف إطلاق النار على المتظاهرين والافراج عن المعتقلين. بدورها قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن السلطات السورية باتت تلاحق أسر وأقارب المعارضين السياسيين لمعرفة أماكن وجودهم واعتقالهم. وكانت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان قد التقت شخصيات معارضة وبحثت في سبل اطلاق الحوار الوطني.