بسم الله الرحمن الرحيم أكتب لأول مرة وأسأل الله أن لا تكون الأخيرة... أيها الإخوان الكرام أيتها الأخوات الفضليات {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } الأنعام54 الرّجوع إلى الحقّ فضيلة
كثرهذه الأيام اللغط وتشنجت الأعصاب وغُيّب العقل والحلم وحضر أبليس ومعه جنوده. إني لأجد الناس ثلاثة أصناف: 1 - ناس إذا نزل بهم البلاء شكوا الله إلى الناس.. 2 - ومسلمون إذا نزل بهم البلاء شكوا الناس إلى الله.. 3 - أما أهل الإيمان والأخلاص والإحسان فإنه إذا نزل بهم البلاء شكوا أنفسهم إلى الله{اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس... يا أرحم الراحمين...} لقد تخطيت ستين سنة قمرية وجربت الكثير وخالطت أكثر فما وجدت أخطرعلى الإنسان من النفس والشيطان. ورحم الله البصيري إذ قال: وخالف النفس والشيطان واعصهما...وإن هما محضاك النصح فاتّهم لقد كنا أيها الإخوان فيما سبق نلتمس الأعذار لإخواننا فنقول: \"التمس لأخيك عذرا إلى سبعين عذر فإن لم تجد له عذرا فقل لعلّ له عذرا لا أعرفه\". أما الآن فقد انتشرت بيننا للأسف الشديد الغيبة والنميمة والتشهير كأنه لم يبق من الحروب إلاّ حرب إخواننا ومشايخنا... فلا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم. جاء رجل إلى أحد العلماء الأفاضل وذكرعنده أحدهم، فسأله العالم هل شاركت في غزو الفرس؟ هل شاركت في غزو الهند؟ هل شاركت في غزو الصين والمغتاب يجيب بلا، فقال الشيخ المربي: \"سلمت منك الفرس والهند والصين ولم يسلم منك أخوك؟\" لله درّه من عالم ومن مربي!! أيها الإخوان لا يعني هذا أبدا أن نصمت صمت أهل القبورعلى قول الحق الذي هو واجب أكيد. ولكننا نريد نقدا نشخص فيه مواقع الخلل بدقة مع البحث عن الحلول بتجرد وإخلاص ومحبة. لا نريد انتقادا يهدم كل شيء اتباعا لهوى النفس والشيطان. هل من الحكمة والتعقل أن نهاجم كل من هب ودب من إخواننا ومشائخنا بحق وبغير حق ونتغافل عن عمدا أو جهلا عن أفضل ما قدموا. هل نسينا قول الحق تبارك وتعالى: {ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد} ق 18. هل فهمنا قول الرسول الأكرم {كلّ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه} أخرجه مسلم. ومما وصلنا من قول أحد الصالحين: \"أدركنا السلف لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة ولكن في الكفّ عن أعراض الناس\". ولنتذكر قوله صلى الله عليه وسلم {من كظم غيضا وهو يقدرعلى أن يمضيه دعاه الله تعالى يوم القايمة على رؤوس الخلائق حتى يخيّره في أيّ الحور شاء } أبو داوود والترمذي وابن ماجة. وأخرج البزارعنه صلى الله عليه وسلم قوله:{طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس} وما أكثر عيوبنا فلو أحصيناها لشغلتنا عن كل شيء. أيها الأحباب إنّ شهر رمضان شهرالتوبة والغفران والتسامح على الأبواب... فلنسأل الله تعالى أن يردنا إلى دينه ردا جميلا وأن يبصّرنا بعيوبنا وأن يطرد الشيطان من بيوتنا. والحمد لله أولا وأخيرا وصلى الله على سيدنا وحبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
عبدالستار ونيس/ أصيل منطقة شنني - قابس . ألمانيا في 13 شعبان1430هجري / 5 أوت 2009