غابت مظاهر العيد وأفراحه هذا العام، مع وجود آلاف الأسر المشردة جراء الجفاف في جنوب الصومال، وهيمن بدل ذلك حديث القحط وإغاثة المتأثرين به على المشهد برمته، وسط تدهور أوضاع السكان النازحين ونقص المعونات الغذائية التي تقدم إليهم. وغابت فرحة العيد تماما عن وجوه النازحين بسبب الجفاف في المدن الرئيسية الواقعة جنوبي البلاد، كما غابت مظاهر العيد بالمخيمات وحلت محلها مظاهر البؤس والحرمان من أبسط ضرورات الحياة. ويوجد أكثر من ثلاثين مخيما للنازحين بالمدن والبلدات الرئيسية الواقعة في جنوب وجنوبي غرب البلاد، عدا مقديشو العاصمة، ويقيم في تلك المخيمات حوالي مئتي ألف نازح أغلبهم من الأطفال والنساء. وقد حث والي كيسمايو الشيخ حسن يعقوب، المصلين والتجار الصوماليين على إخراج زكاة أموالهم ومضاعفة جهودهم لإغاثة إخوانهم المتضررين بالجفاف، وزرع الفرحة في وجوه أطفالهم. وطالب يعقوب بضرورة تقديم الخدمات الغذائية والصحية إلى النازحين بسبب الجفاف، وإطعام المساكين والفقراء، الذين قال إنهم مشردون نتيجة القحط. ودعا الى ضرورة إحياء قيم التكافل والتراحم، والتعاون بين الشعب، والاعتماد على نفسه في أوقات الشدائد والمحن. وطلبت الاممالمتحدة ما يفوق مليار دولار من المساعدات للصومال وتلقت حتى اليوم 57% من هذا المبلغ، بحسب تقريرها الاخير. ووعدت منظمة التعاون الاسلامي بتقديم 350 مليون دولار في الاسبوع الفائت فيما يعقد الاتحاد الافريقي الخميس مؤتمرا للمانحين الافارقة. ويحتاج 3.7 ملايين شخص الى مساعدة غذائية في الصومال اي نصف عدد السكان فيما يطال الجفاف 12.4 ملايين شخص في شرق افريقيا بحسب الاممالمتحدة. كما يعاني 450 الف طفل صومالي من سوء التغذية بعضهم في حالة شديدة الخطورة.