قرّرت نقابة الصحفيين التونسيين تكليف لجنة خاصّة بإعداد قائمة سوداء بأسماء صحفيين تورطوا مع النظام السابق. وتشكّلت لجنة تضمّ ثلاثة عشر صحفيا قبلت ترشحاتهم على أساس "النزاهة والتجربة", و"عدم الاشتراك في الانقلاب على النقابة الشرعية" في 2009، وذلك استجابة لطلب الصحفيين في المؤتمر الثاني للنقابة، الذي عُقد مطلع يونيو الماضي، بتطهير قطاع الإعلام من رموز الفساد بعد الثورة. وتمّ تعيين نقيب الصحفيين السابق ناجي البغوري منسقا للّجنة التي ستعمل تحت إشراف رئيسة المكتب التنفيذي الجديد لنقابة الصحفيين, وعضو بالنقابة مكلف بالحريات, وفقا للجزيرة نت. وستحدد اللجنة في اجتماعاتها المقبلة معايير القائمة السوداء التي ستعتمدها لضبط أسماء الصحفيين بناء على درجة اعتداءاتهم بحق الصحفيين والمهنة. وتوضح نقيبة الصحفيين التونسيين نجيبة الحمروني أنّ أسماء الصحفيين الفاسدين ستدرج في القائمة السوداء حسب درجة الانتهاكات التي قاموا بها في الماضي. وقالت إن اللّجنة ستعمل بالتشاور مع بقية الصحفيين والخبراء القانونيين لتجميع الأدلة والشهادات ضدّ كلّ الصحفيين الذين أجرموا بحق المهنة. وطلبت النقابة من الحكومة, ومن لجنة تقصي الحقائق في الفساد والرشوة مدّها بأسماء الصحفيين المتورطين مع النظام السابق، قصد تسهيل مهمتها في تجميع الأدلة. وأكدت نجيبة الحمروني أنّ النقابة ستنشر بعد انتهاء عمل اللجنة أسماء الصحفيين الفاسدين مرفقة بسجل انتهاكاتهم في قطاع الإعلام، الذي عرف أحلك أيامه مع النظام السابق, مضيفة أن الغاية من إصدار القائمة ليس تصفية حسابات, وإنما تحقيق العدالة الانتقالية وإطلاع الصحفيين والرأي العام على تجاوزات الماضي. وتابعت "إنه عمل إستراتيجي لتطهير القطاع من الفاسدين واستبعادهم من كل مراكز المسؤوليات والقرار وإقصائهم من الترشح إلى المؤتمرات المقبلة". وتحدثت نقيبة الصحفيين التونسيين عن "جيوب ردة" تسعى لتشويه عمل اللّجنة والتشكيك في نزاهة أعضائها, مشيرة في هذا السياق إلى ردود أفعال عنيفة تجاه النقابة بلغت حدّ تهديد بعض أعضائها بالقتل على موقع فيسبوك. وأضافت "هناك حملة تشويه لضرب النقابة واللّجنة من أجل حماية المتورطين في المؤسسات الإعلامية الذين استفادوا من النظام السابق وما زالوا يتمتعون بالنفوذ". وتتساءل نجيبة الحمروني "كيف يمكننا التقدم بالإعلام في ظلّ مناخ متعفن بصحفيين مناشدين للنظام السابق, ورؤساء مؤسسات إعلامية فاسدين ما زالوا جاثمين على القطاع؟". ويرى الصحفي سليم بوخذير أنّ قطاع الإعلام في تونس ما زال يعاني من قيود الماضي، معتبرا أنّ الثورة لم تحقق أهدافها في ما يتعلق بتطهير القطاع.