ليلة ولا كاللّيالي التي مرّت على سكّان فطناسة , منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما,عانى فيها الإسلاميون الأمرّين,هرسلة وسجون ,وطرد الموظفين من أعمالهم على كلّ المستويات, أساتذة ومعلمين ومهن أخرى مختلفة,وما ,زاد الطين بلّة هو منع مساعدتهم من طرف أقربائهم ,وتتبّع من يشغّلهم ولو بأجرة زهيدة ,وكذلك لم يسلم أقربائهم ,و حتّى من كانوا في الجيش الوطني ذوي رتب عالية,وهكذا لم يبق لهم إلاّ التحايل على إيجاد رغيف الخبز لأبنائهم بطرق شريفة ولو كان فيها بعض المسكنة,ولله الحمد والمنّة أنّ الدين لم يجفّ كما عمل الطاغية الجبان على تجفيف ينابيعه. _تشير الساعة الآن إلى الحادية عشرة وربع ليلا ,ليلة الجمعة وقد انتهى الحفل الانتخابي للمرشحين منذ ساعة ونصف , ولا تزال الأفراح قائمة للشباب النّهضوي , للتنفيس عن الكبت الذي عانوا منه طول تلك الحقبة من الزمن المهدور في حياة الشعوب ,وذكريات الشهداء الكرام الأزهر المقداد والأزهر النعمان ,وحمادي حبيق وعبد القادر الصويعي,ومحمد المولدي حمادي,ولم ينسى بالقاسم دخيل الذي نحتسبه أيضا شهيدا,لأوّل مرّة تنطلق الألسن من عقالها وتعبّر عن فرحتها,وتشمّ النسيم العليل في ساحة 14جانفي 2011 ,بمقربة من قبور الشهداء, وقد أحسست بشعور غريب ,كم تمنّيت لو كان الشهيد الأزهر المقداد بيننا في هذه الليلة المشهودة ,تحدث الاخوة الدكتور البشير شمام , والمحامي بنلطوفة والأخوات منية القصري والأخت بن حميدة,مع بثّ شريط وثائقي قصير عن النهضة ,أمّا الحضور فقد كان رائعا ومشرّفا فاق التواجد النّسوي من حضرن بدوز وقبلي حسب قول الأخ بنلطوفة الثاني في القائمة ,وكان خطيبا مفوّها سحر الألباب بفصاحته وتعبيره عمّا يجيش في صدور الحاضرين, وهاهي الزغاريد تجلجل أسمعها من النافذة,جعل الله أيام تونس و فطناسة كلها أفراح ومسرّات,بعد 23عاما من الأحزان والتصحير الأخلاقي والثقافي,والحمدلله ربّ العالمين. كتبه /أبوجعفرالعويني/فطناسة ليلة الجمعة