اخوتي الأعزاء...شكرا، هذه كلمات تتسابق، رفضت التعثر، والتزمت الصدق والإخلاص، تتقدم على حياء حتى لا تكتب في منازل المجاملة أو السعي لنيل الإكرامات.. ساندناكم في سنوات الجمر لما كانت الكلمة من نار، وقفنا إلى جانبكم لما كانت تونس سجنا كبيرا وكانت الصحراء من حولنا جميعا تعوي بالذئاب، وكان ذلك واجب الأخوة والوطن...كان فضلا تكرم الله به علينا فاصطفانا أن ننصركم ونقف إلى جانب المظلوم، رضينا كما رضيتم فما ساومنا، بقي بعضكم من الأفاضل صامدين من وراء القضبان، وبقينا مرميين من وراء البحار ولم نرد العودة، كان شعارنا جميعا خرجنا من أجل مشروع فلا نعود إلا بصحبته، ومات الأهل والعشيرة وحرمنا رفقة الأحباب وتواصل مشوار العزة والإباء... أنتم منا ونحن منكم، افترقنا يوما من أجل هذا المشروع وكانت الأخوة صرحا بنيناه بأيد فظل شامخا، لم يكن اختلافنا خلافا وإنما هي الرؤى والاجتهاد، وهو خير قائم إذا خلصت النوايا وصدقت الأفعال...سنوات احترام وتقدير لم يختل بنيانها يوما وما ارتج...بنيتم وبقيت أبني... حتى جاء فصل الربيع وسقطت الحجب وانهار ستار استبداد. نهنئكم اليوم وفي القلب فرحة وفي العين دمعة وفي الصدر انشراح، هذه تونس الغالية، هذه تونس العزيزة، هذه تونس الماضي والحاضر والمستقبل بين أيديكم، ندعو لكم من الأعماق بالتوفيق وتقوى الله فيها، ونشد على أيديكم من أجل خير هذه البلاد وسعادة أهلها دينا ودنيا. "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
أخوكم خالد الطراولي / أكتوبر 2011 حركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي