أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    زاراها قيس سعيد...كل ما تريد معرفته عن مطحنة أبة قصور في الكاف    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    عيد الاضحى 2025: الأضاحي متوفرة للتونسيين والأسعار تُحدد قريبًا    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    لي جو هو يتولى منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    نهائيات ماي: مواجهات نارية وأول نهائي لمرموش في مانشستر سيتى    لأول مرة في التاريخ: شاب عربي لرئاسة ريال مدريد الإسباني    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    تشيلسي يهزم ديورغاردن 4-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    طقس اليوم: أجواء ربيعية دافئة وأمطار رعدية محلية    عاجل/ أمطار أعلى من المعدلات العادية متوقعة في شهر ماي..وهذا موعد عودة التقلبات الجوية..    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    رئيس الجمهورية: تونس تزخر بالوطنيين القادرين على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها    وجبة غداء ب"ثعبان ميت".. إصابة 100 تلميذ بتسمم في الهند    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستُحدد لاحقًا وفق العرض والطلب    "نحن نغرق".. سفينة مساعدات متجهة إلى غزة تتعرض لهجوم جوي (فيديو)    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    بنزرت: إيقاف شبان من بينهم 3 قصّر نفذوا 'براكاج' لحافلة نقل مدرسي    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    تونس: تفاصيل جديدة عن متحيل يتجوّل 10 أيام كمستشار حكومي ويزور إدارات رسمية    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيد نور الدين حشاد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية ل «الشعب»: أكبر خطر على الجامعة ان يدير لها الانسان العربي ظهره
نشر في الشعب يوم 02 - 12 - 2006

تأسّست جامعة الدول العربية في الثاني والعشرين من مارس 1945 بعد سلسلة من المشاورات التي أجرتها الدول العربية المستقلة آنذاك فيما بينها.
وجاء تأسيس جامعة الدول العربية نتيجة حركة فكرية وسياسية برزت منذ بداية القرن العشرين، حيث ظهر فكر قومي وحدوي يدعو الى استقلال الدول العربية ووحدتها. تتألّف الجامعة من الدول العربية المستقلّة التي وقّعت يوم 22 مارس 1945 ميثاقها وهي: الأردن، مصر، المملكة العربية السعودية، العراق، لبنان، اليمن وسوريا. وبناء على المادّة الأولى من الميثاق التي تنص على أنّه لكلّ دولة عربية مستقلة الحق في أن تنضم الى الجامعة حيث انظمّت باقي الدول العربية إثر حصولها على الإستقلال.
ونظرا للدور الذي تلعبه جامعة الدول العربية في حياة العربي كان لنا حوار مع السيد نور الدين حشاد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية حيث التحق بها سنة 1996 وكان الوقت صعبا في صلب العمل العربي المشترك وعلى امتداد 11 سنة قد أوجد على أرض الواقع وضعا جديدا.
وفي لقائنا به حدّثنا عن عديد المسائل الهامّة كجهود الجامعة بتونس والهوّة القائمة بين الجامعة والرّأي العام العربي كما حدّثنا عن تعدّد مشاريع الدّمقرطة وانتهاء مهامه بالجامعة في غضون بداية السنة القادمة وحول استشهاد الزعيم فرحات حشاد.
... أين وصلت جهود إصلاح جامعة الدول العربية بعد قمتي تونس والجزائر ؟
سؤال مهم لاننا نحن نقترب اليوم من 3 سنوات بعد قمة تونس التي التأمت على مرحلتين في مارس وفي ماي 2004 ولقد تم التحضير لها بناء على تكليف من قمة عمّان (2001) الى الأمين العام المعيّن الأستاذ عمرو موسى في تقديم رؤى ومشاريع لتطوير العمل العربي المشترك.
وبقدر ما كانت عليه من طموحات في رؤى الأمين العام وبقدر وماكنا وضعناه من سقف عالي عند وضع مشاريع. اصلاح جامعة الدول العربية وتطوير وتحديث منظومة العمل العربي المشترك وبقدر ما حققته قمة تونس من نجاح بفضل متابعة وحرص سيادة الرئيس زين العابدين بن علي شخصيا على أن تكون قمة تونس محطّة تاريخية في حياة جامعة الدول العربية ولذا كان قرّر تأجيلها من مارس الى ماي خلال انعقادها في مارس وكان على حق في ذلك. قلت بمقدار كل ما ذكرت وباستكمال اقرار قمة الجزائر وقمة الخرطوم المشاريع، مشاريع الاصلاح التي أقرّها القادة في قمة تونس، فاني أرى ان نسق اعتماد المشاريع من طرف الدول وتفعيلها في مستوى الأمانة العامة واعطائها البعد الذي قامت على أساسه يبقى الى حد الآن منقوصا وهذه حالة أخرى من الحالات التي تعرقل الاصلاح الحقيقي والتحديث الواقعي والمطلوب للعمل العربي المشترك. ولذا نحن نرى اليوم عدم اهتمام الرأي العام العربي والشعوب العربية وقواه الحيّة بعمل الجامعة العربية في الوقت الذي نجحنا سنة 2003 و 2004 في تعبئة هذا الرأي العام حول جامعة الدول العربية. وكان حوارا ونقاشا يوميا حول واقع الجامعة ومستقبلها وأمطرت علينا في الأمانة العامة الاقتراحات والمشاريع والانتقادات أيضا تعبيرا على تعلق العرب ببيتهم. أين نحن من تلك السنوات العذبة وكنت أقول دائما ان أكبر خطر على جامعة الدول العربية هو عندما يدير الانسان العربي ظهره لها ويصبح ينظر لها كمنظمة عادية اخرى ككل المنظمات المتعدّدة الأطراف الاقليمية او الدولية.
يجب الآن وبسرعة اعادة النظر في مستوى الأمانة العامة ومع مجلس وزراء الخارجية لاعادة وضع الاصلاح والتحديث على اجندا الدول العربية وإلاّ سيطوي التاريخ في طياته الرهيبة ما قمنا به منذ سنوات مثلما ذكرت كما حصل ذلك عدّة مرّات في الستين سنة من تاريخ الجامعة.
في ضوء تدهور الأوضاع في كل من فلسطين والعراق والسودان ولبنان والصومال كيف تقيمون أداء الجامعة ؟
بسؤالك وبسردك لما تتعرض له هذه الدول العربية التي ذكرتها من أوضاع ومن أزمات يبدو واضحا أنها لها قاسم مشترك هو استهداف العالم العربي، هو الاحتلال، هو العدوان: وهذا ما جعل الجامعة العربية في وضع لا تحسد عليه من بين كل المنظمات الاقليمية والجهوية واذا أردت ان أدلي برأيي في أدائها وهو رأي لمسؤول من داخلها وبكل صراحة يبدو لي وبكل أمان أن:
1 تجربة السيد عمرو موسى الأمين العام كمندوب لمصر طوال عقد لدى الأمم المتحدة ووزيرا للخارجية لمدة عقد ومعرفته لأصول العمل الديبلوماسي الدولي وخاصة تقنيات وضع القرارات ومتابعتها وخاصة منها المتعلّقة بالنزاعات مكّنت الجامعة العربية منذ أن تولى أمانتها العامة من الارتقاء الى مستوى المخاطب الكفء على المستوى الدولي للأمم المتحدة وللاتحاد الإفريقي والمؤتمر الاسلامي والاتحاد الأوروبي، وهذا بند ايجابي ومهم في أداء الجامعة العربية.
2 بالرجوع الى نص القرارات، قرارات الجامعة وعلى جميع مستويات مجالسها المندوبين والوزراء والقمم نرى ان هناك أداء ايجابيا امتازت به الدول العربية في وضع هذه القرارات مع الأمانة العامة لتكون مرجعيات ذات مصداقيّة. هذا ما جعل مثلا في قضية السودان ان نجحت الجامعة العربية بتنسيق دائم مع دولة السودان وان تتقدم، في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان بكل ما يستلزم حماية السودان من الأذى وكان ذلك منذ حلّ أزمة الجنوب وصولا الى دارفور اليوم.
3 أما في الملف الفلسطيني والصراع العربي الاسرائيلي عامة اذا استثنينا المبادرة العربية للسلام التي تم اعتمادها في قمة بيروت باجماع واتفاق كل الدول العربية بدون استثناء وأستذكر شخصيا أنها لم تعترض لا العراق ولا سوريا ولا ليبيا في ذلك الوقت، قلت باستثناء هذه الخطوة التي تعتبر مهمّة جدا لكسر جدار الدعم لاسرائيل على الساحة الدولية فإني أعتبر ان أداء الجامعة بقي في الحد الأدنى في التعبير عن التضامن لرعاية القضية ولابلاغ صوت الحق ذلك ان مفاتيح الحل النهائي ليست بأيدي الجامعة.
4 أما في ما يهم العراق أذكر هنا أن ما جرى سنة 1990 باجتياح الكويت وهي عملية غير مقبولة بكل المعايير. والذي كان فخا تعدّى من ورائه وفي ذهن من خطط له ضرب العراق فقط وهذا ما تم خلال عقد كامل ولكن كان الهدف منه انهاء وجود جامعة الدول العربية وهذا ايضا ظهر للعيان باقتراحات الشرق اوسطية فهذا ما كان عليه الوضع طوال التسعينات ويعتبر بقاء الجامعة العربية طوال ذاك العقد معجزة وأذكر عندما التحقت سنة 96 بجامعة الدول العربية وبدأت أحضر مجالس الجامعة في القاهرة منذ مارس 1996 كم كان الوضع صعبا جدا في صلب العمل العربي المشترك كلّما طرحت القضايا التي تهم العراق بحضور وزير خارجية العراق في ذلك الوقت. فمن الطبيعي ان اداء الجامعة في تلك العشرية في ملف العراق لم يكن في المستوى المطلوب رغم الزيارة التي قام بها الأمين العام في ذلك الوقت الدكتور عصمت عبد المجيد الى بغداد وفي نفس الملف وعندما بدا التخطيط في أواخر سنة 2001 وكان ذلك بعد تولي السيد عمرو موسى الأمانة العامة في شهر ماي 2001 عندما بدأ التخطيط للعدوان على العراق واجتياحه واحتلاله من طرف الولايات المتحدة وبما سمي التحالف (وأنا شخصيا أرى ان كلمة تحالف هي غلط لأن التعريف الصحيح تاريخيا بمصطلح التحالف هو من أجل الخير العكس هنا هو من أجل الشر فهو ليس بتحالف) ولا فائدة هنا في الرجوع الى تفاصيل تلك الفترة العاصفة ما قبل الاحتلال في 20 مارس 2003 مرورا بقمة شرم الشيخ وصولا الى السنوات الأولى من اجتياح العراق والى قضية مقعد دولة العراق في الجامعة العربية والى نمو وتوسيع المقاومة الباسلة للشعب العراقي الى زيارة الأمين العام الى بغداد والتآم الاجتماع التحضيري بالقاهرة لمؤتمر الوفاق الوطني والى فتح مكتب الجامعة ببغداد. سيأتي يوما يجب فيه فتح الملفات وتحديد المواقف.
في كل هذا كان أداء الجامعة في مستوى ما كان مطلوبا للحفاظ على وحدة العراق في الوقوف الى جانب شعبه في معاناته وفي المطالبة وخروج القوات الأجنبية عن أرضه.
5 وإذا نظرنا الى ملف الصومال فاني شخصيا أعيش ألما لمقاسات هذا الشعب لما يزيد عن عشرين سنة والمسؤولية واضحة هنا هي مسؤولية الصوماليون أنفسهم ورضاهم ورضاء القائمين عن شؤونهم طوال هذه العقود بهذا الوضع المزري الذي لا يأخذ في الاعتبار الاّ المصالح الشخصية والآنية والذاتية لفصائلهم ولقد قامت جامعة الدول العربية بكل ما لديها من جهد دولا وأمانة عامة للوقوف الى جانب الصومال الى حدّ هذه الساعة في محاولة الأمين العام وبتعيين ممثل شخصي له من سلطنة عمان وبتكليف مديرا في الأمانة العامة بهذا الملف بعقد اجتماعات مصالحة. والكرة تبقى عند الصوماليين أنفسهم وستواصل الجامعة جهدها لتقريب وجهات النظر للوصول الى سلم دائم وبناء الصومال الجديد.
وإذا نظرنا الى لبنان لقد قامت جامعة الدول العربية ومن الأيام الأولى للعدوان الاسرائيلي على هذا الوطن العزيز بفتح الملف مع كل الدول العربية من أجل بناء موقف واحد يخدم لبنان وشعبه لايقاف الحرب من طرف مجلس الجامعة ولبناء لبنان.
مركز الجامعة بتونس مشاريعه المستقبلة وما هي الاضافة التي حققها في الجامعة ؟
لقد أنشئ مركز جامعة الدول العربية بتونس في ظروف خاصة اثر انتقال الجامعة من تونس الى القاهرة سنة 1991 وعندما التحقت به بقرار من سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بتقديم ترشحي لمنصب أمين عام مساعد رئيس المركز سنة 1996 كانت مفاجئة لي عند قراءتي بقراري مجلس الجامعة عند انشاء المركز بتكليفه «بالعلاقات العامة والمراسم» وهذا لا يدلّ على شيء وكان مطلوبا منّي من باب تحمل هذه المسؤولية التاريخية ولأن أكون في مستوى الثقة التي وضعها فيّ رئيس الدولة وما لتونس من مكانة في صلب العمل العربي المشترك ان أوجد على أرض الواقع وضعا جديدا للمركز وهذا ما تمّ والحمد لله بفضل ما وجدته من دعم متواصل في تونس ومن التفاف من العاملين ومن الموظفين به، الذي أصبح عددهم يقارب الأربعين في بضع سنوات واهتدينا في وضع خطّة عمل تجعل من المركز «مركزا لجامعة الدول العربية في المغرب العربي» ومقره تونس كهمزة وصل أساسية بين مشرقي ومغربي العالم العربي في صلب جامعته وأصبح المركز مختص في ملفات المغرب العربي والعلاقات الأورومتوسطية والهجرة المغاربية في أوروبا:
وأذكر بسعادة اعتراف الدكتور عصمت عبد المجيد الأمين العام في ذلك الوقت بهذا الواقع اثر زيارته الى المركز والتنصيص رسميا على هذه الخيارات والتي لم تتراجع عنها الأمانة العامة الى اليوم.
وقد نالني الشرف خلال هذه المهمة ان يقترح علي الأمين العام السيد عمرو موسى في نهاية سنة 2001 كتونسي وكمغاربي منصب نائب الأمين العام بالقاهرة مع مواصلة رئاسة مركز تونس. وهذا ما جذّر مركز تونس كهيكل أساسي صلب الأمانة العامة باختصاصاته هذه والتي يمكن ان يبنى عليها مستقبلا من أجل توسيع وجوده وكيانه ونشاطه بتكليفه بالأمانة الفنية لبعض المجالس الوزارية وخاصة منها تلك التي تغطّي نشاطها المنظمات العربية التي مقرها المغرب العربي او تلك التي معترف لتونس بأدائها واضافاتها وتقدّمها كالبيئة والمرأة على سبيل المثال.
هناك أزمة ثقة بين الشارع العربي وجامعة الدول العربية ويعيد المواطنون العرب هذه الأزمة الى تأخر الجامعة عن التصدّي للمشكلات والأزمات في حينها. وهناك من يشبه الجامعة بكونها تأتي لاطفاء الحرائق بعد ان تكون النار قد أتت على الأخضر واليابس فما رأيكم ؟
اني مطلع تماما على هذا الحكم وهذا التحليل الذي تقدمينه، ذاك اني كنت بداية من أفريل 2003 ومباشرة بعد قمة شرم الشيخ واثر اجتياح العراق بدأت في تجهيز الأمانة العامة ضمن لجان مختلفة ومختصة في دراسة مشاريع الاصلاح والتطوير والتحديث التي كانت ستقدم الى قمة تونس بعد سنة وكان قد بدأ في تلك الظروف الصعبة من حياة جامعة الدول العربية وفي تلك العواصف بدأت مناداة وصلت الى طلب الغاء جامعة الدول العربية وقد اهتديت الى طريقة أفادتنا كثيرا في أعمالنا وهي تكليف فريق يرصد يوميا كل ما كان يكتب على صفحات الجرائد، الصحف والمجلات وما يقدم على شبكة الانترنات او على الفضائيات العربية وباللغات الأساسية عربية وفرنسية وانقليزية حول جامعة الدول العربية والتي يصل عددها في اليوم الواحد ما يقارب خمسين مساهمة وحوارا جعلتني اطلع اطلاعا دقيقا على ما يدور في فكر وذهن وقناعة العرب حول جامعتهم وكان يؤكد في جزء منه ما جاء في سؤالك. وكتونسي وعربي أشاطره هذا الرأي.
واني اليوم من حين الى آخر أتساءل هل ما كنّا نؤمن به في تلك الفترة من ان الأولوية هو إصلاح البيت وترتيبه كان كافيا وضامنا لوجود جامعة الدول العربية تهتم بقضايا الأمة وتجد لها الحلول الملاءمة وفي الوقت المناسب وحتى قبل حدوثها. والواقع ان خطة الاصلاح كان لا بد منها ونحن في بداية قرن جديد وهي خطة جيّدة لتأهيل هذه المنظمة ولكن اليوم لابدّ من الارتقاء الى ما هو أرقى من ذلك لأنني أشعر بالحزن والغضب اثر حدث مهم جرى على الساحة في الأسابيع الأخيرة وسأقدمه كمثال لهذا الوضع السيئ :
لقد قرر مجلس الجامعة على مستوى المندوبين والوزراء التقدم الى مجلس الأمن للأمم المتحدة بخطوة جريئة من أجل كسر الجمود والتعطيل في مسيرة السلام وتوجه العرب الى نيويورك بخطاب واحد قدّمه رئيس الدورة وزير خارجية البحرين والأمين العام الى مجلس الأمن مجتمعا على المستوى الوزاري وبعد أسبوعين فقط تزور وزيرة خارجية الولايات المتحدة القاهرة وتجتمع مع بعض وزراء خارجية من الدول العربية وفي غياب الأمين العام للخوض في جميع القضايا التي تهم المنطقة العربية وتتعدّاها الى الشرق الأوسط مجدّدة سياسة تصوّرتُ انها انتهت مع انيهار الاتحاد السوفياتي وهي تقسيم العالم العربي والدول العربية الى دول معتدلة ودول متطرفة. فأين نحن من بيت للعرب جامع متضامن يتكلم بصوت واحد وبعد تقييم واحد للأوضاع ولو ان في نقاشاته الداخلية وفي حواراته وفي جلساته المغلقة تقدم كل الأطروحات حسب ما تراه كل دولة وهي لها هذا ومن حقها. أين نحن من وضع لا نواصل فيه ضرب التضامن وأسس الثقة التي هي أساس أي عمل جماعي ؟ هذا ما يحصل اليوم وما يتابعه الرأي العام العربي بألم وغضب.
هناك هوّة قائمة بين الجامعة العربية وبين منظمات المجتمع المدني والأحزاب، لماذا هذه الفجوة ؟ وكيف حسب اعتقادكم اقامة الجسور بين هذين الطرفين ؟
لقد كان حاضرا في رؤية الأمين العام منذ توليه الأمانة العامة وفي ذهننا عند وضع مشاريع الاصلاح والتحديث تصحيح وضعا كان مختلا في العمل العربي المشترك وكانت الجامعة العربية هي المنظمة الدولية والاقليمية الوحيدة التي لم تعط لمنظمات المجتمع المدني العربية المكانة التي تستحقها في هيكلتها وفي نشاطها وتمّ هذا التصحيح في قمة تونس وأذكر هنا انه كان ذلك اثر جلسات عديدة طوال السنة وحتى في اجتماع القمة في دورتها الأولى في مارس بتونس ووجد الأمين العام احترازا كبيرا من بعض الدول.
وما حدث بعد القمة في مرحلة الاعتماد ضمن ملحقات الوفاق وفي المعايير المقدمة من الأمانة العامة والمعتمدة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي فاني أراه شخصيا غير مرضي لأنه لن يُمكّن ما سمّي بمنظمات المجتمع المدني العربية من التواجد المطلوب ضمن موازين وتفاعلات مرضية ولا من المساهمة الفعّالة من أجل إيصال تطلعات ورؤى الناشطين في حقل المجتمع المدني.
لقد تم الاتفاق على الحدّ الأدنى الذي سيتطلب على الأقل عقدا لتجاوز هاته الهوّة التى ذكرتها وعندما سيتم ذلك يكون العالم بمنظماته ودوله المتقدمة دخل عصرا جديدا آخر ونحن للأسف لن يكون لنا موقعا فيه اذا واصلنا السير على هذا النسق.
كيف تنظرون الى تعدّد مشاريع الدَمقراطة المطروحة على المنطقة العربية من قبل الدول الغربية . هل هي مجرد أسلوب للضغط والابتزاز، أم أنّها تندرج داخل رؤية استراتيجية ؟
بقراءة ما هو مطروح وخاصة استكشاف رؤى ودوافع واضعي هذه المشاريع واختيار التوقيت بعد الذي جرى من أحداث في 11 سبتمبر 2001 يبدو واضحا ان هناك توافقا استراتيجيا يقول بمقولة الحل النهائي وكسب معركة الخطر الذي أصبح يطال الدول الغربية ومجتمعاتها. وان أصل الداء في عدم المواجهة القائمة لاستقرار وتفريخ الارهابيين والتهديد والارهاب هو عدم استقرار المجتمعات القادمين منها وهي تحديدا اليوم وفي ذهنهم الدول العربية والاسلامية ومثلما كتبه البعض عندهم أصبح الاستحقاق يبنى على أن :
أولا: نجاحهم تاريخيا في استدراج «بلدان الشر» ألمانيا واليابان اثر الحرب العالمية الثانية الى قيم الغرب في الديمقراطية سياسيا والحرية الاجتماعية وحرية السوق اقتصاديا. وهذا هو مثالهم يعيدون تقديمه حاليا مع «بلدان الشر» اليوم وهي البلدان العربية والاسلامية اضافة الى كوريا الشمالية وكوبا.
ثانيا: ان تعويلهم خلال الخمسين سنة الماضية على الأنظمة التي اختارها لمسك هذه الشعوب الغير مستقرة، يعتبرونها اليوم كانت خطة فاشلة نظرا للنتائج التي وصلوا اليها في11 سبتمبر 2001 وما بعده ولذا هنا أيضا عليهم «دَمقرطة هذه المجتمعات من فوق رؤوس الأنظمة» حسب رأيهم.
ثالثا: وللمرء ان يتساءل ونحن في السنة الخامسة بعد تلك الأحداث وما أفرزته ديمقراطيتهم المنشودة من نتائج انتخابات قانونية أفرزت تعبيرا واضحا من الشعوب العربية والاسلامية في غالبيتها وبصناديق الاقتراع عن رفض واضح لسياسات الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية وان الطرح وان كان مجرد أسلوب للضغط والابتزاز او رؤية استراتيجية في كلا الحالتين فهو طرح مخطئ وينمّ على جهل واضح بواقع هذه الشعوب وهاته الأمة وتطلعاتها من منطلق أمر بديهي، كيف يمكن ان نأتمن قوى تقف ضد الحق الشرعي للعرب وضد حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته الحرّة والمستقلة وان نساند قوى ذات سياسات تستهدفنا بطريقة مستمرة ؟ انهم بهذا ليست لهم أي مصداقية في أي طرح من هاته الأطروحات وقد قالها في ظروف أخرى فرحات العظيم «ان كانت هذه هي الديمقراطية فأشهد اني منها بريء».
هل تعتقدون أن نجاح الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية ستكون له تداعيات على المنطقة العربية ام ان للسياسة الأمريكية ثوابت لا تحيد عنها ؟
سؤال مهم جعل كل العالم يتابع بدقّة هذا الحدث نظرا لأنه جرى في دولة يمكن ان يأتي منها الخير ولكن أيضا الشر الى العالم نظرا لموقعها الحالي كقوة أولى فاعلة. هناك ثوابت في تاريخ الولايات المتحدة ومنها ثوابت السياسات الاستراتيجية التي يجتمع حولها الحزبين الجمهوري والديمقراطي وان كانت هناك متغيرات فهي أساسا مرتبطة بأسلوب التعاطي مع القضايا المطروحة:
يجتمع الأمريكيون اليوم حول تحمل مسؤولياتهم في قيادة العالم وهنا يرى الجمهوريون وأساسا المحافظون الجدد الذين مسكوا بجزء من هذا الحزب ان هذا الأمر لا يتمّ الاّ بقوة السلاح والحروب الاستباقية والقواعد العسكرية المنتشرة واختيار الأصدقاء على أساس «ان كنت ليس معي فانت ضدّي». ان أسلوب الديمقراطيين هنا وان كان نفس الهدف هو الريادة والقيادة فهو يأخذ في الاعتبار بناء التحالفات المبنية على الحوار وعلى الخيارات والقناعات المشتركة والاعتراف بمزايا الديبلوماسية المتعددة الأطراف وعلى ان قيادة العالم بضمان الأمن القومي للولايات المتحدة يأتي بقدرتها على فض بؤر الأزمات والحروب والنزاعات التي من شأنها ان تهدد ان عاجلا ام آجلا الأمن القومي الأمريكي.
ويبدو لي واضحا انه لا يمكن ان ننتظر تغيرا كبيرا في غضون السنتين القادمتين قبل الانتخابات الرئاسية سنة 2008 في ظلّ هذا التعايش بين سلطتي الحكم الرئاسة للجمهوريين والكنغرس للديمقراطيين رغم ما سنراه من كسب مواقع بينهما ستطال كل الملفات في السياسة الداخلية والخارجية بما فيها التي تهمنا مباشرة مثل العراق ولكن - حسب رأيي - لن يتغير شيء في مستوى الملف الفلسطيني والصراع العربي الاسرائيلي.
هل صحيح ما يروج بأن مهمّتكم في الجامعة العربية ستنتهي قريبا وإذا كان صحيحا فما هي مشاريعكم المستقبلية ؟
منذ اجتماع مجلس الجامعة في دورته الأخيرة بالقاهرة تمّ تعيين السيد الشاذلي النفاتي أمينا عاما مساعدا رئيسا لمركز تونس نظرا لانتهاء مهمتي التي كانت مزدوجة أي رئيس لمركز تونس ونائبا للأمين العام وحسب أنظمة الأمانة العامة يقوم الأمين العام المساعد الجديد بتسلم مهامه يوم 2 جانفي 2007 ولقد حرصت كل الحرص طوال الثلاثية الحالية ان أواصل مهمتي بالقاهرة وبتونس على نفس النسق وهذا هو المطلوب وأكون بذلك قضيت في الجامعة العربية 11 سنة بدورتين لخمسة سنوات وزيادة سنة أخرى اضافية على النظام المعتمد.
كانت تجربة مهمة غنية فهي فترة طويلة مقارنة بكل الوظائف التي تحملتها في الداخل وفي الخارج واليوم ليس فيه مجالا للحديث في تفاصيل هذه التجربة وما عشته فيها من أيام حلوة وأخرى صعبة ولكن أعتبر أنه من حظي أني ساهمت بقدر الامكان وبالجهد المطلوب والمعرفة والدراية اللازمة في انجاح قمّة تونس التي تعتبر بحق محطّة مضيئة خلال العشريتين الماضيين في حياة جامعة الدول العربية واعتز بحق بأني تونسي ينتمي لبلد لا يمكن له ان يسمح لاي كان ان يعطيه دروسا في الانتماء الحر وفي استقلال القرار وأقولها كلمة حق وأنا شاهد على ذلك لم يكن ليتم هذا لولا الوقفة الحازمة والشجاعة للرئيس زين العابدين بن علي في مارس وماي 2004.
أما المشاريع المستقبلية فإني من منبت وتربية وخيارات بنيت وأسست على خدمة الشأن العام وهذا شأن لن ينتهي الا بنهاية الانسان وهذا قدرنا.
ونحن نحتفل بذكرى استشهاد الزعيم الشهيد فرحات حشاد، هل من جديد حول نفض الغبار عمّا وقع حقيقة يوم 5 ديسمبر 1952 ؟
أصبح من المعروف ان السلط الفرنسية قامت بجهد كبير منذ 5 ديسمبر 1952 وطوال الخمسون سنة من أجل اخفاء حقيقة ما حدث يوم 5 ديسمبر 1952 وكان أيضا معروفا لدى الشعب التونسي باجياله المتعاقبة وفي المغرب العربي أيضا والعالم العربي ولدى العالم اقرار ان منظمة ارهابية اطلقت على نفسها «اليد الحمراء» قامت بهذه الجريمة. وفي غياب ما كان يجب ان يتم من كشف تام عن ملف الجريمة لأنه مطلب شعبي مثلما حدث في مثل هذه القضايا من الاغتيالات السياسية كندي او تشي فيقارا او رفيق الحريري وأخرهم الرئيس ياسر عرفات.
انه مهما كانت القناعات ومهما كانت صحّة العقيدة والاجماع حولها فان الواجب فرض اعتبار الملف غير مغلق ما دام لم يتم الاطلاع على الوثائق والشهادات والتقارير في مثل هذه القضايا للوصول الى الحقيقة المادية. في غياب ملف قانوني وقضائي ناورت السلطات الفرنسية والحكومات المتعاقبة في باريس من سنة 1952 الى سنة 1956 من أجل التعتيم وطمس الحقيقة.
هذا واجب يقوم به كل انسان يعتبر له قضية ونحن اخترنا في العائلة ان لا نتهم أحدا بالتقاعس ولا نتهم أحد بأي شيء آخر، هدفنا الوحيد كان ولا يزال التأكيد على ما كان هو معتبرا بديهيا لدى الجميع مثلما ذكرت ودفع الدولة الفرنسية ومن يمثلها بالاعتراف بمسؤوليتها في ما حدث.
نحن نعرف حق المعرفة ان الحكومة الفرنسية والسلطة الحالية غير مسؤولة على ما تمّ في 5 ديسمبر 1952 ونحن نعرف أيضا وان كانت المحاسبة اليوم لا تعني شيء فان اقرار دولة فرنسا وعلى لسان رئيسها جاك شيراك سنة 2002 بشرعية ما قمنا به من طلب التحقيق في الملف وحقنا في تحديد المسؤوليات ولو جاء متأخرا جدا بعد نصف قرن وهي خطوة مهمّة دخلنا على اثرها مرحلة الاطلاع على وثائق ولو بصعوبة جدّا رغم قرار فتح الأرشيف على بعض الزوايا التي تصبّ في اتجاه المسؤولية المباشرة للحكومة الفرنسية كخيار استراتيجي للاستعمار الفرنسي لقراره للتخلص من فرحات حشاد في تلك الظروف وانشاء منظمة في صلب الجهاز الرسمي للاستخبارات أطلق عليه «اليد الحمراء» جهّز بأرقى الامكانات المادية والبشرية والسلاح لتنظيم كمين محكم لا تقدر على القيام به الا الدول وكانت أول عملية في التاريخ تقوم بها هذه المنظمة في شمال افريقيا وهي جريمة اغتيال فرحات حشاد وكانت بذلك اول «عملية ارهاب دولة» يخطط لها وتنفذ وتستوعب سياسيا في الداخل والخارج من أجل ان تمرّ بسلام على فرنسا.
ويمكن اعتبار انها نجحت في ذلك ولكن ما لم تنجح فيه هو أنها كانت الشرارة التي أحرقت منطقة المغرب العربي بنيرانها فصعد الثوار الى الجبال في تونس وانطلقت الثورة المسلحة في المغرب وتقدمت خطوات التحضير للثورة الجزائرية ولذا بقى فرحات حشاد رمزا للتضحية من أجل الوطن والحرية ومن أجل الطبقات الكادحة والعمال والمهمشين ورغم ان حياته القصيرة (38 سنة) في العمل النقابي والوطني التي لم تدم الاّ 8 سنوات فان ما تركه من ارث يعتبر ذو حداثة ملفتة للنظر. يجب على الجميع وخاصة في الاتحاد العام التونسي للشغل تلك المنظمة التي ضمن فرحات حشاد بقاؤها بدمه واستشهاده استحضار هذا الارث بتفاصيله واطروحاته وكتاباته وما أقدم عليه مثلا في خياراته على المستوى العالمي للحركة النقابية في ذلك الوقت في حين ان هذه الحركة العالمية تعرف اليوم تحوّلا خصصت له جريدة الشعب تغطيات عدّة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.