بسم الله الرّحمان الرّحيم أيّها النّاس ! نستعدّ لنرى كيف سيُرضَخُ رأس الأفعى في صنعاء اليمن، ويُنْهَى أمْرُ "الكوبْرا" المتوحّشة المكابرة في جُحرها في الشّام، وسيكون ذلك إن شاء الله في قادم الأيّام، وبذلك ستنتهي هذه الجولة أو الملحمة الأولى بنتيجة خمسة مقابل صفر لصالح الشّعوب العربية الأبية، ضدّ ظُلّامها طغاة العصر، ذيول الخزي والعار، باعة الأوطان، الخونة قطاع الطّرق أذناب الصّهيونية وخدّامها. أيّها النّاس، أمّا الأفعى العجوز الّتي في اليمن ستُهَشِّم رأسَهَا إمرأةٌ يمنيةٌ حرّةٌ أبيةٌ عنيدةٌ شامخةٌ صاخبةٌ غاضبةٌ مكبّرةٌ مهلّله. تالية للقرآن ومترنّمة بمجْزوء الرّمل والوافر، والقريض والخبب. أفعى اليمن، ستمسك بها مليحةٌ مُنقَّبةٌ جبليةٌ أصيلةٌ ساحرةٌ من حضرموت أو من البيضاء أو تَعَزْ، فإذا ظَفرَتْ بها، وسنَشْهَد ذلك، فسَتُكبّر وتُهَلّل في جوْف ليلٍ، أو في عزّ قائلة مشهودةٍ، ثمّ تزغْردُ وتقْرِضُ بيْت شعْرِ للبُحْتري، أو الحارث ابن حلْزة، أو الشّنفري، ثم سوف لن تحتاج لرجل يتأبّط " كلاشْنكوف" ولا حتّى خنجر في حزامه، بل بكعْب حذائها ستسْحق أنفها وتُنهي القضية! وأمّا "الكوبرا" الّتي في دمشقِ الشّام، إن لم تنْسحبْ في جُنح ليلٍ قريب، يُسرْبلُها ذلٌّ وخزيٌ وعارْ، فإنّهُ لا محالة سيُدركها النّهار، ويفتضحُ أمرُها وتُسْحَبُ من الغار، ثمّ تُلقَى هي الأخرى في السّاحات، فتَلْقَى غَضَبا وزحْفا وطُوفانًا، ثمّ تُسْحَق تحت الأقدام، تحْت رقْصَةِ دبْكة الشّام ، و "رقصة السّيف"، وصَوْلة "المعَشّى" تُلهِبُها أهازيج الثّأر، ومهما أوغل الجبان في السّفك والقتل، فأرض "الشّامات البيض والحُمْر والسّود" ارتوت بالدّماء الزكية، وخضّبت ما أراد لها الله أن تُخضّب من أرض آشور وتراب طرطوس وبَكتْ أنهار درْعا و توقّفت نواعير حماه وأدْلب، ولم يبقى إلا أن تغضبْ، وتنتفض، فترسم انتصارا يبلغ صداه مأربْ، يُطهّر ضفاف المآقي الزرقاء الدّامعة. أيّها النّاس... إذا ما انتهينا من هكذا ملحمة، وهكذا معركة، فستكون بعدها تسع وتسعون صولة أخرى وملحمة ! و"سنفرغ لكم أيّها الثّقلان" ستلتحم لا محالة الشّعوب، فتنادي بصوت واحد، وتهتف بإلاه واحد، وتكون لها أحلام واحدة، وأرض واحدة، وتطلّعات واحدة، وسوف تستردّ هيبتها وعزّتها وشموخها، فتُنْجِدُ فتاة نادت في أوروبا "وَا إسلاماه" من أجل حجاب تأبى إلاّ إيّاه، و ستقول كلمتَها في قرآنٍ يُحرَق، وبترول يُسرَق، ومسجد أقصى في وجه أصحابه يُغلَق، وأرض محتلّة وأطفال في غزّة جياع، وغاز لصهيون يُباع، ورسول يُرسم بسخرية ويُهان. سنفرغ لذيولِ تُبّعٍ، خائنة متخنّثة، تريد لنا غربة وتيْها ومسخا وعلمنة وضياعا ومهزلة. ستَفْرَغ الشّعوبُ متّحدةً، لقوم صنْعَتُهُمْ الخراب، وبُغيتُهم الفساد، يعِدُوننا بأجيال، مائعة راقصة مخمورة منكوسة ذات كؤوس، مغلوبة مهزومة في العقول الّتي في الرّؤوس، شيمَة نسائها السّحاق، ويتزوّج فيها الرّجالُ الرّجال، يُبشّرون بتغيير وجه الأرض، ومزيد من الزّلازل والكوارث وغضب العزيز ذي الجلال! سَتَفرغ الشّعوب المؤمنة، لتعليمٍ يُحرّف وإعلام لا يُشرّف، ودين يُحيّد و يُخَرَّف، وإلى كلّ تعصّب ورعْونة وشعْوذة وثرْثرة وتطرّف. ستنادي الشّعوب المتحرّرة من القيروان و سبراطة والجبل الأخضر وطبرق، مرورا بحضرموت والإسكندرية وحلبْ وأدْلبْ، ستَبُتّ في كل يوم في كل قضيّة وحادثة وأذيّة، وبغلة تعْثُر في الضّالع أو عدَنْ الحجرية. ستُنصِّبُ الشّعوبُ رئيسا متى تشاء، وتعزل رئيسا متى تريد، وستجتمع على كلمة واحدة، نابعة من عقيدة واحدة " الشّعب يُريد ما الله يُريد" أيّها النّاس... سنسير من الضّالع حتّى مكناس، لا نخشى من أجل إقامة صلاة، أو لحية أو حجاب اعتقالا ولا التزاما ولا بوليس سياسي. فقط اصبروا وصابروا ورابطوا قليلا، ريثما ننتهي من سحق ما تبقّى من رؤوس الأفاعي... وإلى لقاء قادم إن شاء الله .