نصرالدين السويلمي- تونس- وجوه حقوقيّة كانت ثابتة في وجه الطاغية بن علي ونظامه الفاشي وقد صنعت لها تاريخا مشرّفا في عالم النضال وترافعت في قضايا ليس من السهل أن يقبل الترافع فيها أيّ كان لما يمكن أن ينجرّ عنها من تبعات قد تكون غاية في الخطورة ناهيك عن التهديدات التي قد تطالهم وتطال ابنائهم، هذه الوجوه التي انحازت إلى خنادق النضال وجدناها فجأة تدافع عن شخصيّات محسوبة على النظام السابق مثلما وجدنا غيرها تنوب أشخاصا أمعنوا في استفزاز الشعب بانتهاك ثوابته، والأمر هنا يتعلق بالسيّدة راضية النصراوي التي قبلت الدفاع عن رجل الأعمال المقاول خالد القبي المقرّب من الطرابلسيّة والمتهم في العديد من قضايا الفساد، ويتعلق كذلك بالأستاذ عبد الفتاح مورو ودفاعه عن الهادي الجيلاني في قضيّة تعيين مؤتمنا على مصنعه وتجميد أمواله، ولو أنّ الأستاذ مورو وضّح أنّ الدفاع لم يكن على الجيلاني ومصالحه بقدر ما كان على العمّال الذين اتصلوا به ليجد لهم حلا بعدما تقرر إغلاق المصنع الذي يسترزقون منه. الإستغراب طال أيضا المحامي عبد الناصر العويني المشهور بالعبارة التاريخية "بن علي هرب" الذي دافع عن مدير قناة نسمة نبيل القروي وذلك على خلفيّة الفيلم الإيراني المثير للجدل الذي جسّد الذات الإلهيّة ولم يراعِ شعور الشعب التونسيّ المسلم ولم يكتفِ المحامي المذكور بذلك بل تهجّم مع رفاقه على المحامين الحاضرين ضدّ القروي ورموهم بنعوت لا تمت بصلة لأخلاقيّات المهنة.