الحوارنت تونس كنا قد أفدنا في خبر سابق أن أعضاء الحكومة المؤقتة وعلى رأسهم الوزير الأول الباجي قايد السبسي ،أول أمس الأربعاء ،استقالتهم الجماعية لرئيس الدولة المؤقت فؤاد المبزع. لكن هذا الفريق الوزاري سيواصل مهامه إلى غاية الاتفاق داخل المجلس التأسيسي على تنظيم المسؤوليات في الدولة حتى يتمّ نقل السلطة بشكل سلس إلى الحكومة المقبلة، التي سيرأسها حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة.
وواصل المجلس التأسيسي، بالأمس، مداولاته، التي توّجت بتشكيل لجنتين الأولى ستتولى مهمة إعداد النظام الداخلي للمجلس (كيفية التصويت، جدول الأعمال...)، والثانية ستهتم بصياغة القانون المنظم للسلطات العمومية المؤقتة.
وستبدأ "لجنة التنظيم المؤقت للسلطات العمومية" عملها مباشرة في صياغة القانون الذي يحدّد بالأساس صلاحيات كل من رئيس الدولة ومشمولات رئيس الوزراء وهو المنصب الجديد الذي تسعى لتكريسه حركة النهضة في نظامها السياسي المقبل في تونس وهو النظام البرلماني، حيث أنّ تشكيل الحكومة وتسييرها سيصبح مسؤولية رئيس الوزراء بدلا من رئيس الدولة كما هو معمول به في النظام الرئاسي الحالي.
وبالتالي فإنّ صلاحيات رئيس الوزراء ستكون أوسع نفوذا على عكس ما كان ممنوحا للوزير الأول في النظام الرئاسي، الذي يكتفي فقط بتسيير وتنسيق أعمال الحكومة. وتعارض بعض الأحزاب برنامج النهضة في إرساء نظام برلماني من غرفة واحدة واعتبروه "مؤشرا قد يعيد الدكتاتورية للسلطة تحت غطاء برلماني" وتفيد بعض التسريبات أن حركة النهضة قد قبلت بإمكانية تعديل مقترحها لفائدة نطام برلماني معدّل
وحالما تنتهي"لجنة التنظيم المؤقت للسلطات العمومية" من صياغة القانون المنظم للسلطات الذي سيستغرق على أقل تقدير أسبوعا أو أكثر بقليل، سيتمّ عرض القانون على أعضاء المجلس التأسيسي للمصادقة. وما من شك فإن الأغلبية ستلعب دورا مهما في تمرير لاسيما التحالف بين حركة النهضة وحزب المؤتمر في تآالف مع التكتل دون عراقيل تذكر. وعلى إثر المصادقة على هذا القانون المنظم للسلطات المؤقتة في البلاد ستتجه الأنظار إلى المجلس التأسيسي من جديد لإنتخاب رئيس جديد الذي سيخلف الرئيس الحالي فؤاد المبزع وحسب ما تسرّب إلينا من أنباء فإن الإتفاق بين الأحزاب الثلاثة منصبّ على الدكتور المرزوقي رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية كرئيس للجمهورية إلى حين تدوين دستور جديد . ورغم التسريبات المتعددة عن الحقائب الوزارية المسندة فإن الأحزاب الثلاثة ستحظى بأغلبها والتي سعت إلى التكتم عليها .