بداية وبدون مزايدات وحتى لا تختلط الأمور فان انتهاك حرمة الجامعة هو عمل مرفوض و مدان و لا بد من تجريمه لكن مع ذلك ،ولا أريد من هذا الاستدراك أن يفهم تراجعي عما أقررته من ادانة أولى لانتهاك حرم الجامعة، أريد أن أتساءل متى كان للجامعة التونسية حرمة حقيقية ومتى التزمت الجامعة التونسية في شخوص غالبية أساتذتها مبدأ الحياد العلمي واتخاذ الموقع الواحد من التجاذبات السياسية؛ الجامعة التونسية كانت غالبا الا في حالات نادرة مرتعا لنشاط ايديولوجي تغيب عنه تماما سمة العلمية والأكاديمية الى حد بعيد والدليل على ذلك عجز هذه الجامعة عن خلق أية تقاليد علمية معرفية أو التأسيس لأية معرفة علمية جادة لها شيء من الصيت الاقليمي أو العالمي ذلك أن هؤلاء الأساتذة الكرام جدا ما كانوا مهتمين بالعلم وانما بالحرب ؛ حربا حقيقية ومقدسة ضد كل الشرفاء والوطنيين المخلصين و لمبدأ الثقافة الوطنية واستقلالية القرار الوطني في مستواه العلمي والثقافي. لست متجنيا لكن يمكن العودة للمسائل التي تطرح خاصة في قسم العربية و كيفية صوغها ورهاناتها ، كما يمكن العودة للمارسات اللا أخلاقية التي تعود عليها هؤلاء الأساتذة من محسوبية وفساد بكل أشكاله وولاءات خارجية و كل من اقترب من المؤسسة الجامعية خاصة في المرحلة الثالثة يعلم جيدا كيف يتم قبول الملفات وعلى أي أساس يتم الانتداب ووفق أية معايير تتم الترقيات بؤسا للجامعة التونسية و بؤسا لأغلبية أساتذتها الفاسدين فسادا في كل أشكاله مع ىضرورة الاعتذار لقلة منهم قدرت العلم والمعرفة حق قدرها ومهما اختلفنا معهم ايديولوجيا وفكريا فان أمانتهم و مقدرتهم المعرفية تجعل الوقوف اجلالا لهم فخرا للواقف ما تزلفوا النظام يوما ولا باعوا ذممهم و لا انخرطوا في ثقافة المؤامرة وتعالوا على هؤلاء الاقزام الذين مهما تطاولوا فلن يكونوا غير أقزام والتاريخ يشهد.