يكتبه كمال بن يونس كثير من"الاقزام " تطاولوا سابقا على العلامة ابن خلدون وعلى الفيلسوف والقاضي والطبيب ابن رشد وعلى الشاعر اي الطيب المتنبي وغيرهم من العملاقة الذين تركوا بصماتهم في تاريخ البشرية.. ونحتوا صفحات خالدة في التاريخ العربي الاسلامي.. وان نجح " الاقزام " والوشاة في ادخالهم السجون مرارا.. وكثير من " الاقزام " تطاولوا في العهد السابق على مفكرين وفلاسفة ومثقفين وحقوقيين واعلاميين بارزين في تونس بصرف النظر عن توجهاتهم وميولاتهم.. من أحمد ونيس إلى المنصف المرزوقي الى راضية النصراوي وسهام بن سدرين وسهير بلحسن وصولا الى كمال العبيدي ومحمد كريشان والمنجي الكعبي وهشام جعيط ومحمد الطالبي وعياض بن عاشور وابراهيم شبوح.. والقائمة طويلة وطويلة جدا.. والارشيف شاهد على كفاءة هؤلاء ومصداقيتهم ونضاليتهم.. وعلى سخافة ما نشر وينشر من قبل بعض " الاقزام " في " فايس بوك " و" فايس أمك " وبعض " الصحف ووسائل الاعلام.. عن حسن نية حينا ولغرض في النفوس المريضة حينا آخر.. وفي الوقت الذي يتطلع فيه التونسيون والتونسيات الى مرحلة ما بعد 23 أكتوبرعاد البعض الى "التشهير " بمثقفين واعلاميين ومبدعين تعرضوا الى مضايقات بالجملة في عهدي بورقيبة وبن علي.. ومن بينهم المبدع والمفكر والكاتب والجامعي الكبير المنجي الكعبي.. وكالعادة ينسب "الاقزام" الى خصمهم تصريحات وكلاما هوبريئ منه.. اقول لهؤلاء وأولائك: ان لم تستحوا فافعلوا ماشئتم.. لكن اذكروا أن الدكتور الكعبي كان من الاوائل الذين انتقدوا في 1988 المسار السياسي في محاضرات موثقة نشربعضها لاحقا في كتب على نفقته.. والدكتور الكعبي هو من ألف في 1994 كتابا على هامش الانتخابات الرئاسية خاطب فيها بن علي عن بعد ضمنه " شروط نجاح الرئيس في الدورة الجديدة" من بينها اعلان العفو العام واطلاق سراح السجناء السياسيين ورفض المظالم الاقتصادية والسياسية والادارية.. وفيما كان اغلبية " الاقزام "وقتها يدعمون الدكتاتورية والفساد والحلول الامنية تعالت أصوات بعضهم الان لنشر أكاذيب عن الدكتور الكعبي وغيره مراهنين على عدم اطلاع الغالبية الساحقة على الكتاب (الذي صودر وقتها).. متى يتخلى " الاقزام "عن عقلية :" هذه دفعة على الحساب قبل قراءة الكتاب"؟ ومتى يقدم المثقفون الاعلاميون والساسة منطق البناء على اسلوب الهدم وعقلية النظر الى المستقبل عوض اهدار الطاقات والقدرات في معارك " بيزنطية " حول الماضي؟