[عدد كبير من أهالي القصرين طردوا منذ قليل وفد من الجبهة الشعبية كانوا يستعدون لإحياء حفل فني وعروض ثقافية... مطالبين الجبهة بالتنمية بدل إحياء الحفلات]!!!...
خبر تداولته وسائل الإعلام المكتوبة ومنها (أخبار الساعة)!... وفي ولاية القصرين وبالتحديد في جبل الشعانبي أحداث - حسب المروّجين - تذهل المرضعة عمّا أرضعت وترضع!... إرهابيون وقد تحصّنوا بالجبل ثمّ تفنّنوا في زرع الألغام فيه!... ألغام محليّة الصنع كما قالوا، عالية الجودة (يا لجودة الصناعة التونسيّة إذا نحت ناحية الإرهاب)، لم تقدر وسائل وزارة الدّفاع والدّاخليّة مجتمعتين على كشفها، ممّا جعلها تنفجر يا للحسرة فتخلّف العديد من الضحايا الأبطال الذين هبّ زملاؤهم المخلصون للاعتصام أمام المجلس الوطني التأسيسي مطالبين بسنّ القوانين المؤمّنة لهم الضامنة لحقوقهم منبّهين إلى ضرورة الاقتداء بالإرهابيين في الأخذ بأسباب التقدّم لتصنيع ما صنعوا أو على الأقلّ تسخير خزينة الدّولة لتوفير وسائل تهيّئهم لمقاومة الإرهابيين وما صنعوا!... إرهابيون جلبوا أنظار المتابعين فألهَوا في الدّاخل والخارج بأعدادهم وقدرتهم على المناورة والتخفّي والتمويه حتّى لكادوا يكونون تبرا في الترب!... فما الحوّامات الحائمة ولا الكلاب اللاهثة ولا المفتّشون في الكهوف والمغاور وعلى الآكام والظراب وفي منابت الشجر قدروا على ضبط واحد منهم!... ولمّا أخبرني صديقي أنّ إدراجا في الفايسبوك تحدّث عن ضبط واحد منهم سألت دون سوء نيّة وهل حجزوا معه نعاجه ومعزاته!... واحد!!!... لا بأس، فعددهم خمسون أو هم سبع وعشرون أو هم حسب المتخصّصين في الحركات الإسلاميّة قد بلغوا بعض المئات نتيجة التهاون في مقاومتهم في زمن كثر فيه زوّار تونس من الوهّابيين!... واحد!... فلم يبق من المئات إلّا مئات تنقص واحد!...
في هذه الظروف تأتي فكرة إقامة الحفل!... والخبر لم يبيّن برنامج الحفل ولا مضامينه!... فلعلّه كان حفلا خطابيّا يُبيَّن فيه خطورة الإرهاب والإرهابيين وطرق مقاومتهم تأسّيا برئيس الجمهوريّة وبشجاعته في الصدع بالحقّ!... أو لعلّه وضّح أكثر ضلوع بعض الأطراف في التشجيع على الإرهاب كهذه الحكومة التي ما رأى معها التونسيون يوما طيّبا مذ قدمت إلى الحكم واعتلت رقاب النّاس!... أو لعلّه فسّر تزامن زيارات بعض الوهّابيين الذين استهانوا بدين التونسيين حتّى قدموا البلاد ولامسوا ترابها بوضوء واحد دون عبرة ولا اعتبار من سلوك ضيف تونس المجّل سيلفان شالوم زمن الهارب ابن علي!... لعلّه فعل ذلك كلّه ثمّ بادر بعد ذلك إلى التخفيف عن المواطنيين في القصرين بشعر حماسيّ يلقيه شاعر فذّ تعلّم أن يقول – كما قال قائلهم – شعرا أزرقا، أو برقصة ثوريّة يؤدّيها ثنائيٌّ مبدع لم تعطّله الحدود الجنسيّة الرّجعية، أو بكلمات يتمايل بأدائها مؤدّيها ذوبانا في معانيها وتفانيا في الإحساس بحروفها!... ولمّا لم يستطع أهالي القصرين انتظار ذلك أو سماعه إذ بادروا بطرد أصحاب الحفل فقد بلّغوا رسالة مفادها أن كفى متاجرة بآلامنا واستغلالا لظروفنا ومنها وجود الجبل – جبلنا - بين أحضاننا!... يقولون: لسنا إرهابيين ولا كان جبلنا مؤويا للإرهابيين ولن يكون كذلك يوما!... يقولون: لقد حاربتمونا في جبلنا وأبطلتم نفعه بما افتريتم عليه وعلينا، فقد كنّا نحسب أنّكم ستشجّعون السياحة بجبلنا بتنمية المحميات فيه وبتطوير المنتزهات فيه وبإيجاد المشاريع النّظيفة الخضراء فيه!... يقولون: أفّ لكم ولمخيّلتكم ولتصوّركم ولتلفزاتكم ولصحافييكم وللمتخصّصين في صناعة الكلام وتطوير الآلام!... يقولون لو كان بنا قوّة لجمعناكم جميعا ولألجأناكم إلى الجبل تصحّحون بالعيش فيه معلوماتكم وتحيّنونها بملاقاة الإرهابيين الذين صنعتموهم فيه، يطلعونكم كيف قدروا من لا شيء على تصنيع ما المتخصّص بغياب الوسائل عليه لا يقدر!... يقولون هل أحصيتم ما أضعتم من مال وجهد ووقت بما اتّهمتم به جبلنا، فهلّا أنفقتم ذلك لخدمتنا وتحصين جبلنا، لو نطق الجبل للعنكم ولعافكم ولطردكم كما طردناكم دفاعا عنّا وعن جبلنا!...
تصرّف إيجابيّ من قِبل أهلنا في القصرين نشكرهم عليه ونشدّ على أيديهم، فما كان ينبغي حيال هؤلاء الفاسدين إلّا الطرد. ولن يصلح الكثير من الأشياء في تونس إلّا بالطرد!... طرد الخونة وطرد المستعمر وطرد وساوس الشيطان من الرّأس وطرد الشيطان من الدّيار وطرد السلبيّة المتمثّلة في البطالة والاعتصامات غير النّافعة غير النّافعة أو المقترفة من طرف غير أصحاب الحقوق المتضرّرين، وطرد الغشّ والرّشوة والمحسوبيّة وتعويض ذلك كلّه بالمروءة والإيجابيّة المتمثّلة في حبّ العمل وحبّ النّاس وإحسان الظنّ بهم في غير تهافت وقبل ذلك وبعده حبّ الله تعالى وإنزاله بالقلب يعمره ليكون على المرء رقيبا!...