كارثة بيئية متجددة بعد تلك التي كانت جدت في سنة 2010 في مستوى شاطئ قصيبة المديوني بجانب الميناء والتي كانت افرزت نفوق كميات كبيرة من «القرنيط» انذاك ميتا.. فقد تابع العديد من المواطنين مرة اخرى صباح اول امس في المنطقة الشاطئية الرابطة بين صيادة ولمطة وقصيبة المديوني نفوق كميات كبيرة ومختلفة الاحجام من الاسماك في عدة مساحات على الشاطئ منها الميت ومنها من لفظ انفاسه الاخيرة على الشاطئ بعد ان استفذت مختلف اشكال المقاومة الذاتية بعد مغادرتها للمياه وقد تبين ان انواع هذه الاسماك تضم في تركيبتها ( القاروص والمداس والصبارص الى جانب «المجل» من الحجم الصغير) وقد فسر بعض البحارة اسباب هذه الكارثة المتجددة بانها تعود الى ان البحر قد اصبح في جزء كبير منه على الشريط الساحلي ملوثا بالمواد الكيميائية الصادرة عن المؤسسات المنتصبة ومياهه اصبحت قزحية الالوان وبالإمكان معاينته بالعين المجردة وأيضا متابعته في مستوى القنال المؤدي الى ميناء صيادة.. ولاحظ البحارة بان الوضع على الشريط الساحلي وفي نسبة لا يستهان بها من داخل البحر والى الحد الفاصل مع «البحر الحيص» وفق المصطلح المتداول في الجهة قد اصبح خطيرا جدا والقطاع مهدد، كما انه يتحتم اكثر من اي وقت مضى ملازمة اليقظة من المستهلكين مع عدم الوقوع في فخ اقتناء الاسماك النافقة والتي يمكن لمستغلي المناسبات ترويجها. اما من جانب ردود الفعل المسجلة من قبل بعض هيئات المجتمع المدني وفي انتظار ما سيظهر رسميا من قبل الدوائر المسؤولة فقد جاءت البادرة الاولى من لدن الجمعية التونسية للبحوث والدراسات في الحوتيات باصدارها لبيان صحفي قالت فيه: «بعد مضيّ أكثر من 8 سنوات على الكارثة البيئيّة الكبرى التي حصلت بخليج المنستير وما تلاها من تحرّكات احتجاجيّة في الفترة الممتدّة من 2 إلى 7 جوان 2006، وبعد كلّ الحراك الشعبي والجمعيّاتي المتواصل طوال السنوات الماضية لإيجاد حلول جذريّة لإزالة أسباب التلوّث في المنطقة ومع تواصل الكوارث البيئيّة المتمظهرة أساسا في نفوق كميّات من السمك على شواطئ المنطقة وخاصّة منها قصيبة المديوني ولمطة في العديد من المناسبات..وبعد ما سمّي ب « الاستشارة العموميّة حول مشاريع الديوان الوطني للتطهير في خليج المنستير » التي دعيت لها مكوّنات المجتمع المدني في 8 سبتمبر 2012 والّتي شاركت فيها الجمعية التونسية للبحوث والدراسات في الحوتيات والتي دعونا فيها لإعادة دراسة المشاريع المزمع تنفيذها معتبرين السيناريوهات المقترحة لاغية ولا تمثّل طموحات متساكني المنطقة.» وحذرت الجمعية في بيانها من «كارثة بيئيّة أخرى خانقة تتمثّل كالعادة في نفوق كمّيات هامّة من السّمك وهو ما يثبت عدم جدوى المشروع المزمع انجازه». واكدت الجمعية التونسية للبحوث والدراسات في الحوتيات على مطالبتها بفتح تحقيق جدّي ومحايد للتّثبّت من دور الديوان الوطني للّتطهير في بوادر الكارثة البيئيّة المتمثّلة في وجود تغيّرات فيزيولوجيّة للشريط السّاحلي يوم 11 سبتمبر 2014 بعد هطول أمطار غزيرة يوم 08 سبتمبر 2014 «. واكدت الجمعية ان ملاحظوها الميدانيّن اكدوا وجود تلك المتغيرات مشيرة الى حرصها على التوثيق وأخذ عيّنات قبل حصول النفوق إذ نجزم بامتداد رقعة بيضاء على طول الشّريط السّحلي من وراء متحف مدينة لمطة إلى مشارف ميناء الصّيد البحري بصيّادة وحتّى داخل الميناء. واعتبرت أنّ تواتر هذه الظّاهرة بعد كلّ تهاطل غزير للأمطار يؤكّد رفضها لسكب أيّ قطرة ماء مستعملة معالجة كانت أو لا في البحر.. واكدت التزامها مواصلة النضال بكل السبل المتاحة.