أجلت الجبهة الشعبية أمس تحديد موقفها الانتخابي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية واكتفى بيانها بتوضيح موقفها السياسي من المترشحين.. وأكد حمه الهمامي الناطق باسم الجبهة الشعبية أمس خلال اللقاء الإعلامي أن الحسم في الموقف الانتخابي للجبهة سيتم الإعلان عنه في موعده وسيقع تحديده على خلفية متابعة تصريحات ومواقف ومشاريع المترشحين مشيرا إلى أن نقاشات الجبهة ليست خارج الآجال ومجلس أمنائها يعمل على ان لا يستعجل في اخذ مواقفه.. مؤكد ان الجدال والنقاش داخل الجبهة لا يزيدها الا تماسكا وقوة ويعبر عن طبيعة مكوناتها التي لا تحكمها ثقافة القطيع او المجاملة. وقال زياد لخضر أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيون الموحد ان الجبهة في بيانها "لم تطرح محاصصة بل قدمت موقفا مبنيا على فهم للمخاطر لسياسية وتحديد الأخطر والأقل خطورة. " وبين ان "الجبهة في انتظار إجابة نداء تونس عن تساؤلها.. هل ترقى التوافقات بينها وبين النهضة داخل مجلس الشعب إلى التحالف الكامل؟ " موقف انتخابي قدم البيان الصادر عن مجلس أمناء الجبهة نصفه بوضوح حيث دعا في نقطته الثالثة إلى قطع الطريق أمام عودة محمد المنصف المرزوقي إلى رئاسة الجمهورية لاعتباره "المرشح الفعلي لحركة النهضة وحلفائها التي اكتوى الشعب التونسي في حكمها بنار الاغتيالات السياسية والكوارث الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية.. إلى جانب ارتباطه المفضوح بروابط العنف الإجرامية والمجاميع السلفية المارقة على القانون والمحرضة على الفتنة والتكفير والتقسيم.. وعلاقته الخارجية بمحاور إقليمية لا تريد الخير لتونس والوطن العربي." اما فيما يخص المرشح الباجي قائد السبسي فاشترطت الجبهة على حزب نداء تونس ومرشحه للرئاسية توضيح علاقته بحركة النهضة وإمكانيات التقارب بينهما .. واعتبر البيان في نقطته الرابعة ان عودة منظومة الاستبداد والفساد القديمة بآليات وطرق وتحالفات جديدة معادية لمطالب الثورة والحرية ممكنة في حال تحول التقارب بين النداء والنهضة إلى اشتراك في الحكم.. خاصة أن حزب النداء يضم في صفوفه وضمن أغلبيته النيابية ومسانديه العديد من رموز النظام القديم مما ستكون له انعكاسات سلبية على ملفات لا تقبل المساومة عند الجبهة أهمها ملف الاغتيالات السياسية وإحداث الرش والعدالة الانتقالية ومكافحة الإرهاب والملفات الاقتصادية والاجتماعية. الورقة البيضاء.. أمام عدم تحفظ الجبهة الشعبية على كلا المترشحين للدور الثاني للرئاسية، هل تطرح فرضية دعوة الجبهة إلى مقاطعة الانتخابات او التصويت بالورقة البيضاء؟ اكد منجي الرحوي نائب الجبهة في مجلس الشعب والقيادي في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد أن "الجبهة لا تؤمن بالتصويت السلبي او الورقة البيضاء في هذه الدورة التي فيها حسم تاريخي يتعلق بصعود طرف إلى منصب رئاسة الجمهورية ولا يمكن أن ندعو التونسيين للتصويت بكثافة في الانتخابات ونصوت بورقة بيضاء." و في نفس السياق أوضح رياض الفاهم عضو المكتب السياسي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد "لا سبيل إلى التصويت بورقة بيضاء او مقاطعة الانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية.. بيان الجبهة واضح هناك مرشح حسمنا فيه وهو المنصف المرزوقي ومرشح أخر وهو الباجي قائد السبسي نقلنا له تساؤلات ننتظر ان يجيب عليها والفصل فيها.. ويكفي ان يخرج للتونسيين ويحدد موقفه من حركة النهضة.. المدخل الأساسي بين النداء والجبهة هو علاقته بحركة النهضة.. الجبهة رفضت المرزوقي لأنه مرشح حركة النهضة." وأضاف : " قيادات نداء تونس فيهم من فصل وله موقف واضح من النهضة وفيهم من يواصل فتح الطريق أمام حركة النهضة."