تعيش منذ ايام مدينة الفوار التابعة لولاية قبلي على وقع احتجاجات كبرى حيث أقدم عدد من المحتجين المطالبين بالتشغيل على حرق مركز الحرس بالجهة، وذلك إثر تجدد المواجهات بينهم وبين قوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وإيقاف عدد منهم. واكدت مصادر امنية ل«التونسية» أن المحتجين عمدوا خلال احتجاجهم الى اغلاق بعض الطرقات الرئيسية عبر اشعال الاطارات المطاطية وأن ذلك اقتضى تدخل الوحدات الامنية لتفريقهم باستعمال الغاز المسيل للدموع الذي رد عليه المحتجّون برمي العناصر الامنية بالحجارة. واتهم المحتجّون أعوان أمن بحرق ما يعرف بحاجز الجريدي في إحدى الغابات وخلع محل وسرقة بعض المشروبات الغازية والمياه مندّدين باستعمال قوات الأمن المفرط للقوّة وارتكاب تجاوزات واستعمال القوّة ضدّ الموقوفين لكن السلط الأمنية بالجهة رفضت الرد على هذه الاتهامات. و قال رضا بن نصر المنسق لاتحاد الشباب المعطلين عن العمل وأصحاب الشهائد العليا ان المجتمع المدني بالفوار حاليا بصدد تحديد الخطوات القادمة للتعبير عن احتجاجه، موضحا ان هناك خيارين امام الاهالي في الوقت الحالي إما شنّ اضراب عام في المنطقة أو التوجه نحو الشركة النفطية بالمدينة لإغلاق البئر النفطية الجديدة التي وقع اكتشافها مؤخرا. في المقابل، أكد وليد التوهامي كاتب عام جمعية العدالة الاجتماعية بالفوار و ممثل عن المجتمع المدني ان الامن انسحب من المدينة بعد تجدد المواجهات مع المواطنين مشيرا الى ان الدروس توقفت بكل من المعهد الثانوي و اعدادية الفوار. واعتبر عدد من اهالي الجهة أن هذا التحرك الاحتجاجي السلمي يرمي الى لفت أنظار السلط الجهوية والمركزية الى حقيقة التنمية بالجهة التي تعيش أوضاعا متردية في كافة القطاعات داعين الى ضرورة الاسراع بإيجاد حلول عملية من شأنها دفع العجلة الاقتصادية بالجهة والحد من ظاهرة البطالة وذلك من خلال التعاون بين الدولة والشركات البترولية المنتصبة بالجهة في الانتدابات وفي انجاز بعض المشاريع التنموية. في المقابل، أكد زهير المغزاوي النائب في مجلس نواب الشعب عن جهة قبلي والامين العام لحركة الشعب ل«التونسية»أنه تم تشويه الاحتجاجات بالفوّار مؤكدا أن احتجاج شباب المدينة ليس بسبب اكتشاف بئر نفط جديدة بل بسبب التهميش وطرد العشرات من العمال بعد ايقاف التنقيب من طرف الشركات البترولية المتواجدة في المنطقة. واكد المغزاوي رفضه للعنف مهما كان مصدره سواء الاستعمال المفرط للقوة من قبل الوحدات الامنية أو الاعتداء على العناصر الامنية ومقراتها من قبل شباب الجهة مطالبا بإطلاق سراح الموقوفين وتفعيل سياسة الحوار قصد التوصل الى حلول قادرة على تجاوز الاشكاليات التي تعيشها الجهة. غياب التنمية ونظم عدد من جمعيات المجتمع المدني أمس وقفة احتجاجية أمام مقر معتمدية الفوار بمشاركة عدد من أهالي المنطقة داعية الى تجاوز هذه الاحداث وتغليب لغة الحوار مع المسؤولين من أجل دفع المسار التنموي بالجهة. وتأتي هذه التحركات في ظل احساس اكبر بالتهميش خلال السنوات الاخيرة حيث تفتقد المعتمدية لأبسط المرافق الادارية والبلدية وحتى الشركات البترولية المنتصبة بالجهة لم توفر الاّ آليات تشغيل هشة لا تتناسب وحجم البطالة التي تناهز نسبتها ال٪50. وأدى تأخر برامج التنمية وغياب الاستثمارات في الجهات الداخلية التي أعلنت عنها الحكومة في وقت سابق الى تصاعد الغضب والاحتقان لدى العاطلين والطبقات الفقيرة في هذه الجهات التي ظلت مهمشة طيلة عقود. عنف ضد الصحفيين وعمد محتجّون إلى الاعتداء ماديا ولفظيا على الإعلاميين الموجودين بالمنطقة ومن ضمنهم مراسل وكالة تونس إفريقيا للأنباء ومراسلان للتلفزة الوطنية وقناة حنبعل والإذاعة الجهوية بقفصة وإذاعة «موزاييك» وراديو نفزاوة. كما تم تهشيم بلور سيارة تابعة لمؤسسة التلفزة الوطنية. وفي هذا الاطار، عبر فرع الجنوب الغربي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، في بيان له، عن تنديده الشديد للاعتداء الذي تعرّض له الزملاء الصحفيّون والإعلاميّون أثناء تغطيتهم الاحتجاجات في منطقة الفوّار بولاية قبلي صباح أمس، مشيرا الى ان محتجّين عمدوا إلى الاعتداء بالحجارة على الزملاء ما تسبّب وفق معطيات أوليّة في إصابة مراسلة إذاعة قفصة في ولاية قبلي الزميلة ماجدة عمارة ما تطلّب نقلها إلى المستشفى، كما عمد محتجّون إلى تهشيم سيارة التلفزة الوطنية. واعتبر فرع النقابة ان هذه الاعتداءات تزامنت مع انسحاب قوات الأمن من منطقة الفوّار.وحمّل فرع النقابة السلط الجهوية والأمنية بولاية قبلي مسؤوليّة سلامة الزملاء الصحفيين معتبرا أنّ هذه الممارسات لا تخدم أهالي منطقة الفوّار في تبليغ شواغلهم التي يعمل الصحفيّون على نقلها في كنف احترام أخلاقيّات المهنة.