في مقالي الأول كتبت عن ما آلت اليه الأمور باليمن عندما قرر "هادي " ان يستقيل و في هذا الجزء الثاني من المقال ساكتب لكم عن تراجع هادي عن استقالته . و للتذكير فان هادي قد استقال في كانون الثاني/ يناير2015 بعد مواجهات استمرت أياما في صنعاء هاجم خلالها الحوثيون القصر الرئاسي وطوقوا مقر إقامته واستيلاء الحوثيين على القصر الرئاسي في 20 كانون الثاني/ يناير2015 لكنه تمكن من الفرار ، و قدم استقالته بعد ذلك بيومين هو ورئيس الوزراء خالد بحاح في قرار كرس سيطرة الحوثيين الكاملة على صنعاء. وفور وصوله إلى عدن التي تعد معقلا لأنصاره، بدأ هادي ممارسة النشاطات السياسية واعتبر أن كل القرارات التي اتخذها الحوثيون منذ احتلالهم صنعاء في 21 أيلول/ سبتمبر" باطلة ولا شرعية لها ". وكتب هادي في رسالة مطولة إلى البرلمان جاء فيها ما يلي "نود أن نطلعكم أننا نسحب استقالتنا التي تقدمنا بها إلى مجلسكم الموقر".
و أضاف هادي قائلا : اني ملتزم تماما بالخطة الانتقالية التي وضعت في العام 2012 والتي تهدف إلى التحرك نحو" الديمقراطية " بعد أن ترك الرئيس السابق علي عبد الله صالح السلطة في أعقاب احتجاجات الشعب على حكمه. و وصف هادي استيلاء الحوثيين على صنعاء بالانقلاب و في بيان وقعه كرئيس لليمن أضاف " ندعو إلى رفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء وكل رجالات الدولة ونطالب المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات لحماية العملية السياسية ورفض الانقلاب."
هادي هو أصلا من الجنوب رغم أنه أمضى نحو ثلاثة عقود في الشمال حيث عمل وزيرا للدفاع ونائبا للرئيس قبل أن يتولى الرئاسة في 2012 عندما أجبر الرئيسالمخلوع علي عبد الله صالح التخلي عن السلطة بعد ثورة استمرت عاما. و كان هادي دافع عن توحيد الشمال و الجنوب في عام 1990 أما بالنسبة لايران فقد دفعت ضريبة تدخلها في اليمن ودعمها العسكري للحوثيين بوقوع العديد من قياداتها العسكرية أسرى لدى الجيش الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية اليمنية. حيث يرى البعض من المراقبين ، أن خسائر ايران تعمقت في اليمن بخسارة نفوذها الاقليمي ، وفشل رهانها على الجماعة الشيعية في تنفيذ سياسيتها الطائفية ودعم المد الشيعي بالاضافة الى فقدانها للعديد من القيادات العسكرية الذين وقعوا في الأسر .. و الآن و بعد أن تراجع "هادي" عن الاستقالة و من أول عملية عسكرية أعلنتها السعودية ضمن سلسلة من العمليات ضد الحوثيين في اليمن سنة 2015 ماذا تغير؟ هل هدأ الوضع، أم ازداد سؤا! شعب اليمن بقي هو الوحيد الذي يدفع ثمن هذه الحرب باهظا و ما سجلته من خسائر في الأرواح و المعدات . ومرة اخرى كل الأوراق تبعثرت ، فإلى أين تسيريا " اليمن" ؟ و اعتقد أن هذا هذا ما ستكفله لنا الأيام القادمة . رضا سالم الصامت كاتب صحفي بالحوار نت مراسل صحيفة آسيا برس في تونس