حدّث "المحزوق" عن "المزروب" عن ابن "مرزوق" عن كل الشقوق أن القضاء في بلادنا قد أصابته لوثة التحرّر فما عاد للأحكام المملاة ناطقا أو مكرّرا! ... وقال:"أصيب قضاؤنا "بقضاء" ألحق بنا الشقاء وهدد "شقوقنا" بالويل والبلاء، وهو داء استعصى حله على الحكماء فكيف بمن تضم شقوقنا من حمقى وبلهاء"! نزع "المحزوق" نظارته ومسح دمعته وأغمض شقّا من إحدى عينيه بخبث وبلادة كما يفعل في العادة وقال: "لقد كلفت نفسي بالحضور لآخذ بثأر المقبور ولما رأيت الأمور تسير إلى غير المأمول عمدت إلى الإيحاء والغمز والإشارة وأرسلت رسائل الترغيب والترهيب ولكن تبيّن أن ليس من هيأة المحكمة لبيب ولا رشيد أريب! أعرض القاضي عن رغباتنا وتعليماتنا واعتقد المغرور أنه تحرّر واستقل، وفاته أنّنا أدمعنا وأبكينا المقل، وأن من يرفض السير في ركابنا يأتيه سريعا جوابنا، على متن "فيسبا" أو "كميون" لا تراه العيون، فهذه الوسائل لا يحول بيننا وبينها حائل، حتى يستقر الأمر لدينا وتؤوب السلطة إلينا"! وبينما "المرزوق" يلعن القضاء ويتحسّب ما يمكن أن تُصيب "التبرئة" مشروعه من بلاء، نطق آخر من أحد الشقوق وقال: " نحن أولياء "الدم" يا "محزوق" وما أصدره اليوم القضاء هو بمثابة نقطة سوداء سنمحوها بحكمة ودهاء ونعيد الأمر لسالف عهده ونرجع القضاء إلى مهده! فنرسل له الأحكام ونترك له ما يترتب عنها من آثام ومن اعتقد أنه عصيّ أو هُمام يكون مصيره التنكيل والانتقام"! أما "الوِحشة" الحطّابة فاعتقدت أنها في غابة، أدانت زملاءها النواب الذين وقفوا في المحكمة بالجلباب ورافعوا، وفنّدوا التهم الكيدية وأفحموا السماسرة أعداء الإنسانية، وأعادوا الحق بعد طول غياب وانتصروا على قانون الغاب! وأما محامي "سعيد" فهو بما نطق القاضي سعيد وقال: "هذه بداية التعافي وإن زَعَمَ من قَلبُه جافي أن نقطة بيضاء يتيمة أصبحت في أعينهم سوداء ذميمة! وكيف لهم أن يَلعنوا السّواد وهم دبروه بالليل ومكروه بالنهار ورسموا به صفحات داكنة السواد في كل البلاد! فمتى يعقل هؤلاء الأوغاد"؟؟ صابر التونسي 16 نوفمبر 2016