كم تحدّثت عن هذه الفكرة من مرّة وكم بيّنتها للنّاس بمناسبة وغير مناسبة، كلّ الأحزاب "العالمانية" الموجودة على هذه الأرض والّتي تمارس السّياسة بغية الوصول إلى حكم النّاس، يتّفق معتنقوها على قاعدة: "الله لا دخل له في حياة النّاس.. البشرية تطوّرت وذهبت بعيدا في العلم وتستطيع تنظيم وجودها وحياتها دون الحاجة إلى الله" فلندعَ الله في السّماء.. ونتفرّد نحن بالأرض نتصرّف فيها بما نراه يصلح بنا... أأكّد أنّ كلّها، أي تلك الأحزاب، هكذا، على عقيدة واحدة، حتّى الّتي نشأت في البلاد الإسلامية.. وبذلك تتخلّص الأحزاب العالمانية من الله بخبث، وتتحرّر منه ومن تشريعاته بطريقة سلسة.. لتدير شؤون النّاس كيفما تريد، وتنتهكهم متى تريد، وتدجّنهم بالشّكل الّذي تريد، وتتحكّم في أرزاقهم ونسلهم ومصائرهم كيف ما تريد، ولم يعد إنكار وجود الله يُجدي نفعا.. بل أصبح غباوة ليس مثلها غباوة.. حتّى الماسونية البشعة، منذ زمن بعيد لم تعد تتهافت على إنكار وجود الله، طوّرت خطابها وليّنتْه، وأصبحتْ ترى إنكار وجوده غباء، ففي عام 1723 م قامت بمراجعة دستورها ووُضع فيه بند مثير يقول: «لا يمكن أن يكون الماسوني ملحداً أحمقاً. » الله موجود.. لا يقلقنا وجوده.. لكن دعوه في مكانه في السّماء.. ونحن حكّام الأرض نفعل فيها ما نريد.. الله يردّ عليهم مثلا في آية 84 من سورة الزّخرف يقول: "وهو الذي في السّماء إلاه وفي الأرض إلاه وهو الحكيم العليم" وعليْه، فالّذين يعطون أصواتهم في الإنتخابات الّتي تجري هنا وهناك من الأرض لحزب عالماني فهُم اعتنقوا أو في أقلّ حال رضوا بتلك المقولة "لا دخل لله في حياة النّاس" ونستثني من ذلك مسلمين وجدوا أنفسهم في بلاد ما في المهجر، أمام أحزاب كلّها عالمانية، فأعطَوْا أصواتهم لمَنْ هو أقل عداوة وضراوة ضدّ الإسلام والمسلمين، أو إلى مَنْ برنامجه أقلّ ضرر وفساد في الأرض.. وذلك واجب مؤكد، وبذلك تصبح مقولة "الإنتخابات حرام" كذبة وغباوة..
هذه الأفكار يجب تبسيطها هكذا دون فلسفة، وتبليغها للنّاس ليتحمّلوا مسؤولياتهم أمام صناديق الدّيمقراطية في كلّ وقت وحين.. وإلى تدوينة أخرى... مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=30030&t=مفهوم قوله تعالى: "وهو الذي في السّماء إله وفي الأرض إله"&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"