بعد انقضاء السداسية الأولى من السنة الجامعية الحالية : وضع بائس .... اختتمت السداسية الأولى للسنة الجامعية 2009 - 2010 بالإمتحانات النصف السنوية التي تمت في مختلف المؤسسات الجامعية و قد منح عدد كبير من الطلبة لأنفسهم عطلة اختيارية قد تطول و قد تقصر حسب المناهج الدراسية و احتساب الغيابات مع العلم بأن نسبة هامة من الأعداد المتحصل عليها في هذه الإمتحانات يتم نشرها في مارس أو أفريل القادم .... من ناحية أخرى تميزت السداسية الأولى باعتقالات كثيفة في صفوف الطلبة لأسباب سياسية و نقابية و دينية و بمحاكمات طالت العشرات منهم و تم تنظيم انتخابات ممثلي الطلبة في المجالس العلمية و كانت عبارة عن مسرحية سيئة الإخراج قاطعها الأغلبية الساحقة من الطلبة ..... و لم تشهد الساحة الجامعية بسبب القمع و الحصار و التشتت و الصراعات الهامشية - فيما عدا التحركات الإحتجاجية - تنظيم حلقات نقاش و اجتماعات و تجمعات عامة تتناول قضايا الوطن و الأمة - و ما أكثرها - و في مقدمتها جدار العار الذي بنته السلطات المصرية على الحدود مع غزة كما أن التاطير النقابي و السياسي للطلبة يكاد يكون معدوما وهو ما جعل الكثيرين منهم غير مسيّسين و غير معبّئين نقابيا للدفاع حتى عن حقوقهم البيداغوجية و المادية ....
سوريا : ترحيل ثلاثة طلبة إلى تونس .... استلم البوليس السياسي ثلاثة طلبة تونسيين تم ترحيلهم من قبل السلطات السورية بعد أن تم اتهامهم بالإنضمام للمقاومة العراقية ضد المحتل الأمريكي و عملائه و بعد استنطاقهم في محلات وزارة الداخلية تم إيداع حمزة الصدقاوي - أصيل بنزرت و متزوج و له أبناء - يوم الخميس 21 جانفي 2010 في سجن المرناقية في حين تم إطلاق سراح كل من وحيد عثمان - أصيل بنزرت - و سامي النابلي - أصيل تونس -
تونس : إيقاف طالبتين .... نظمت جمعية النساء الديمقراطيات مساء يوم الجمعة 22 جانفي 2010 بمقر الجمعية تظاهرة تضامنية مع الطلبة المساجين و المطرودين و قد قام البوليس السياسي باعتقال الطالبتين أماني رزق اللّه و حنان الظاهري اللتان تمت محاكمتهما في إطار ما يسمى بقضية مبيت البساتين بمنوبة و نالتا سنة سجنا و لكنهما بقيتا في حالة سراح و لم يتم إطلاق سراحهما إلا مساء السبت 23 جانفي
تونس : الإعتداء على أستاذ جامعي ...... خلال الأسبوع المنقضي حصل خلاف بين طالبة و أستاذ جامعي فقامت الطالبة بإبلاغ قريب لها ما حصل فسارع هذا الأخير إلى الكلية و تخاصم مع الأستاذ .... و قد ألقي القبض على الشاب - الذي يقيم بالخارج وهو بصدد إعداد أطروحة دكتوراه - و أحيل يوم السبت 16 جانفي 2010 على أنظار الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بتونس و أكد أنه لم يعتد بالعنف على الأستاذ و لم يهدّده و قد اعتذر بصفة رسمية للشاكي أمام المحكمة التي أجلت النظر في القضية إلى يوم السبت 23 جانفي
الإتحاد العام لطلبة تونس : البوليس يحول دون عقد هيئة إدارية وطنية .... حاصرت أعداد كبيرة من البوليس السياسي و منذ الصباح الباكر ليوم الأحد 24 جانفي 2010 المقر المركزي للإتحاد العام لطلبة تونس بنهج نابلس بالعاصمة بهدف منع انعقاد الهيئة الإدارية الوطنية التي كانت مخصصة لتدارس الأوضاع الحالية للمنظمة و بالخصوص أحكام السجن الصادرة بحق الأمين العام عزالدين زعتور و بقية المناضلين و تقول مصادر طلابية بأن النصاب القانوني لم يتوفر مما ترتب عنه تأجيل الهيئة الإدارية إلى موعد لاحق .... و كان عدد كبير من مناضلي و أنصار الإتحاد قد تجمعوا بمقر المنظمة و ذلك تحت المراقبة الشديدة للبوليس السياسي
كلية العلوم الإقتصادية بالمروج : إستياء و تذمر الأساتذة من موقعها .... عبّر أساتذة كلية العلوم الإقتصادية عن تذمرهم من موقع إقامة المبنى الجديد للكلية وسط حي شعبي بمدينة المروج و لكن هذا الإحتجاج جاء متأخرا جدا حيث أن البناية قد ارتفعت و لم يبق سوى أشهر قليلة على إنجازها و من المنتظر أن تستقبل الطلبة في شهر سبتمبر القادم و كان أولى بالأساتذة أن يطرحوا الموضوع بصفة مبكرة خاصة و أنه تم الإعلان عن نقل الكلية منذ أكثر من سنتين و لكن يبدو أن الصراعات بين الأساتذة لم تترك وقتا لهم لينتبهوا للموضوع إلا مؤخرا ....
سنة 2010 : البطالة ستتفاقم في صفوف خريجي التعليم العالي .... يتوقع خبراء مستقلون أن لا تتجاوز نسبة النمو خلال السنة الحالية 2010 نسبة 2,4 في المائة وهو ما سيكون له إنعكاسات على التشغيل و خاصة في صفوف أصحاب الشهادات العليا
الجامعة الحرّة بتونس : تهديد بالغلق .... أيام قليلة بعد تعيين الوزير الجديد بشير التكاري قررت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي سحب الترخيص للجامعة الحرّة بتونس بالنسبة للسنوات الثلاث القادمة وهو ما يعني - عمليا - الحكم عليها بالموت و تعتبر الجامعة الحرة بتونس أول جامعة خاصة يتم إنشاؤها بالبلاد و قد أسسها محمد البوصيري بوعبدلّي سنة 1973 و تضم خلال السنة الجامعية الحالية أكثر من 1500 طالب قرابة ال 50 في المائة منهم أجانب و ينحدرون من 50 بلد فرنكوفوني و تضم الجامعة ثلاث مؤسسات هي : - معهد البوليتكنيك و يوجد به عشر شعب لتكوين المهندسين - مدرسة للهندسة المعمارية - كلية الحقوق و علوم التصرف و كان بوعبدلي قد أصدرفي أكتوبر 2009 كتابا تحت عنوان :" يوم أدركت أن تونس لم تعد بلد حرية " ( 240 صفحة ) قدم له المحامي باتريك بودوان الرئيس الشرفي للفيدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان و قد تحدث بوعبدلي في هذا الكتاب - من جملة ما تحدث - عن الصعوبات التي تعرضت لها جامعته و العراقيل التي وضعت أمامه لمنعه من تطويرها ....
جومين - بنزرت - : الإعتداء على أساتذة ... قام مجموعة من المنحرفين يوم الثلاثاء 19 جانفي 2010 بالإعتداء بالعنف الشديد على بعض الأساتذة في مدينة جومين من ولاية بنزرت .... و احتجاجا على هذا الإعتداء نفّد الأساتذة بالمؤسسات التربوية بجومين إضرابا عن العمل من الساعة العاشرة إلى منتصف النهار و ذلك يوم الإربعاء
هجرة العقول : أكثر من خمسة آلاف كفاءة في الخارج ..... يتواجد بالخارج عدد كبير من الكفاءات التونسية التي آثرت الهجرة على البقاء في أرض الوطن بسبب الظروف الغير مناسبة للعمل أو بسبب المضايقات و يتوزع هؤلاء بين أطباء و مهندسين و باحثين و ... و قد تجاوز عددهم - حسب إحصائيات رسمية لشهر جويلية 2007 - الخمسة آلاف و قد توزع هؤلاء - في عدد من القارات - حسب النسب التالية : - أوروبا : 60,5 في المائة - أمريكا : 23 بالمائة - الوطن العربي : 15 بالمائة و يتوزع هؤلاء حسب الإختصاص : - المهندسون : 2282 - المدرّسون الباحثون : 1284 - الأطباء : 831 و يوجد العدد الأكبر من هؤلاء في فرنسا ( 1580 ) ثم كندا ( 607 ) و الولاياتالمتحدةالأمريكية ( 532 ) و ألمانيا ( 502 ) و يتجاوز العدد الحقيقي للكفاءات المهاجرة الأرقام المنشورة ....
القصرين : أستاذ يتسبب في جريمة قتل .... تعرض أستاذ تعليم ثانوي في منتصف شهر جانفي إلى عملية " براكاج " من قبل شاب و لكنه استطاع أن يتخلص منه و لكن الرغبة في الإنتقام ممن اعترض سبيله كانت جامحة الإنتقام فاستنجد ببعض أقاربه و أخذ يبحث عن المعتدي و قد توجهت شكوكه إلى أحد الشبان فقاموا بمطاردته و أثناء الملاحقة قام الأستاذ بقذف الشاب بحجر فأصابه في رأسه فسقط مغشيا عليه و من ثم فارق الحياة و قد قام الأستاذ بتسليم نفسه كما تم إيقاف من شاركوه في الجريمة
الجم : وفاة تلميذ الباكالوريا .... بينما كان التلميذ أسامة الحاج فرج يقوم بإشعال " الكانون " خارج منزل العائلة بمدينة الجم ( ولاية المهدية ) مستعملا البنزين لتسهيل عملية الإيقاد هبت ريح قوية فتسرب لهب النار إلى ثيابه التي اشتعلت فسارعت أمه و إخوته إلى إخمادها باستعمال " بطانية " في حين ارتمى أسامة على العشب في محاولة لإخماد النار و قد نجحوا في ذلك إلا أن الإصابة كانت عميقة و قد تم نقله إلى مستشفى الجم ثم إلى مستشفى المهدية و بسبب عدم إسعافه بالسرعة المطلوبة قام أهله بنقله إلى مصحة خاصة و من ثم إلى مركز الإصابات و الحروق البليغة ببن عروس حيث بقي تحت العناية المركزة لمدة تسعة أيام فارق على إثرها الحياة و كان موقفا مؤثرا عندما سأل التلميذ الطبيب المعالج له : " باش نعّدي الباكالوريا و لا باش نموت " .... و لكن الموت كانت أسبق .... رحمه اللّه رحمة واسعة و إنا للّه و إنّا إليه راجعون
و في الختام : " إن الحدود لطاقة البشر ليست هي الحدود الخارجية التي تحاصرهم ، بل هي الحدود التي رسموها في عقولهم "