تونس 23 فيفرى 2010 /وات/ تواصلت بعد ظهر الثلاثاء اشغال الندوة الدولية التي تنظمها جامعة الزيتونة بالتعاون مع المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة /الايسيسكو/ حول "تدريس العلوم الدينية في مؤسسات التعليم العالي" وتحت عنوان "الدراسات الاسلامية : نحو تنسيب للمعرفة الدينية في افق الانفتاح التداولي" ابرز الاستاذ ادريس مقبول /المغرب/ ان الدراسات الاسلامية جزء من الدراسات الدينية مؤكدا ان علاقة المعرفة الدينية في الدراسات الاسلامية بالواقع علاقة جدلية فاى تحول في الواقع يستدعي تحولات في فهم النصوص وطريقة التعامل معها واوضح انه لم يقدم اى دين صيغا نهائية لانماط العيش واشكال ممارسة الحياة اما الاشكال التطبيقية للممارسة الدينية فتظل امرا تداوليا . واشار الى انه يجب التذكير بان احد اهم مداخل مواجهة ظواهر تطرف الفكر في العالم العربي الاسلامي هي مراجعة طبيعة الانساق المعرفية الدينية التي تلقن بالمؤسسات التعليمية ومنها المؤسسات الجامعية. واهتمت المداخلة الثانية بالتعليم الديني في عصر العولمة بين المعوقات والتحديات ولاحظ من خلالها الاستاذ محمد ابو الروايح /الجزائر/ ان بعض الباحثين يعتقدون ان العولمة فكرة مناهضة للدين ولكل ما يرمز اليه او يعبر عنه معللين ذلك بان العولمة لاتنطوى في منظومتها المادية على اية قيمة دينية. واستعرض المحاضر ابرز معوقات التعليم الديني بالبلدان العربية والاسلامية في عصر العولمة والتي لخصها في قلة الوعي بحقيقة الدين وقدرته على التكيف مع الاوضاع الجديدة ومنها العولمة وغلبة المنطق المادى على التفكير الديني وعلى مختلف العلاقات والمعاملات الانسانية في عصر العولمة بالاضافة الى غياب المرجعية التعليمية والمراجعة المستمرة لبرامج التعليم الديني بحيث تكون اكثر انفتاحا على الحياة واشد تقبلا لها في ضوء مراعاة الخصوصية الدينية. واضاف ان التعليم الديني يواجه في عصر العولمة تحديات يتوجب على القائمين عليه رفعها وذلك من خلال استثمار فكرة الحوار الديني والنجاحات الكثيرة التي حققتها من اجل تكوين جبهة دينية متميزة الى جانب استثمار التوجه العالمي العام الذى يهدف الى الاستفادة من القيم الدينية عن طريق تشجيع اللقاءات المشتركة بين الفقهاء الدينيين والخبراء الاقتصاديين وذلك من اجل تذليل الصعوبات والمعوقات القائمة التي تحول دون تحقق التكامل بين العولمة كقيمة مادية وبين التفكير الديني كقيمة انسانية واخلاقية. وتناول المطران مارون لحام اسقف الكنيسة الكاثوليكية بتونس نقاط الالتقاء التي يمكن ان تؤسس لحوار أكثر نجاعة وموضوعية في تحقيق المشترك الانساني مؤكدا على أهمية احترام كرامة الانسان والانفتاح على الاخر وتعزيز الحوار بين الاديان والثقافات . وحول خطوات اصلاح التعليم الديني في الجامعات الاسلامية حاضر الاستاذ اسامة الحموى /سوريا/ فاوضح ان اصلاح التعليم الديني في الجامعات الاسلامية اصبح ضرورة ملحة نظرا لضعف مستوى التكوين والبحث في موءسسات التعليم الديني الجامعي. ودعا في هذا السياق الى اصلاح كافة جوانب التكوين بدءا بالمدرس والطالب والمناهج وصولا الى الادارة ومصالح البحث العلمي. واختتمت جملة مداخلات اليوم الاول من الندوة الدولية حول /تدريس العلوم الدينية في مؤسسات التعليم العالي/ بمحاضرة عن /واقع وافق تدريس علم الاجتماع الديني بالجزائر 00جامعة الامير عبد القادر للعلوم الاسلامية نموذجا/ حيث اشار الاستاذ جمال حواوسة الى ان تدريس علم الاجتماع الديني في الجزائر حديث النشأة وهو بالتالي يواجه عدة مشكلات معرفية وعلمية تتلخص في ضعف البرامج من حيث المحتوى والمضمون ونقص المصادر والمراجع وكلاسيكية طرق التدريس مما يؤثر سلبا على مستوى التكوين والتخصص في هذا المجال .