تونس- وجهت 25 منظمة عضوة في "مجموعة مراقبة حرية التعبير في تونس" المعروفة اختصارا ب"آيفكس"، رسالة إلى الأممالمتحدة طالبوا فيها بتسليط الضوء على ما أسموه "استمرار انتهاك حقوق المرأة في تونس" وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يوافق 8-3-2010. فيما أشاد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بوضع المرأة في بلاده منذ توليه الحكم عام 1987. وجاء في رسالة المنظمات، الموجهة إلى نافانيثيم بيلاي المفوضة السامية بالأممالمتحدة والمكلفة بحقوق الإنسان، والتي حصلت "إسلام أون لاين. نت" على نسخة منها: "نود أن نلفت انتباهكم إلى التشهير والإساءة التي تواجهها النساء الصحافيات والناشطات في تونس"، معتبرة أن ما يجري في تونس من انتهاك لحقوق المرأة "مبعث على الشعور بالقلق". واتهمت مجموعة "آيفكس" السلطات التونسية باستهداف عائلات الناشطين السياسيين بشكل مستمر، وشن حملات تشهير ضد الناشطات عبر الصحف ومواقع الإنترنت المدعومة من الحكومة، حيث عملت -بحسب الرسالة- على تشويه صورهن ووصفهن بالشاذات جنسيا والمومسات و"الخونة اللاتي يعشن برواتب تسددها حكومات وجماعات أجنبية". كما قامت الحكومة أيضا، وفق ما جاء في الرسالة، بتدبير وتوزيع أشرطة فيديو وأسطوانات مدمجة ملفقة تهدف إلى إذلال هؤلاء النساء وعائلاتهن. وضربت المجموعة أمثلة لنساء قالت إنهم تعرضن للانتهاكات، من بينهم "الصحفيتان سهام بن سدرين ونزيهة رجيبة (أم زياد) اللتان تتعرضان بشكل روتيني للاتهام بالبغي وللضرب والتفتيش". وإلى جانب بن سدرين ورجيبة، تتعرض، وفق ما جاء في الرسالة، كثير من النساء إلى "سلسلة لا تنتهي من التشويه والمضايقات"، من بينهن راضية النصراوي، المحامية والناشطة الحقوقية، وسامية عبو، زوجة الناشط الحقوقي محمد عبو، الذي سجن بسبب معارضته لزيارة كان يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إريل شارون القيام بها إلى تونس عام 2005، إضافة إلى إيمان الطريقي، التي "تم الاعتداء عليها بدنيًّا وسبها من قبل الشرطة في حين كانت تدافع عن أحد موكليها". وأشارت "آيفكس" إلى "تراجع المكاسب التي حققتها المرأة عما كانت عليه في عهد الرئيس السابق الحبيب بورقيبة"، والذي وصفته المجموعة بأنه كان الحامي للمرأة والمحافظ على حقوقها. تكريس الحقوق وفيما اعتبره بعض المتابعين ردا غير مباشر على تلك الاتهامات، قال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إن بلاده كانت "سبَّاقة في وعيها المبكر بقضية المرأة بفضل ما ظهر فيها من حركات إصلاحية رائدة أكسبت بلادنا رصيدا فكريا واجتماعيا أصيلا يجمع بين التحرير والتنوير والتطوير والتحديث والتسامح والاعتدال ويزداد غزارة وعمقا بتوالي العهود وتنوع المراحل". وأضاف "بن علي" في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وجهها إلى عزيزة حتيرة، رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، وهي منظمةمقربة من الحكم، أن فترة حكمه شهدت "منذ الأيام الأولى وضع منظومة متكاملة من التشريعات الاجتماعية التي تناولت تكريس حقوق الإنسان ولاسيما منها ما تعلق بالأسرة والمرأة والطفولة". وعدد ما تحقق في عهده للمرأة من "مبادرات وإجراءات تم اتخاذها في هذا المجال وشملنا بها الدستور وقانون الأحوال الشخصية والعمل والجنسية والقوانين الجزائية، من أجل حفظ كرامة الرجل والمرأة على حد سواء وتكريس مفهوم المساواة والشراكة بينهما في الأسرة والمجتمع". إضراب وفي حركة رمزية بدأت اليوم الناشطة الحقوقية والسياسية الصحفية زكية الضيفاوي إضرابا عن الطعام، احتجاجا على استمرار السلطة في حرمانها من العمل وللمطالبة بتسوية وضعيتها كاملة من خلال عودتها إلى سالف عملها ودفع رواتبها المتخلفة وتعويضها عن الضرر المادي والمعنوي الذي لحقها نتيجة ما قالت إنها محاكمة ظالمة لها. وكانت الضيفاوي قد طردت من عملها كأستاذة تعليم ثانوي بعد أن زج بها في السجن لمدة أربعة أشهر من أجل تضامنها مع أهالي الحوض المنجي بمحافظة "قفصة" جنوبي تونس، في احتجاجاتهم عام 2007، وعقابا لها على نشاطها الحقوقي والسياسي والإعلامي، وفق ما جاء في تقرير لمنظمة "حرية وإنصاف" للدفاع عن حقوق الإنسان.