السينما التونسية حاضرة بفيلمين في الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة تيميمون الجزائرية    بطولة انقلترا: مانشستر سيتي يكتسح ليفربول بثلاثية نظيفة    الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا يفتح باب التسجيل للمشاركة في النسخة الثانية من برنامج "تبنّى شاطئاً"    مدير "بي بي سي" يقدم استقالته على خلفية فضيحة تزوير خطاب ترامب    هل نقترب من كسر حاجز الزمن؟ العلم يكتشف طريقاً لإبطاء الشيخوخة    بنزرت ...مؤثرون وناشطون وروّاد أعمال .. وفد سياحي متعدّد الجنسيات... في بنزرت    صفاقس : نحو منع مرور الشاحنات الثقيلة بالمنطقة البلدية    نبض الصحافة العربية والدولية ... مخطّط خبيث لاستهداف الجزائر    "التكوين في ميكانيك السيارات الكهربائية والهجينة، التحديات والآفاق" موضوع ندوة إقليمية بمركز التكوين والتدريب المهني بالوردانين    حجز أكثر من 14 طنًا من المواد الغذائية الفاسدة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر    ساحة العملة بالعاصمة .. بؤرة للإهمال والتلوث ... وملاذ للمهمشين    توزر: العمل الفلاحي في الواحات.. مخاطر بالجملة في ظلّ غياب وسائل الحماية ومواصلة الاعتماد على العمل اليدوي    بساحة برشلونة بالعاصمة...يوم مفتوح للتقصّي عن مرض السكري    أندا تمويل توفر قروضا فلاحية بقيمة 40 مليون دينار لتمويل مشاريع فلاحية    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): التونسية اريج عقاب تحرز برونزية منافسات الجيدو    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    قابس: حريق بمنزل يودي بحياة امرأة    الليلة: أمطار متفرقة ورعود بأقصى الشمال الغربي والسواحل الشمالية    كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة    الانتدابات فى قطاع الصحة لن تمكن من تجاوز اشكالية نقص مهنيي الصحة بتونس ويجب توفر استراتيجية واضحة للقطاع (امين عام التنسيقية الوطنية لاطارات واعوان الصحة)    رئيس الجمهورية: "ستكون تونس في كل شبر منها خضراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب"    الجولة 14 من الرابطة الأولى: الترجي يحافظ على الصدارة والهزيمة الأولى للبقلاوة    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    شنيا يصير كان توقفت عن ''الترميش'' لدقيقة؟    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    المنتخب التونسي تحت 23 عاما يلاقي وديا السعودية وقطر والامارات من 12 الى 18 نوفمبر الجاري    عاجل: النادي الافريقي يصدر هذا البلاغ قبل الدربي بسويعات    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    الطقس اليوم..أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق..#خبر_عاجل    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الباقي خليفة يحاور باكرعزت بيغوفيتش
نشر في الحوار نت يوم 02 - 04 - 2010

باكرعلي عزت بيغوفيتش : الحل اللبناني للبوسنة ليس سيئا

نجل الزعيم الراحل علي عزت بيغوفيتش :

مستعد لوساطات في العالم الاسلامي إذا طلب مني ذلك

سراييفو : عبدالباقي خليفة

باكرعلي عزت بيغوفيتش ، نجل الزعيم والمفكر الراحل علي عزت بيغوفيتش ، نائب رئيس حزب العمل الديمقراطي ، الذي أسسه والده ، ورئيس كتلة الحزب في البرلمان الأوروبي ، من القيادات الشابة في البوسنة ، والمعروف بحيويته ، وكثرة قراءاته ، وبحنكته السياسية ، ومرونته في التعامل مع القضايا المختلفة . التقته الحوار لتستمتع لآرائه حول عدد من القضايا البوسنية ، كما تطرق الحديث لهموم العالم الاسلامي والتحديات التي تواجهه ، ومدى استعداده للمساهمة في المصالحات المطلوبة ، ومعالجة القضايا المطروحة .

عبدالباقي خليفة : كيف تقيمون حاليا علاقة بلادكم بالدول العربية ، في ظل الزيارات المتبادلة حيث زاركم رئيس وزراء الكويت ووزير التعليم العالي السعودي ، ووزير الخارجية المصري ، كما زار مسؤولون بوسنيون بعض الدول العربية ، ما هي انطباعاتكم ، وكيف ترون آفاق العلاقات البوسنية العربية ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : العلاقة بين البوسنة والهرسك والدول العربية تتطور، ففي أثناء العدوان ، كانت العلاقة ولا سيما في السنوات الأولى منه كانت على مستوى الإغاثة ، واليوم هناك علاقة تبادل المصالح ، على المستوى التجاري ، وإقامة المشاريع المشتركة ، ولدينا شركات تعمل في بعض الدول العربية ، وبشكل بارز في ليبيا . وهناك بعض الاستثمارات العربية في البوسنة ، من الكويت ، والسعودية ، ونأمل أن تزيد هذه الاستثمارات ، وأن يرتفع مستوى الحضور التجاري البوسني ، في الدول العربية ، وكذلك نسبة الحضور المالي العربي في البوسنة ، فهناك الكثير من المجالات الاقتصادية والثقافية التي يمكن أن تعزز العلاقة بين البوسنة والدول الاسلامية بما فيها الدول العربية . فالبوسنة تزخر بالعديد من مجالات الاستثمار ، في قطاعات العقارات ، والأثاث الخشبي ، وقطع غيار السيارات ، والسياحة ، والزراعة ، وغيرها من أوجه الاستثمار المربح والذي يعود نفعه على جميع الأطراف .

عبدالباقي خليفة : رغم مرور 17 عاما على استقلال البوسنة ، إلا أن عدد السفارات العربية في سراييفو لا يزال محدودا ، والتبادل التجاري والاقتصادي لا يزال محتشما للغاية ، ما هي أسباب ذلك من وجهة نظركم ؟ وهل للتدخل الأجنبي والإرث الشيوعي من قوانين وغير ذلك دور في هذا الضعف لا سيما على المستوى الاقتصادي ؟

باكرعلي عزت بيجوفيتش : هناك أسباب مختلفة لذلك ، فالبوسنة والهرسك لا تزال تعاني من آثار العدوان ، ومن مخلفات النظام الشيوعي السابق على عدة مستويات ، والأمر يحتاج إلى وقت للتغيير الايجابي ، وهي مسيرة بدأناها بعد انتهاء الحرب ، والتي ساهمت أثقالها في زيادة التحديات السياسية والاقتصادية . بعد الحرب أخذ الوضع الامني ، وإرساء الاستقرار حيزا كبيرا من الاهتمام المحلي والدولي ، واستمر ذلك طويلا ، وهذا لم يشجع المستثمرين على المجئ إلى البوسنة ، والمشاركة في عملية الاستثمار ، وتبادل المنافع . كما أثر الوضع السياسي في البوسنة ، والخلافات بين الفرقاء ، على عملية التنمية وإعادة البناء ، بسبب تداخل الصلاحيات ، وعمل بعض الجهات ضد توحيد البلاد ، وضد جيرانهم المسلمين ، ثم ضد الاسلام والعرب ، ولكن كل ذلك تم احتواءه والحمد لله ، والبوسنة اليوم مستقرة ، وتتقدم يوما بعد يوم ، ولديها حظوظ كبيرة للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي في السنوات القادمة .

عبدالباقي خليفة : مرت أكثرمن 15 عاما على لتوقيع اتفاقية دايتون التي أنهت الحرب ، لكنها لم تبن الدولة .. كيف تنظرون للبوسنة من موقعكم بعد هذه الفترة ؟

باكرعلي عزت بيجوفيتش : اتفاقية دايتون أوقفت الحرب ، ووضعت أسس الدولة ، بالطريقة التي كانت ممكنة في ذلك الحين . وكما قلتم ، لقد كان من بين الذين أشعلوا الحرب ، وغذوا العدوان ضد المسلمين ، وأراقوا الدماء ، وارتكبوا جرائم الحرب ، أعضاء في مجلس الرئاسة ، وفي البرلمان ، والحكومات بمستويات المختلفة في البوسنة ، المركزية ، والكيانية ، والاقليمية ، وعلى مستوى البلديات . ولكن إذا راجعنا الفترة الماضية ، وعدنا 15 سنة إلى الوراء ، وقارناها بالسنوات العشر الماضية ، ثم قارنا كل ذلك بالسنوات الخمس الأخيرة ، وما نحن عليه في الوقت الراهن ، سندرك بأنه تحقق تقدم كبير ، يمثل في مجمله إجابة على سؤالكم . الوضع السياسي والاقتصادي يسير نحو الأفضل وكما ينبغي لتحقيق رغبات الشعب والوطنيين في هذه البلاد العزيزة علينا . وهناك مؤسسات ورجال أعمال من مختلف أنحاء العالم ، ولا سيما المسلمين منهم ، يستثمرون أموالهم في قطاعات كثيرة بالبوسنة مثل البنية التحتية ، والطاقة ، والزراعة والصناعة والسياحة . وإذا استمر هذا التقدم على هذه الوتيرة فستكون البوسنة خلال سنوات أكثر أمنا واستقرارا وتقدما وعضوا في الاتحاد الاوروبي . وفي نفس الوقت يعتز مسلموها بحضارتهم وثقافتهم وانتمائهم الاسلام ، الذي يكون هويتهم الحضارية والثقافية .

عبدالباقي خليفة : هناك مساعي لاصلاح دايتون ، وعقد في شهر أكتوبر من العام الماضي ، عدة جلسات في 9 و10 وفي 20 و21 نوفمبر 2009 م، لم تتمخض عن شئ ، ما أسباب ذلك ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : الصرب يعتقدون بأن التغييرات المطلوبة أكثر مما ينبغي ، وبعض البوشناق يعتقدون بأنه أقل من المطلوب . ويبدو أن الحل سيكون وسطيا ، وسنصل إلى اتفاق حول ما يطرحه الجانب الأورو أميركي في هذا الخصوص .

عبدالباقي خليفة: من القضايا المهمة التي تشغل الشعب والطبقة السياسية في البوسنة ، قضية ممتلكات الدولة ، وقضية التصويت في الكيانين "ربيبليكا صربسكا "و" الفيدرالية ". كما أن هناك تهديد باجراء احصاء للسكان دون عودة المهجرين ، وهي مذبحة أخرى تتهدد البوسنة ، ما هي الخطوط الحمراء التي ترون أنه يجب عدم تجاوزها ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : لن نقبل أي اجراء يمكن أن يؤثر على الوحدة السياسية والترابية وسيادة البوسنة والهرسك . كما لن نفرط في حقوق الذين هجروا أوتركوا ديارهم ومناطقهم وقراهم ومدنهم ، خوفا من فقدان حياتهم . واجراء احصاء للسكان بدون هؤلاء هو بمثابة نجاح لمشروع الرئيس الصربي الأسبق سلوبودان ميلوشيفيتش ، ورادوفان كراجيتش ، وراتكو ملاديتش ، أي المشروع الفاشي للصرب الذين يفكرون بنفس الطريقة . وهو مشروع الابادة الجماعية وتقسيم البوسنة وإقامة صربيا الكبرى على جثث المسلمين والقوميات الأخرى .

عبدالباقي خليفة: رغم مرور15 سنة على توقيع اتفاقية دايتون إلا إنه لا يزال هناك من بين الصرب ، ومن بين الكروات من يدعو لاستفتاء على الانفصال ( دودسك ) ، ومن يطالب بكيان ثالث ، ما هو موقفكم من ذلك وكيف ترون الموقف الدولي حيال ذلك ، لا سيما وأن هناك من يرى أن الموقف الدولي يشبه ما كان عليه الوضع إبان الحرب . كما هناك من يرى بأن أوربا لا تزال منقسمة تجاه البوسنة ؟

باكرعلي عزت بيجوفيتش : لا يزال هناك البعض ممن لا يحبون البوسنة ، ويرغبون في الانفصال عنها ، وفي تقسيمها ، وتجزئتها ، ولكن هذا البعض يتناقص ، وعددهم قليل مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عدة سنوات ، ولا سيما أثناء الحرب . وما يصدر من تصريحات لهؤلاء بين الحين والآخر هو من بقايا الماضي ، وهو وضع غير صحي ، ويبرهن على حالة نفسية مرضية ، أكثر من كونه واقعا يعبر عن حقيقة ماثلة . ويمكن تسميتها بحالة من الشيزوفرينيا لبعض الأشخاص ، وسيذهبون لا محالة ، أو يعودون لوضعهم الطبيعي ، فالبوسنة تجاوزت مرحلة الخطر . وانضمام كرواتيا وصربيا للاتحاد الاوروبي ، سيمنع البعض في كلا الدولتين من الاستمرار في التدخل في الشؤون الداخلية للبوسنة والهرسك ، وانضمام البوسنة للاتحاد وحلف شمال الأطلسي سيعزز سيادتها ووحدتها الترابية .

عبدالباقي خليفة: في الوقت الذي ناءت فيه كرواتيا عن التدخل في الشؤون البوسنية ، وتأكيد الرئيس ميسيتش بأن على الكروات حل مشاكلهم في سراييفو وليس في زغرب ، لا تزال بلغراد تتدخل باشكال مختلفة في الشئون البوسنية ، وخرق سيادة البوسنة من خلال الدخول والخروج بدون إذن السلطات المركزية كما حدث مع زيارة طاديتش لبالي وبنيالوكا ،وغيره إلى بيالينا .... وهل ذهاب الرئيس الكرواتي ميسيتش سيؤثر سلبا على علاقات البوسنة مع كرواتيا ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : الرئيس الكرواتي الأسبق ستيبان ميسيتش ، من أصدقاء البوسنة ، وكانت فترة ولايته والتي استمرت 10 سنوات مهمة للغاية ، ومؤثرة ايجابيا على الاستقرار السياسي في البوسنة . وكان بالنسبة لنا أمر مهم جدا أن يكون لنا صديق في حجم ميسيتش في كرواتيا المجاورة . وفي المستقبل لن نحتاج لصديق خاص ، وإنما وضع كرواتيا وصربيا سيحتم عليهما أن يكونا في موقف حميمي من البوسنة . ومن سيكون في موقع المسؤولية في البلدين سيكون واضحا في موقفه من البوسنة ، وهو احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها ، وهذا ما سمعناه مؤخرا من الرئيس الصربي بوريس طاديتش وآخرين . فعلاقة حسن الجوار مع البوسنة شرط هام لاندماج الدولتين في الاتحاد الاوروبي ، وهو ما يمثل ( العضوية في الاتحاد الاوروبي ) مصالح استراتيجية حيوية لكل من صربيا وكرواتيا على حد سواء .

عبدالباقي خليفة : صربيا ، كما يبدو تتلاعب بالألفاظ عندما يقول طاديتش بأن بلاده تؤيد أي اتفاق بين الأطراف الثلاثة ، وهي تعلم أن هذا الاتفاق من المستحيل لأن هناك إصرار صربي على عدم الاتفاق على مشروع يؤهل البوسنة للشراكة الاوروأطلسية . فهم يرفضون إلغاء التصويت ، أو الفيتو ، ويصرون على تقسيم ممتلكات الدولة ، ويرفضون تغيير اتفاقية دايتون ، بشكل اجمالي . وأخيرا يهدد دوديك باجراء استفتاء على تمديد عمل القضاة والمدعين العامين ، هل هي استراتيجية ميلوشيفيتش أو دعاية انتخابية ، وكيف تقيمون موقف فلانتينو انزكو من ذلك . وعندما نقول موقف بلغراد ، ينسحب ذلك أيضا على الموقف الروسي ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : روسيا وصربيا تؤيد سيادة واستقلال البوسنة ، وفي نفس الوقت يؤيدون بقاء ، جمهورية صربسكا ، داخل البوسنة والهرسك . الارثذوكس يؤيدون البوسنيين الصرب ، مثل ما يؤيد المسلمون في العالم البوشناق المسلمين في البوسنة ، وذلك حتى لا نعطي الأمر أكثر مما يستحقه .

عبدالباقي خليفة : هل هناك تباين في الموقفين الأميركي والاوروبي ، وما هي ملامح هذا التباين ؟ لا سيما وأن الجانب الأميركي انتقد بعد انفضاض اجتماع بوتمير الموقف الاوروبي ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : السياسة الأميركية قوية حيال وحدة البوسنة ومركزية الحكم فيها . ولدى الولايات المتحدة موقف ثابت من سيادة البوسنة واستقلالها . وفي الجانب الآخر لدينا 27 دولة من الصعب عليها بناء موقف قوي كما هو الحال في واشنطن . وفيما يتعلق بالبوسنة ، نجد أن الموقفين الاوروبي والاميركي موحدان ، وخصوصا مستقبل البوسنة . بيد أن الولايات المتحدة واضحة في موقفها ، وللأسف البوسنة والهرسك تبقى رهن عدم الوضوح الاوروبي .

عبدالباقي خليفة : أصبحت البوسنة عضوا في مجلس الامن ، ما انعكاسات ذلك على البوسنة داخليا وخارجيا من الناحية السياسية والاقتصادية وغير ذلك

باكرعلي عزت بيغوفيتش : هذا اعتراف بالبوسنة والهرسك ، ودعم لصورتها في الامم المتحدة . وهذا أمر غاية في الأهمية .
عبدالباقي خليفة : أصبحت تركيا أكثر فعالية في المجتمع الدولي ، إلى أي مدى يمكن لتركيا التأثير على الأوضاع في المنطقة والعالم ، ولا سيما البوسنة ولماذا لم يتوجه القادة البوشناق لتركيا ، وكيف تنظرون لدعوة اسبانيا للاحزاب السياسية البوسنية لعقد اجتماع في مدريد ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : تركيا يمكنها مساعدة البوسنة ، فالاتراك دبلوماسيون متمرسون وناجحون ومبادرون ، وهذا يجعلهم مؤثرين في المحيط الدولي . أقاموا علاقات مع صربيا وكرواتيا ووظفوا ذلك لدعم العلاقات البوسنية مع الدولتين . وعلى السياسيين البوشناق الاستفادة من تركيا والتوجه باستمرا لاسطنبول لكسب الخبرة ، كما ينبغي عليهم التوجه إلى اسبانيا لحضور الاجتماع الذي تحدثتم عنه ، فلا بد من تلبية الدعوة . ولمن مع بدء الحملة الانتخابية ( انتخابات عامة في أكتوبر القادم ) فإن حظوظ التوصل إلى اتفاق بين الاحزاب السياسية البوسنية المختلفة من الصعوبة بمكان .

عبدالباقي خليفة : لا شك أنكم مهتمون بقضية الشرق الاوسط ، رغم انشغالكم بقضايا بلادكم ، كيف تنظرون للاوضاع وهل هناك ضوء في آخر النفق .

باكرعلي عزت بيغوفيتش : العالم الاسلامي ينمو ، ويزداد عددا ، ويزداد جودة على مختلف المستويات . ويكبر المسلمون في جوانب كثيرة ، كالتصنيع ، والبناء والتشييد ، وتزداد نسبة المثقفين بين صفوفهم ، وينمو رأس المال والشركات ، والثروة ، ويزداد مع ذلك تأثيرهم في العالم . وقد تغيرت الأوضاع والنظرة إليهم والتي استمرت عشرات السنين . ومع ذلك تبدو التحديات القائمة في الوضع الحالي كئيبة ومحزنة . واعتقادي أن هذه الفوضى مقدمة لاستقرار دائم الذي نأمل أن ينعم به مليار ونصف المليار مسلم في العالم .

عبدالباقي خليفة: تجري في باكستان وأفغانستان حرب دموية يقتل فيها الأشقاء ، هل تدعون لتحرك ما لانهاء مأساة الدم المسفوك ؟ وهل إذا طلب منكم القيام بدور دولي ستقبلون ذلك ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : لا أعرف إلى مدى يمكنني التأثير على الأوضاع هناك ، أو في أي منطقة من العالم الاسلامي ، لكني وبحكم الفريضة الدينية مستعد للمساهمة في تهدئة الأوضاع في أي مكان من العالم إذا طلب مني ذلك .

عبدالباقي خليفة : يدفعنا هذا للسؤال عن رؤيتكم لما يجري في العراق ولبنان ، وهو البلد الذي يطالب البعض في البوسنة بأن يكون نموذجا لبوسنة المستقبل ؟ أي توزيع المناصب الكبرى الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان على الطوائف الثلاثة ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : نعم ، النموذج اللبناني يتحدث عنه منذ أكثر من 10 سنوات ، وهذا ليس حلا سيئا بالنسبة للبوسنة . هنا تعيش 3 قوميات ، أو 3 أديان ، ترغب جميعها في العيش في سلام ، وبحقوق متساوية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.