مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    رابطة الهواة لكرة القدم (المستوى 1) (الجولة 7 إيابا) قصور الساف وبوشمة يواصلان الهروب    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    المسرحيون يودعون انور الشعافي    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    الطبوبي: المفاوضات الاجتماعية حقّ وليست منّة ويجب فتحها في أقرب الآجال    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    Bâtisseurs – دولة و بناوها: فيلم وثائقي يخلّد رموزًا وطنية    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    تعرف على المشروب الأول للقضاء على الكرش..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الباقي خليفة يحاور باكرعزت بيغوفيتش
نشر في الحوار نت يوم 02 - 04 - 2010

باكرعلي عزت بيغوفيتش : الحل اللبناني للبوسنة ليس سيئا

نجل الزعيم الراحل علي عزت بيغوفيتش :

مستعد لوساطات في العالم الاسلامي إذا طلب مني ذلك

سراييفو : عبدالباقي خليفة

باكرعلي عزت بيغوفيتش ، نجل الزعيم والمفكر الراحل علي عزت بيغوفيتش ، نائب رئيس حزب العمل الديمقراطي ، الذي أسسه والده ، ورئيس كتلة الحزب في البرلمان الأوروبي ، من القيادات الشابة في البوسنة ، والمعروف بحيويته ، وكثرة قراءاته ، وبحنكته السياسية ، ومرونته في التعامل مع القضايا المختلفة . التقته الحوار لتستمتع لآرائه حول عدد من القضايا البوسنية ، كما تطرق الحديث لهموم العالم الاسلامي والتحديات التي تواجهه ، ومدى استعداده للمساهمة في المصالحات المطلوبة ، ومعالجة القضايا المطروحة .

عبدالباقي خليفة : كيف تقيمون حاليا علاقة بلادكم بالدول العربية ، في ظل الزيارات المتبادلة حيث زاركم رئيس وزراء الكويت ووزير التعليم العالي السعودي ، ووزير الخارجية المصري ، كما زار مسؤولون بوسنيون بعض الدول العربية ، ما هي انطباعاتكم ، وكيف ترون آفاق العلاقات البوسنية العربية ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : العلاقة بين البوسنة والهرسك والدول العربية تتطور، ففي أثناء العدوان ، كانت العلاقة ولا سيما في السنوات الأولى منه كانت على مستوى الإغاثة ، واليوم هناك علاقة تبادل المصالح ، على المستوى التجاري ، وإقامة المشاريع المشتركة ، ولدينا شركات تعمل في بعض الدول العربية ، وبشكل بارز في ليبيا . وهناك بعض الاستثمارات العربية في البوسنة ، من الكويت ، والسعودية ، ونأمل أن تزيد هذه الاستثمارات ، وأن يرتفع مستوى الحضور التجاري البوسني ، في الدول العربية ، وكذلك نسبة الحضور المالي العربي في البوسنة ، فهناك الكثير من المجالات الاقتصادية والثقافية التي يمكن أن تعزز العلاقة بين البوسنة والدول الاسلامية بما فيها الدول العربية . فالبوسنة تزخر بالعديد من مجالات الاستثمار ، في قطاعات العقارات ، والأثاث الخشبي ، وقطع غيار السيارات ، والسياحة ، والزراعة ، وغيرها من أوجه الاستثمار المربح والذي يعود نفعه على جميع الأطراف .

عبدالباقي خليفة : رغم مرور 17 عاما على استقلال البوسنة ، إلا أن عدد السفارات العربية في سراييفو لا يزال محدودا ، والتبادل التجاري والاقتصادي لا يزال محتشما للغاية ، ما هي أسباب ذلك من وجهة نظركم ؟ وهل للتدخل الأجنبي والإرث الشيوعي من قوانين وغير ذلك دور في هذا الضعف لا سيما على المستوى الاقتصادي ؟

باكرعلي عزت بيجوفيتش : هناك أسباب مختلفة لذلك ، فالبوسنة والهرسك لا تزال تعاني من آثار العدوان ، ومن مخلفات النظام الشيوعي السابق على عدة مستويات ، والأمر يحتاج إلى وقت للتغيير الايجابي ، وهي مسيرة بدأناها بعد انتهاء الحرب ، والتي ساهمت أثقالها في زيادة التحديات السياسية والاقتصادية . بعد الحرب أخذ الوضع الامني ، وإرساء الاستقرار حيزا كبيرا من الاهتمام المحلي والدولي ، واستمر ذلك طويلا ، وهذا لم يشجع المستثمرين على المجئ إلى البوسنة ، والمشاركة في عملية الاستثمار ، وتبادل المنافع . كما أثر الوضع السياسي في البوسنة ، والخلافات بين الفرقاء ، على عملية التنمية وإعادة البناء ، بسبب تداخل الصلاحيات ، وعمل بعض الجهات ضد توحيد البلاد ، وضد جيرانهم المسلمين ، ثم ضد الاسلام والعرب ، ولكن كل ذلك تم احتواءه والحمد لله ، والبوسنة اليوم مستقرة ، وتتقدم يوما بعد يوم ، ولديها حظوظ كبيرة للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي في السنوات القادمة .

عبدالباقي خليفة : مرت أكثرمن 15 عاما على لتوقيع اتفاقية دايتون التي أنهت الحرب ، لكنها لم تبن الدولة .. كيف تنظرون للبوسنة من موقعكم بعد هذه الفترة ؟

باكرعلي عزت بيجوفيتش : اتفاقية دايتون أوقفت الحرب ، ووضعت أسس الدولة ، بالطريقة التي كانت ممكنة في ذلك الحين . وكما قلتم ، لقد كان من بين الذين أشعلوا الحرب ، وغذوا العدوان ضد المسلمين ، وأراقوا الدماء ، وارتكبوا جرائم الحرب ، أعضاء في مجلس الرئاسة ، وفي البرلمان ، والحكومات بمستويات المختلفة في البوسنة ، المركزية ، والكيانية ، والاقليمية ، وعلى مستوى البلديات . ولكن إذا راجعنا الفترة الماضية ، وعدنا 15 سنة إلى الوراء ، وقارناها بالسنوات العشر الماضية ، ثم قارنا كل ذلك بالسنوات الخمس الأخيرة ، وما نحن عليه في الوقت الراهن ، سندرك بأنه تحقق تقدم كبير ، يمثل في مجمله إجابة على سؤالكم . الوضع السياسي والاقتصادي يسير نحو الأفضل وكما ينبغي لتحقيق رغبات الشعب والوطنيين في هذه البلاد العزيزة علينا . وهناك مؤسسات ورجال أعمال من مختلف أنحاء العالم ، ولا سيما المسلمين منهم ، يستثمرون أموالهم في قطاعات كثيرة بالبوسنة مثل البنية التحتية ، والطاقة ، والزراعة والصناعة والسياحة . وإذا استمر هذا التقدم على هذه الوتيرة فستكون البوسنة خلال سنوات أكثر أمنا واستقرارا وتقدما وعضوا في الاتحاد الاوروبي . وفي نفس الوقت يعتز مسلموها بحضارتهم وثقافتهم وانتمائهم الاسلام ، الذي يكون هويتهم الحضارية والثقافية .

عبدالباقي خليفة : هناك مساعي لاصلاح دايتون ، وعقد في شهر أكتوبر من العام الماضي ، عدة جلسات في 9 و10 وفي 20 و21 نوفمبر 2009 م، لم تتمخض عن شئ ، ما أسباب ذلك ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : الصرب يعتقدون بأن التغييرات المطلوبة أكثر مما ينبغي ، وبعض البوشناق يعتقدون بأنه أقل من المطلوب . ويبدو أن الحل سيكون وسطيا ، وسنصل إلى اتفاق حول ما يطرحه الجانب الأورو أميركي في هذا الخصوص .

عبدالباقي خليفة: من القضايا المهمة التي تشغل الشعب والطبقة السياسية في البوسنة ، قضية ممتلكات الدولة ، وقضية التصويت في الكيانين "ربيبليكا صربسكا "و" الفيدرالية ". كما أن هناك تهديد باجراء احصاء للسكان دون عودة المهجرين ، وهي مذبحة أخرى تتهدد البوسنة ، ما هي الخطوط الحمراء التي ترون أنه يجب عدم تجاوزها ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : لن نقبل أي اجراء يمكن أن يؤثر على الوحدة السياسية والترابية وسيادة البوسنة والهرسك . كما لن نفرط في حقوق الذين هجروا أوتركوا ديارهم ومناطقهم وقراهم ومدنهم ، خوفا من فقدان حياتهم . واجراء احصاء للسكان بدون هؤلاء هو بمثابة نجاح لمشروع الرئيس الصربي الأسبق سلوبودان ميلوشيفيتش ، ورادوفان كراجيتش ، وراتكو ملاديتش ، أي المشروع الفاشي للصرب الذين يفكرون بنفس الطريقة . وهو مشروع الابادة الجماعية وتقسيم البوسنة وإقامة صربيا الكبرى على جثث المسلمين والقوميات الأخرى .

عبدالباقي خليفة: رغم مرور15 سنة على توقيع اتفاقية دايتون إلا إنه لا يزال هناك من بين الصرب ، ومن بين الكروات من يدعو لاستفتاء على الانفصال ( دودسك ) ، ومن يطالب بكيان ثالث ، ما هو موقفكم من ذلك وكيف ترون الموقف الدولي حيال ذلك ، لا سيما وأن هناك من يرى أن الموقف الدولي يشبه ما كان عليه الوضع إبان الحرب . كما هناك من يرى بأن أوربا لا تزال منقسمة تجاه البوسنة ؟

باكرعلي عزت بيجوفيتش : لا يزال هناك البعض ممن لا يحبون البوسنة ، ويرغبون في الانفصال عنها ، وفي تقسيمها ، وتجزئتها ، ولكن هذا البعض يتناقص ، وعددهم قليل مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عدة سنوات ، ولا سيما أثناء الحرب . وما يصدر من تصريحات لهؤلاء بين الحين والآخر هو من بقايا الماضي ، وهو وضع غير صحي ، ويبرهن على حالة نفسية مرضية ، أكثر من كونه واقعا يعبر عن حقيقة ماثلة . ويمكن تسميتها بحالة من الشيزوفرينيا لبعض الأشخاص ، وسيذهبون لا محالة ، أو يعودون لوضعهم الطبيعي ، فالبوسنة تجاوزت مرحلة الخطر . وانضمام كرواتيا وصربيا للاتحاد الاوروبي ، سيمنع البعض في كلا الدولتين من الاستمرار في التدخل في الشؤون الداخلية للبوسنة والهرسك ، وانضمام البوسنة للاتحاد وحلف شمال الأطلسي سيعزز سيادتها ووحدتها الترابية .

عبدالباقي خليفة: في الوقت الذي ناءت فيه كرواتيا عن التدخل في الشؤون البوسنية ، وتأكيد الرئيس ميسيتش بأن على الكروات حل مشاكلهم في سراييفو وليس في زغرب ، لا تزال بلغراد تتدخل باشكال مختلفة في الشئون البوسنية ، وخرق سيادة البوسنة من خلال الدخول والخروج بدون إذن السلطات المركزية كما حدث مع زيارة طاديتش لبالي وبنيالوكا ،وغيره إلى بيالينا .... وهل ذهاب الرئيس الكرواتي ميسيتش سيؤثر سلبا على علاقات البوسنة مع كرواتيا ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : الرئيس الكرواتي الأسبق ستيبان ميسيتش ، من أصدقاء البوسنة ، وكانت فترة ولايته والتي استمرت 10 سنوات مهمة للغاية ، ومؤثرة ايجابيا على الاستقرار السياسي في البوسنة . وكان بالنسبة لنا أمر مهم جدا أن يكون لنا صديق في حجم ميسيتش في كرواتيا المجاورة . وفي المستقبل لن نحتاج لصديق خاص ، وإنما وضع كرواتيا وصربيا سيحتم عليهما أن يكونا في موقف حميمي من البوسنة . ومن سيكون في موقع المسؤولية في البلدين سيكون واضحا في موقفه من البوسنة ، وهو احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها ، وهذا ما سمعناه مؤخرا من الرئيس الصربي بوريس طاديتش وآخرين . فعلاقة حسن الجوار مع البوسنة شرط هام لاندماج الدولتين في الاتحاد الاوروبي ، وهو ما يمثل ( العضوية في الاتحاد الاوروبي ) مصالح استراتيجية حيوية لكل من صربيا وكرواتيا على حد سواء .

عبدالباقي خليفة : صربيا ، كما يبدو تتلاعب بالألفاظ عندما يقول طاديتش بأن بلاده تؤيد أي اتفاق بين الأطراف الثلاثة ، وهي تعلم أن هذا الاتفاق من المستحيل لأن هناك إصرار صربي على عدم الاتفاق على مشروع يؤهل البوسنة للشراكة الاوروأطلسية . فهم يرفضون إلغاء التصويت ، أو الفيتو ، ويصرون على تقسيم ممتلكات الدولة ، ويرفضون تغيير اتفاقية دايتون ، بشكل اجمالي . وأخيرا يهدد دوديك باجراء استفتاء على تمديد عمل القضاة والمدعين العامين ، هل هي استراتيجية ميلوشيفيتش أو دعاية انتخابية ، وكيف تقيمون موقف فلانتينو انزكو من ذلك . وعندما نقول موقف بلغراد ، ينسحب ذلك أيضا على الموقف الروسي ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : روسيا وصربيا تؤيد سيادة واستقلال البوسنة ، وفي نفس الوقت يؤيدون بقاء ، جمهورية صربسكا ، داخل البوسنة والهرسك . الارثذوكس يؤيدون البوسنيين الصرب ، مثل ما يؤيد المسلمون في العالم البوشناق المسلمين في البوسنة ، وذلك حتى لا نعطي الأمر أكثر مما يستحقه .

عبدالباقي خليفة : هل هناك تباين في الموقفين الأميركي والاوروبي ، وما هي ملامح هذا التباين ؟ لا سيما وأن الجانب الأميركي انتقد بعد انفضاض اجتماع بوتمير الموقف الاوروبي ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : السياسة الأميركية قوية حيال وحدة البوسنة ومركزية الحكم فيها . ولدى الولايات المتحدة موقف ثابت من سيادة البوسنة واستقلالها . وفي الجانب الآخر لدينا 27 دولة من الصعب عليها بناء موقف قوي كما هو الحال في واشنطن . وفيما يتعلق بالبوسنة ، نجد أن الموقفين الاوروبي والاميركي موحدان ، وخصوصا مستقبل البوسنة . بيد أن الولايات المتحدة واضحة في موقفها ، وللأسف البوسنة والهرسك تبقى رهن عدم الوضوح الاوروبي .

عبدالباقي خليفة : أصبحت البوسنة عضوا في مجلس الامن ، ما انعكاسات ذلك على البوسنة داخليا وخارجيا من الناحية السياسية والاقتصادية وغير ذلك

باكرعلي عزت بيغوفيتش : هذا اعتراف بالبوسنة والهرسك ، ودعم لصورتها في الامم المتحدة . وهذا أمر غاية في الأهمية .
عبدالباقي خليفة : أصبحت تركيا أكثر فعالية في المجتمع الدولي ، إلى أي مدى يمكن لتركيا التأثير على الأوضاع في المنطقة والعالم ، ولا سيما البوسنة ولماذا لم يتوجه القادة البوشناق لتركيا ، وكيف تنظرون لدعوة اسبانيا للاحزاب السياسية البوسنية لعقد اجتماع في مدريد ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : تركيا يمكنها مساعدة البوسنة ، فالاتراك دبلوماسيون متمرسون وناجحون ومبادرون ، وهذا يجعلهم مؤثرين في المحيط الدولي . أقاموا علاقات مع صربيا وكرواتيا ووظفوا ذلك لدعم العلاقات البوسنية مع الدولتين . وعلى السياسيين البوشناق الاستفادة من تركيا والتوجه باستمرا لاسطنبول لكسب الخبرة ، كما ينبغي عليهم التوجه إلى اسبانيا لحضور الاجتماع الذي تحدثتم عنه ، فلا بد من تلبية الدعوة . ولمن مع بدء الحملة الانتخابية ( انتخابات عامة في أكتوبر القادم ) فإن حظوظ التوصل إلى اتفاق بين الاحزاب السياسية البوسنية المختلفة من الصعوبة بمكان .

عبدالباقي خليفة : لا شك أنكم مهتمون بقضية الشرق الاوسط ، رغم انشغالكم بقضايا بلادكم ، كيف تنظرون للاوضاع وهل هناك ضوء في آخر النفق .

باكرعلي عزت بيغوفيتش : العالم الاسلامي ينمو ، ويزداد عددا ، ويزداد جودة على مختلف المستويات . ويكبر المسلمون في جوانب كثيرة ، كالتصنيع ، والبناء والتشييد ، وتزداد نسبة المثقفين بين صفوفهم ، وينمو رأس المال والشركات ، والثروة ، ويزداد مع ذلك تأثيرهم في العالم . وقد تغيرت الأوضاع والنظرة إليهم والتي استمرت عشرات السنين . ومع ذلك تبدو التحديات القائمة في الوضع الحالي كئيبة ومحزنة . واعتقادي أن هذه الفوضى مقدمة لاستقرار دائم الذي نأمل أن ينعم به مليار ونصف المليار مسلم في العالم .

عبدالباقي خليفة: تجري في باكستان وأفغانستان حرب دموية يقتل فيها الأشقاء ، هل تدعون لتحرك ما لانهاء مأساة الدم المسفوك ؟ وهل إذا طلب منكم القيام بدور دولي ستقبلون ذلك ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : لا أعرف إلى مدى يمكنني التأثير على الأوضاع هناك ، أو في أي منطقة من العالم الاسلامي ، لكني وبحكم الفريضة الدينية مستعد للمساهمة في تهدئة الأوضاع في أي مكان من العالم إذا طلب مني ذلك .

عبدالباقي خليفة : يدفعنا هذا للسؤال عن رؤيتكم لما يجري في العراق ولبنان ، وهو البلد الذي يطالب البعض في البوسنة بأن يكون نموذجا لبوسنة المستقبل ؟ أي توزيع المناصب الكبرى الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان على الطوائف الثلاثة ؟

باكرعلي عزت بيغوفيتش : نعم ، النموذج اللبناني يتحدث عنه منذ أكثر من 10 سنوات ، وهذا ليس حلا سيئا بالنسبة للبوسنة . هنا تعيش 3 قوميات ، أو 3 أديان ، ترغب جميعها في العيش في سلام ، وبحقوق متساوية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.