أشارت مصادر من الشركة الوطنية للكهرباء والغاز أنه لا يمرّ يوم واحد دون تسجيل عملية سرقة للنحاس على مستوى الخطوط الكهربائية المترامية الأطراف، وهي ظاهرة باتت تمثل معاناة ل«الستاغ» التي تتكبد جراء هذه السرقات المتكررة خسائر بملايين الدينارات في كل سنة. ويشار إلى أن الظاهرة قد استفحلت في السنوات الأخيرة، باعتبار أن سرقة النحاس من الخطوط الكهربائية أصبحت تتسبّب في جزء كبير من الإنقطاعات الكهربائية، التي يعتقد الحرفاء أنها تعود إلى خلل في الشبكة أو مشكل تقني ما. وللعلم فإن عملية إرجاع التيار الكهربائي وإصلاح الأضرار المتأتية من قطع كوابل الكهرباء، التي تحتوي على النحاس، تتطلب أشغالا تتراوح مدتها بين 3 و10 أيام، وهو ما ينجرّ عنه تعطيل لمصالح المواطنين ولسير عمل المصانع. وبخصوص المناطق التي تضررت كثيرا من سرقة النحاس علمنا أن المؤشرات الإحصائية تفيد بأن أغلب السرقات حصلت في مناطق الشمال الغربي والجنوب الغربي وكذلك في النفيضة وفي جهات من ولاية القيروان. وعن قيمة الخسائر التي تتكبّدها الشركة من جرّاء عمليات سرقة النحاس يشار أنه تمّ منذ سنة 2001 وإلى موفى 2009 سرقة 2400 كلم من النحاس أي ما يعادل 500 طن من هذه المادة بقيمة 4.7 مليون دينار.