تعتزم الإدارة الأمريكية إدخال تعديلات جوهرية وحذف بعض المصطلحات ذات الدلالة السلبية لدى المسلمين من الوثيقة الرئيسية التي تحدد الخطوط العريضة لاستراتيجية الأمن القومي الأمريكي، وإعادة صياغة تلك الوثيقة بما يؤكد أن الولاياتالمتحدة لا تنظر للدول الإسلامية من منظور الإرهاب ومكافحة الإرهاب فقط. ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مسؤولين أمريكيين القول إنه سيتم حذف عبارات مثل "التطرف الإسلامي" و"الجهاد" من وثيقة الأمن القومي الأمريكي. وأحجم مسؤولون أمريكيون، رفضوا الكشف عن هويتهم عن إعطاء المزيد من التفاصيل عن تلك التعديلات، لأنها مازالت في طور إعادة الصياغة ولأن البيت الأبيض لن يناقشها. ويعد التغيير تحولاً ملموساً في وثيقة الأمن الأمريكي التي وضعتها الإدارة السابقة في عهد بوش والتي حددت ما أطلق عليه "الحرب الوقائية"، والتي نصت على أن "الصراع ضد الإسلام الراديكالي المتشدد سيكون الصراع الأيدلوجي الأكبر خلال السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين". ويعتبر التعديل المرتقب جزءاً من جهد أكبر وتحول بدأ منذ زيارة أوباما للقاهرة في حزيران (يونيو) 2009 وخطابه للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة الذي وعد فيه بعلاقة جديدة بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي. وسيكون إعادة صياغة تلك الوثيقة أحدث مثال على وضع أوباما لبصمته على السياسة الخارجية الأميركية، مثل وعوده بتفكيك أسلحة نووية والحد من المواقف التي يمكن أن تستخدم في الأسلحة النووية.