------------------------------------------------------------------------ مجموعة من المنفيين التونسيين: نداء الى الرئيس بن علي: "عاملونا علي قدم المساواة مع الصهاينة التونسيين" ------------------------------------------------------------------------ سيادة الرئيس بعد التحية والسلام نحيط سيادتكم علما أننا مجموعة من المواطنين التونسيين المقيمين بدول أوروبية مختلفة كنَا قد غادرنا بلدنا الحبيب تونس في بداية التسعينات بعد الحملة الأمنية الواسعة التي شنَتها مختلف الأجهزة الأمنية التونسية على خلفية المواجهة التي حصلت مع حركة النهضة. ورغم انه لم يكن لنا أيَ دور في تلك المواجهة ولم نسمع بها إلا من خلال وسائل الإعلام مثلنا مثل غيرنا من المواطنين التونسيين، فقد نلنا نصيبنا كاملا من العذاب وحرمنا طوال قرابة العشرين سنة من التواصل مع أهلنا وبلدنا تونس كما دفعت أسرنا في تونس فواتير باهظة جراء هذه المحنة وبلغت إجراءات التشفَي والتنكيل بنا وبأسرنا مراحل يعجز العقل عن تصوّرها ويعجز اللَسان والقلم عن وصفها. رغم كلَ ذلك، احتسبنا كلَ ما لحق بنا وأسرنا من أذى لله وقرّرنا العودة إلى بلدنا الحبيب تونس كل واحد بصفة فردية بعد قرابة العقدين من الغربة القسرية. ورغم تأكيد سيادتكم علي حق كل مواطن تونسي في الحصول علي جواز سفره دون شروط ومهما كان مكان تواجده، فإنَ السلطات القنصلية قد أحالتنا بمجرد الاتصال بها لإتمام إجراءات الحصول علي جوازات السفر إلى ما يسمّي "بالمبعوثين الأمنيين" وتمَت معاملتنا على أساس ما يسمّي "الحالات الخاصَة" رغم أنَ القانون لا يسمح بمثل هكذا اشتراطات مجحفة. وبمجرَد التقائنا بالمبعوثين الأمنيين، فوجئنا بهم يخيَروننا بين وسيلتين لتسوية أوضاعنا وحصولنا علي جوازات السفر : الخيار الأوَل: وهو الأفضل والأضمن حسب رأيهم هو أن "نخدم وطننا تونس" ويكون ذلك عبر تحوَلنا إلى مخبرين سرَيين لدي جهاز أمن الدَولة التونسي والقيام بعمليَات تعقَب وتجسَس ونقل معلومات تتعلَق بنشاط وتحرَكات قيادات المعارضة التونسية وخاصَة قيادة حركة النهضة في أوروبا وأكَدوا لنا أنَ قبولنا القيام بذلك سيحوَل الأحكام القضائية الصادرة بحقَنا في تونس إلى "أثر بعد عين " وتتمَ تسوية أوضاعنا وحصولنا علي جوازات سفرنا في لحظات معدودات. أمَا الخيار الثاني إن نحن رفضنا الخيار الأوَل، فيتمثَل في الإمضاء علي بيانات وعرائض تدين حركة النهضة وتصمها بالعنف وخاصة بيان قديم جدا تمَ نشره قبل أكثر من أربع سنوات للمدعو لزهر عبعاب وكذلك إعلاننا الاستقالة من حركة النهضة وضرورة نشر ذلك علي مواقع النات خاصَة موقع تونس نيوز كما أكدوا لنا أن هذا الخيار غير مضمون النتائج أي أنَه لا يترتَب عليه تسوية الوضعية بصفة أكيدة. سيادة الرئيس لقد تواترت هذه الأيَام عبر وكالات الأنباء أنباء وصول عشرات الآلاف من اليهود من مختلف دول العالم لحضور ما يسمَى بموسم الحجَ الى معبد الغريبة بمدينة جربة التونسية مثلما يحصل كلَ سنة. ويوجد من بين هؤلاء الزوَار يهود صهاينة تونسيين حاملون للجنسية التونسية وكذلك الجنسية الصهيونية "الإسرائيلية"، كما زار بلدنا تونس سنة 2005 نائب رئيس وزراء الكيان الصهيوني حاليا، ونائب وزير الحرب الصهيوني سابقا، الصهيوني التونسي سلفان شالوم { يحمل المجرم سلفان شالوم الجنسية والجواز التونسي الي جانب الجنسية والجواز الصهيوني}، وقد رجوتموه آنذاك أن يصطحب معه أمه ليتمكَن صحبتها من زيارة المنزل الذي ولد فيه في مدينة قابس، وهو ما تم بالفعل.
وهنا نسأل سيادتكم: هل أنَ القنصليات التونسية في أوروبا والكيان الصهيوني قد أجبرت هؤلاء التونسيين الصهاينة على العمل كمخبرين سريين لدي جهاز المخابرات التونسي والتجسَس علي جهاز الموساد الصهيوني مقابل حصولهم علي جوازاتهم التونسية والسماح لهم بزيارة تونس؟؟؟؟ هل طلب المبعوثون الأمنيون بالقنصليات التونسية من هؤلاء التونسيين الصهاينة أن يصدروا بيانات تدين دولة الكيان الصهيوني وجرائمها البشعة في فلسطين وفي لبنان وفي تونس - وأخيرا وليس آخرا - في دولة الإمارات العربية المتحدة؟؟؟؟ هل أجبر المبعوثون الأمنيون هؤلاء التونسيين الصهاينة علي الالتزام فور دخولهم إلي تونس بزيارة مكان محرقة حمَام الشط التي ارتكبها طيران الكيان الصهيوني بحقَ المئات من الأبرياء التونسيينوالفلسطينيين والتباكي عليهم بزيارة ووضع إكليل زهور على النصب التذكاري الَذي لم يُبن بعد مثلما يجبرون هم كل زائر لكيانهم الغاصب علي زيارة نصب المحرقة؟؟؟ هل طلبوا منهم أن يعقدوا مؤتمرا صحفيا يدينون فيه جرائم حمام الشط وجرائم اغتيال القائد الفلسطيني الشهيد أبو جهاد التي ارتكبها جهاز كيانهم الغاصب الموساد؟؟؟ سيادة الرئيس لقد كلَفت زيارة المجرم التونسي سلفان شالوم الي تونس وجربة وقابس في سنة 2005 ميزانية الدولة التونسية مئات الآلاف من الدنانير وشلَ للحركة الإقتصادية لمدة يوم كامل في مدينة قابس، بينما لن تكلَف عودتنا نحن أي ملَيم بل بالعكس سنصطحب معنا كل ما ادخرناه من أموال لتعزيز الدورة الاقتصادية في بلدنا الحبيب تونس كما أن زيارة الوفود الصهيونية لبلدنا تونس بصفة دورية {ما بين 30 أبريل نيسان حتى 03 مايو أيار من كل سنة} ومنهم الصهاينة التونسيين يولَد حالة من الإحباط لدي جميع فئات الشعب التونسي وخاصَة فئة الشباب وما حادثة تفجير كنيس الغريبة عنَا ببعيد خاصَة وأنَ الكيان الصهيوني يُمعن هذه الأيام في التنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني في القدس والخليل وغزَة وغيرها من الأماكن الفلسطينية بينما تمثَل عودتنا نحن ربطا لأواصر الأخوَة وإزالة لترسَبات الحقد والضغينة وصلة للأرحام وعاملا لتهدئة الخواطر. سيادة الرئيس نرجو من سيادتكم التدخَل لإيقاف حالة التمييز التي نعامل بها خاصَة وأننا لم نرتكب أي جرم بحقَ بلدنا تونس. تقبَلوا فائق احتراماتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مجموعة من المنفيين التونسيين بأوروبا