أقر حلفاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالهزيمة في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد في أكبر ولاية ألمانية. وقال أولئك الحلفاء إن تلك الخسارة تعد بمثابة "طلقة تحذير" بعث بها الناخبون احتجاجا على سياسات التحالف الحاكم. واعتبر محللون النتيجة عقابا لميركل على دعم اليونان. وأخفق الائتلاف الحاكم الذي تقوده المستشارة ميركل في الاحتفاظ بأغلبيته في الانتخابات البرلمانية بولاية شمال الراين وستفاليا، التي تعد أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان الذين يقدرون ب18 مليونا. وأشارت النتائج الأولية إلى أن الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل خسر أكثر من 10% من الأصوات التي كان قد حصل عليها في الانتخابات السابقة التي أجريت عام 2005. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله عقب الإعلان عن تلك النتائج "هذه طبعا طلقة تحذيرية للأحزاب الحاكمة، وينبغي أن يعرف الشعب أنه جرى سماع صوتها". وأضاف فيسترفيله وهو نائب المستشارة وحليفها الرئيسي وزعيم الحزب الديمقراطي الحر "ينبغي أن نبذل جهودا لاستعادة تلك الثقة المفقودة". أما هيرمان غروهيه الأمين العام لحزب المستشارة ميركل، فقد أقر بمخاوف الناخبين الاقتصادية خصوصا بشأن استقرار اليورو والأوضاع في اليونان. وقال رئيس الوزراء الحالي في الولاية يورغن رويتجرز "إنه مساء مرير على الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية الراين وستفاليا، ولي شخصيا". ومن جهته عبر سيغمار غابرييل زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهو حزب المعارضة الرئيسي، عن سعادته بخيارات الناخبين، ووصف الأمر بأنه نقطة تحول، وقال إن الناس عبروا صراحة عن عدم رضاهم عن سياسات ميركل وحزبها. نتائج وأرقام وحسب نتائج أولية أعلنتها القناتان الأولى والثانية في التلفزيون الألماني، فقد وصلت النسبة التي حصل عليها الحزب المسيحي الديمقراطي إلى نحو 34.5% من الأصوات، في خسارة واضحة مقارنة بالانتخابات السابقة، في حين وصلت النسبة التي حصل عليها الحزب الاشتراكي الديمقراطي (حزب المعارضة الرئيسي) إلى نحو 35%. وارتفع نصيب حزب الخضر في هذه الانتخابات إلى 12.5% من الأصوات، بينما حقق اليسار في الولاية لأول مرة في تاريخه ما بين 5.5% و6% من أصوات الناخبين حسب النتائج الأولية، وحصل الحزب الديمقراطي الحر -المشارك للحزب المسيحي الديمقراطي في الائتلاف الحاكم- على 6.5%. وتمثل الخسارة في ولاية شمال الراين وستفاليا ضربة لميركل بعد مضي شهور على ولايتها الثانية، كما تعني أنها ستضطر للاعتماد على أحزاب المعارضة لتنفيذ برنامجها السياسي الذي يشمل تخفيضات ضريبية. واعتبر محللون هذه النتائج عقابا لميركل حيث حرمها الناخبون من الأغلبية في المجلس الأعلى للبرلمان، بعد أن أغضبت الكثيرين بموافقتها على تقديم المساعدة لليونان. رفض شعبي واعتبرت الانتخابات على نطاق واسع استفتاءً على حكومة ميركل، وجاءت بعد يومين فقط من تصويت ائتلافها في البرلمان على تقديم مساعدات بمليارات اليوروهات لمساعدة اليونان المثقلة بالديون، وهي خطوة لا تحظى بالقبول الشعبي. وتضعف النتيجة ميركل في وقت يشعر فيه المستثمرون بالقلق بشأن القيادة السياسية في بريطانيا صاحبة أحد أبرز الاقتصادات الأوروبية بعد ألمانيا، إثر انتخابات برلمانية لم تسفر عن فوز حزب واحد بأغلبية ساحقة لتشكيل الحكومة بمفرده. يذكر أن الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر حكما شمال الراين وستفاليا منذ عام 2005، وعكس ائتلافهما فيها اتفاق اقتسام السلطة على المستوى الوطني الذي بدأ بعد الانتخابات الوطنية في سبتمبر/أيلول عندما مني الحزب الديمقراطي الاشتراكي بالهزيمة.