لم يمض على تجديدها وصيانتها موسم دراسي واحد حتى صار مآلها التلف والتكسير, وتخلصت الإعدادية في أسبوع واحد من حمولة ثلاث شاحنات من التجهيزات المدرسية غير الصالحة للاستعمال معظمها من الطاولات التي تم توفيرها هذا العام لتستقر في نهايته بمصب لتجميع المعدات المدرسية التالفة بعد أن عبث بها تلاميذ أفرغوا شحنة نقمتهم وفشلهم الدراسي على المؤسسة التربوية باستهداف معداتها وأثاثها..». هكذا حدثنا أحد المربين مستنكرا مثل هذه السلوكيات والمظاهر التي تستفحل في مثل هذه الفترة من السنة ناقلا إلى مسامعنا عينات من «ضحايا» العنف المسلط على المدرسة انطلاقا من المؤسسة التي ينتمي إليها والتي تشكل صورة مختزلة لوضع عام سوداوي استوطنت مظاهره بعديد المدارس مناشدا لفت النظر إلى وباء العنف المستشري الذي اتخذ منحى جديدا داخل قاعات الدرس مستهدفا المقاعد والنوافذ والسبورات.. بعد أن مورس طويلا بنوعيه المادي واللفظي فيما بين التلاميذ أنفسهم وضد الإطار التربوي. تحويل وجهة العنف نحو المؤسسة من خلال العبث بتجهيزاتها وأدواتها وتقطيع دفتر المناداة وتعمد إضاعته أحيانا والإلقاء بالكتب والكراسات بالشوارع أضحت وقائع مألوفة رغم قبحها و ما تكبده من خسائر تتحملها في نهاية الأمر المجموعة الوطنية من خلال ما ترصده وزارة التربية من اعتمادات سنوية للصيانة وقد ناهز مجموعها هذا العام 52 مليون دينار خصص جانب منها لصانة وتجديد المقاعد ليذهب بعضها أدراج الرياح .. فمن يوقف نزيف السلوكات العنيفة التي يأتيها طلاب علم تحولوا إلى طلاب «شبوك»؟ قطعا التدخل بإصلاح ما أفسده تهور البعض وتجديد التجهيزات على أهميته لا يكفي لوحده ولابد من ردع العابثين توازيا مع ترسيخ الوعي لدى الناشئة بضرورة المحافظة على المكتسبات عبر تنظيم حلقات حوار ينشطها التلاميذ بحضور المربين على أن تصبح فقرة دورية قارة داخل المدرسة على مدار العام الدراسي بعيدا عن منابر الحوار الجوفاء المنتظمة في إطار مناسبتي ضيق وبلغة خشبية ملها الجميع. وتعزيز الحوار بإحداث جمعيات أولياء التلاميذ بما يجعل الولي شريكا فاعلا في العملية التربوية. على ذكر أهمية الصيانة تجدر الإشارة إلى ملاحظة ساقها أحد الأساتذة تتعلق هذه المرة بمسؤولية الوزارة في اختيار نوعية وجودة المعدات المدرسية ومنها الطاولات التي أضحت تتسع لتلميذ واحد منتقدا هذا الاختيار الذي لا يتلاءم مع ضيق قاعة الدرس واكتظاظ روادها داعيا إلى مراجعة هذا التوجه والعود إلى الطاولات العادية.