إعداد فرانس 24 بتاريخ 17/06/2010 يشتكي التونسيون في الخارج من قطع خدمة "سكايب" في بلادهم منذ أكثر من شهر. هذه الخدمة يستخدمها رواد الأنترنت التونسيون في الخارج منذ تعميم الأنترنت وخدمة الربط السريع في تونس. في الثالث من مايو / أيار الفائت الذي يصادف" اليوم العالمي لحرية الصحافة" لاحظ التونسييون المقيمون بالخارج انقطاع خدمة "سكايب" وهو برنامج مجاني للمحادثة بالصوت والفيديو إضافة إلى نقل الملفات. هذه الخدمة يستخدمها رواد الأنترنت من المهاجرين التونسيين في الخارج منذ تعميم الأنترنت في تونس وخدمة الربط السريع . ويوجد في تونس – عدد السكان 10 مليون نسمة - نحو 2.8 مليون مستخدم للانترنت. فمنذ شهر تقريبا تنقطع المكالمة على سكايب بعد عشرة ثوان فقط من بدئها ، وقد ظن مستخدمو الانترنت في البداية أن الأمر مجرد عطل تقني ظرفي ولكنهم تأكدوا بعد أسابيع أن تردي الخدمة يعود لقرصنة يمارسها النظام الحاكم على خدمة سكايب . التونسيون بالخارج انقسموا في تحليلهم للأسباب الكامنة وراء عملية قطع هذه الخدمة المجانية من قبل وزارة الاتصالات التونسية ومن ورائها جهاز الرقابة على الأنترنت الذي أنشأته السلطة التونسية والذي يسميه مستعملو الأنترنت رقيب الانترنت. مستخدمو سكايب خاصة في خارج البلاد أنشئوا صفحة على الفايسبوك للتعبير عن احتجاجهم على قطع خدمة سكايب سموها " أطلق سكايب ، أريد محادثة عائلتي" وتضم المجموعة الحديثة الإنشاء قرابة الألف عضو ... شادي وهو تونسي مقيم في كندا منذ 4 سنوات يقول في اتصال مع فرانس 24 أن قرصنة سكايب بالنسبة إليه مفاجأة كبرى وسيئة للغاية حيث أنه اعتاد منذ هاجر لمواصلة دراساته الجامعية في مدينة كيبك الكندية ، الاتصال بعائلته يوميا من خلال برنامج سكايب المجاني ، خاصة أن كلفة المكالمة الهاتفية من كندالتونس تتجاوز 1.5 دولار للدقيقة الواحدة إذا استعمل الهاتف العادي لمكالمة تونس. شادي يعتقد أن سبب قطع هذه الخدمة يعود للضغط الرهيب الذي تمارسه الوكالة التونسية للاتصالات على الحكومة التونسية خاصة أن عائداتها المتأتية من المكالمات الهاتفية للخارج قد عرفت منذ سنتين تقريبا انخفاضا" قاربت نسبته 70 في المائة" مما حدا بها إلى تخفيض تكلفة المكالمات باتجاه دول أوروبية محددة كفرنسا وألمانيا حيث تتواجد الجالية التونسية بكثافة.. ولكن هذه الحملة التجارية لم تنجح في استعادة الزبائن الذين تركوها للتمتع بخدمة سكايب...شادي أكد علمه منذ أشهر قليلة بسعي هذه الوكالة لقطع كل خدمات الاتصال المجاني مثل سكايب وأم أس أن لكن ظن أن ذلك سيكون أمرا غير ممكن التحقيق تقنيا ... سلمى هي مسؤولة مبيعات تونسية تقيم منذ سنوات قليلة في بريطانيا فوجئت هي كذلك بقطع خدمة سكايب مؤخرا ، عزيزة اتصلت مباشرة بموقع الخدمة في السويد للاستفسار عن أسباب تردي هذه الخدمة وقطعها حين تتصل بتونس ، لكنها تلقت بريدا الكترونيا من الشركة يؤكد أن أسباب القطع لا تعود إلى مشكلة تقنية ..سلمى أدركت أن السبب عائد إلى تدخل رقيب الأنترنت كما هي الحال في تونس مع فاسيبوك وأم أس أن. سلمى ترى أن الحل الوحيد لإعادة هذه الخدمة هو أن يقوم التونسيون في الخارج بنشر صفحة خاصة على الفايسبوك للاحتجاج على هذه العملية تكون موجهة أساسا إلى الرئيس زين العابدين بن على ليتدخل شخصيا لإعادة هذه الخدمة. خاصة أن بن على قام منذ سنتين بالتدخل شخصيا لدى السلطات لرفع الحظر على فايسبوك بعد قيام رواد الأنترنت بحملة مكثفة على الأنترنت . ماهر وهو تونسي مقيم في ألمانيا قال أن ما يحدث يُفسر بمحاولة بعض أفراد ومجموعات المعارضة استغلال هذه الخدمة المجانية للاتصال بالمعارضة داخل البلاد دون التعرض إلى الرقابة الحكومية الموجودة على المكالمات الهاتفية العادية ، فالتونسيون في الخارج هم بذلك ضحية فئة من التونسيين تعمل ضد مصلحة البلاد. ولذلك يعتقد أن هذا الإجراء شرعي ولو كانت له تبعات غير طيبة على التونسيين في الخارج الذين يستخدمون سكايب للاتصال بذويهم.