حلقة جديدة من الحصار والقرصنة ، تمارسها فرنسا والاتحاد الأوربي دعاة الحرية والعدالة والديمقراطية ، عالم مزدوج المعايير بل عالم بلا قيم ولا معايير ، لم تتوقف الحرب الصهيوأمريكية على غزة شعباً وحكومة ومقاومة بل امتدت في محاولات متكررة وفاشلة لإسكات صوت الحقيقة وصورة الواقع ، حين دخلت فرنسا على خط الحرب والحصار بعد حملة دعاية مارستها منظمات يهودية ضد القناة فأصدر مجلس البث الفرنسي قرارًا بوقف بثِّ قناة "الأقصى" الفضائية وهو تكرار لممارسات قمعية إعلامية مشابهة صدرت من أمريكا حين قرَّرت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على كلٍّ من فضائية "الأقصى" و"البنك الإسلامي الوطني"، بذريعة علاقتهما بحركة "حماس"، وحين صدر مشروع قانون الكونجرس الأمريكي؛ باعتبار فضائية (الأقصى) منظمةً إرهابيةً وحين تم إغلاق موقع (أقصى تيوب) بتحريض من مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية (F.B.i). دلالات القرصنة الإعلامية ** عجز الإعلام الصهيوأمريكي والموالي عن مقارعة الكلمة بالكلمة والحجة بالحجة فلجأ إلى الفكر الأمني البوليسي شأنه شأن الأنظمة العربية المستبدة ** فشل الإعلام الصهيوني في تضليل الرأي العام العالمي عن الكثير من الفضائح الإنسانية والقانونية والأخلاقية وظهوره ككيان عنصري غير أخلاقي ولا حضاري كما كان يدعي ويروج ** فشل الإدارة الأمريكية في تحسين صورتها أمام العالمين العربي والإسلامي بل والإنساني رغم المؤسسات والبرامج والفضائيات بل والمليارات الداعمة ** الانتقال من التوازن الأمني إلى التوازن بل والتفوق الإعلامي المقاوم ** التقاء المصالح بين بعض النخب العربية الحاكمة وإدارة المشروع الصهيوأمريكي نجاحات ومكتسبات * إعادة الوعي لجماهير الأمة حول القضايا المركزية في تحرير الأوطان المحتلة والإصلاح والتغيير في البلدان المعتلة. * تعزيز قيم العزة والفخار وإحياء الأمل في نفوس الأمة وبالتالي إفساد مخطط اليأس والإحباط * إسقاط الهيبة والهيمنة الإعلامية الصهيوأمريكية كما سقطت الهيبة العسكرية والقانونية. * تسويق المشروع الحضاري الإسلامي المتفق وهوية الأمة كبديل للمشروع الغربي * كسب ثقة غالبية الشعوب الإسلامية بل والكثير من الشعوب والمنظمات الحقوقية الغربية. * فضح إدارة المشروع الصهيوأمريكي والأنظمة الشمولية المستبدَّة في دعواهم الكاذبة حول الديمقراطية والحكم الرشيد والمواطنة وحقوق الإنسان. * إبراز زعامات وقيادات ميدانية مقاومة اكتسبت المصداقية والقبول الشعبي والنخبوي؛ * التواصل مع الشعوب العربية؛ من خلال المداخلات والاتصالات والاستفتاءات واستطلاعات الرأي التي أزعجت العدو والأنظمة المستبدة.
وأخيراً ... الحدث ليس جديداً ولا مستغرباً فقد جاء متفقاً والسياق العام لطبيعة الصراع القائم في المنطقة بين المشروع الصهيوأمريكي والمشروع المقاوم بجناحيه السلمي والمسلح ، المهم سياسة النفس الطويل وكثرة البدائل والتفاف الشعوب حول قضاياها حماية وحراسة ودعماً حتى تصل الرسالة لكل من يهمه الأمر بأننا لم ولن نسكت يا دعاة الحرية!!