برلين- "لا تتحدث عنا، بل تحدث معنا".. شعار رفعته مساجد مدينة بون الألمانية ضمن احتفال المسلمين على مستوى البلاد بيوم "المسجد المفتوح" الذي يوافق اليوم السبت 3-10-2009، حيث فتح قرابة 2500 مسجد ومصلى في مختلف أنحاء ألمانيا الأبواب أمام غير المسلمين للتعرف على الإسلام. وينظم هذا اليوم سنويا المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا منذ عام 1997، في يوم الوحدة الألمانية الذي يحتفل به الألمان كل عام في الثالث من أكتوبر، وذلك تأكيدا من المسلمين على تمسكهم بالوحدة الوطنية مع بقية أطراف المجتمع، وأنهم جزء لا يتجزأ منها والتعبير عن اندماجهم مع الآخرين. وبينما حضر حوالي 100 ألف زائر للمساجد ذلك اليوم العام الماضي، استقبلت المساجد اليوم السبت قرابة 50 ألف شخص غير مسلم، وذلك منذ فتح أبوابها في الحادية عشرة صباحا حتى الرابعة مساء، وتم تنظيم جولة للزائرين داخل المساجد، بينما سمحت المساجد في مدينة هامبورج للزائرين بمشاهدة صلاتي الظهر والعصر، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وفي الخامسة مساء بدأت جلسة نقاش في مساجد هامبورج تحت عنوان "الفن والدين.. هل ينسجمان معا؟" لتعريف الألمان باهتمام الإسلام بالفن الراقي لتهذيب العقول والأرواح والسمو بها والانتفاع بها، ثم شاهد الزائرون معرضا للخط العربي. حوار وانفتاح وعن هذا اليوم المفتوح قالت فاطمة دوجان، واحدة من مسئولي تنظيم اليوم في مدينة جونزبورج: "نرحب بكل الزوار من كل قلوبنا لنتعرف عليهم ويتعرفوا على ديننا عن قرب". فيما قال كاظم التوناتس، من مركز الثقافة والتعليم في نفس المدينة: "نهتم بكل الزوار والزائرات، ونتحدث بصراحة وقلب مفتوح ونجيب عن كل ما يدور في بالهم من أسئلة شائكة، فالحوار والانفتاح هما مركز هذا اليوم". وفي مدينة بون، قال مواطن مسلم يدعى منتصر إن المسلمين يعيشون في ألمانيا منذ سنوات طويلة، وأكثرهم أتراك، ويقومون بتأدية شعائر دينهم والصلاة على الأرض الألمانية، ومع ذلك يظل هناك شكوك حول الإسلام من الألمان غير المسلمين، وتظل الديانة الإسلامية غامضة لهم، وتساهم في ذلك أيضا وسائل الإعلام الألمانية، مضيفا: "لهذا اختارت المساجد في بون شعار (لا تتحدث عنا بل تحدث معنا)". من جانبه أشاد الخبير الثقافي المسلم يافوزك كانزك، مدير مركز الثقافة الإسلامية بولاية بادن فورتمبرج، بهذا اليوم الذي قال إنه يحقق الاندماج الجيد للمسلمين في المجتمع، ويهدف بالدرجة الأساسية إلى بناء جسور التواصل بين المسجد والمجتمع المحيط وخلق نوع من الانفتاح بين المسلمين وغيرهم؛ حيث يتسنى للجميع دخول المساجد والتحدث مع القائمين عليها، مطالبا المسلمين باستثماره في توضيح وجهة نظرهم بصوت مسموع وواضح بأكثر صورة ممكنة للألمان، وأن "يطرحوا ويتبادلوا معا أسئلة محرجة ومثيرة للجدل دون خوف". وأشار كانزك إلى أنه "حتى لو وجد هناك بعض المساجد أو المراكز الإسلامية المنغلقة على نفسها فعلى المنظمات الإسلامية محاولة تشجيعها على الانفتاح على البيئة المحيطة بها". "لا للعنصرية" كما رحبت عضو حزب اليسار الألماني "كريستينا بوخهولز" والمتحدث باسم سياسة الاندماج في الحزب "علي الديلامي" بهذا اليوم، مع رفضهما المظاهرات التي دعت إليها منظمة "باكس أوروبا" المناهضة للإسلام، ضد المسلمين والإسلام، قائلين: "نقول بصوت عال لا للعنصرية ضد الإسلام". وكانت منظمة "باكس أوروبا" قد نظمت مظاهرة اليوم أمام كنيسة "جديشتنيسكيرشه" بالعاصمة برلين؛ احتجاجا على إعطاء المسلمين يوما للمساجد المفتوحة في نفس يوم الاحتفال بالوحدة الألمانية، قائلة إن أوروبا بلد للمسيحيين واليهود فقط. وقد قابل هذه المظاهرة أخرى مضادة دعت إليها المنظمات والنقابات التركية والاتحادات الإسلامية في ألمانيا تحت شعار "أوروبا للجميع"، بغض النظر عن ثقافاتهم أو دينهم أو مواطنهم الأصلية. وخرج المسلمون بالقرب من محطة قطار زولوجشه جارتن في قلب العاصمة للاشتراك في هذه المظاهرة المضادة، بالإضافة إلى مظاهرة أخرى في مدينة كولونيا. يشار إلى أن ألمانيا شهدت خلال الأشهر الماضية بعض مظاهر التعصب الديني ضد الأقلية المسلمة، كان أبرزها مقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني على يد متطرف داخل ساحة إحدى المحاكم، بالإضافة نشوب جدل حول سماح المحاكم الدستورية في برلين للطلبة المسلمين بالصلاة في المدارس خلال اليوم الدراسي؛ حيث يرى البعض أنه حق زائد منح للمسلمين، مروجين بذلك لأفكار متطرفة تحذر مما يسمي ب"أسلمة ألمانيا". ويعيش في ألمانيا نحو 3.2 ملايين مسلم من إجمالي تعداد السكان البالغ حوالي 82.4 مليون نسمة. مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=787&t="تحدث معنا".. في يوم المسجد المفتوح بألمانيا&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"