وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية لدعم التلاميذ وتعزيز الخدمات الرقمية..    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    ملف "التسفير": أحكام بالسجن بين 18 و36 سنة والمراقبة الإدارية لخمسة أعوام    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    تحسّن وضعية السدود    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    مع الشروق : ترامب.. مائة يوم من الفوضى !    أخبار الملعب التونسي : غيابات بالجملة والبدائل مُتوفرة    وزير الشباب والرياضة يستقبل رئيسي النادي الإفريقي والنادي الرياضي البنزرتي    عاجل/ من بيهم علي العريض: أحكام بالسجن بين 18 و36 سنة في حق المتهمين في قضية التسفير..    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    في افتتاح مهرجان الربيع لمسرح الهواة بحمام سوسة... تثمين للمبدعين في غياب المسؤولين    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    لماذا اختار منير نصراوي اسم 'لامين جمال" لابنه؟    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    عاجل/ أمريكا تجدّد غاراتها على اليمن    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    أجور لا تتجاوز 20 دينارًا: واقع العملات الفلاحيات في تونس    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    تعاون ثقافي بين تونس قطر: "ماسح الأحذية" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    معرض تونس الدولي للكتاب يختتم فعالياته بندوات وتوقيعات وإصدارات جديدة    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    عشر مؤسسات تونسية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات ستشارك في صالون "جيتكس أوروبا"    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    لي جو هو يتولى منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا يُراد لنا؟
نشر في الحوار نت يوم 27 - 08 - 2010


قراءة في كتاب: التنصير: خطة لغزو العالم الإسلامي
"يجب أن نقدم قوة روح المسيح بديلاً نصرانياً
لتأثير الشيطان في حياة النساء المسلمات"
(فاليري هوفمان)
[1]
وسط دخان ما يسمى بحوار الأديان، وفي معمعان الأفعال وردودها السريعة في قضية الرسوم المسيئة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وإزاء تحديات الإنجيلية الجديدة وتشنّجاتها، وعبر الجدل القائم حول ثنائية صراع الحضارات وحوار الحضارات.. يجب ألاّ نغفل لحظة عن أن هناك في مراكز القرار الغربي خططاً وبرامج وإستراتيجيات بعيدة المدى تعمل بهدوء، وبنفس طويل، وتنضج معطياتها على نار هادئة من أجل أن تخرج بنتائج أكثر فاعلية، وأقدر على مواصلة الطريق الذي يستهدف تدمير بنية المقاومة الإسلامية لحركة التنصير، وفتح المجال أمامها على مداه في معركة فتنة المسلمين عن دينهم، وتحويلهم إلى النصرانية.
وهو ليس كلاماً يُقال، ولا انسياقاً وراء ما يُسمّى بالتفسير التآمري للتاريخ، ولكنه الأمر الواقع الذي تؤكده أنشطة القوم هناك، والذي يتمخض دائماً عن جملة من البرامج والخطط والتوصيات التي تعمل على طريقة المثل الإنكليزي المعروف: "بطيء ولكنه أكيد المفعول".
صحيح أن للبيت ربّاً يحميه، وأن هذا الدين مكتوب له في قدر الله سبحانه أن يخرج منتصراً في معركة الصراع بين الايديولوجيات والأديان، ولكن ليس قبل الأخذ بالأسباب، ومن بين هذه الأسباب كما علمنا كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) أن نأخذ حذرنا، وأن نعرف كيف نمكر بخصمنا، وقبل هذا وذاك أن نخترق عقل هذا الخصم لكي نخبر جيداً طريقته في التفكير، وما الذي يريد أن يعمل.
[ 2 ]
بين يدي كتاب خطير يحمل عنوان: (التنصير: خطة لغزو العالم الإسلامي)، ويتضمن الترجمة الكاملة لأعمال المؤتمر التبشيري الذي عُقد في مدينة (جلين آيري) بولاية كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1978 م ونشرته دار (MARC ) للنشر بعنوان:
The Gospel and Islam: A 1978 Compendium .
صحيح أن المؤتمر المذكور مضى على انعقاده ثلاثون عاماً.. ولكن كم من المسلمين أتيح لهم أن يطلعوا على مقرراته؟ بل كم من النخب في ديارنا الإسلامية وحاملي هموم الأمة، أولت المؤتمر الاهتمام الذي يستحقه؟!
وما دام أن معظم المؤتمرات التنصيرية (ولا أقول التبشيرية) التي سبقته وأعقبته، خلصت إلى الخطط والتوصيات ذاتها.. فإن بالإمكان اعتباره فاعلية نمطية يمكن الوقوف عندها لمعرفة ما الذي يريدونه منا؟
شارك في المؤتمر المذكور الذي عقد في 15/5/1978 م مائة وخمسون شخصاً، وهم كما تشير مقدمة الكتاب "نوعية خاصة ومتميزة من الأشخاص، ولا ريب أن هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يجتمع فيها هذا العدد الكبير، والذي يمثل مختلف الدوائر والهيئات وأنواع رجال الدين من أجل توحيد جهودهم وامكانياتهم والاستفادة من بعضهم بعضاً في عملية تنصير المسلمين". (المقدمة ص 4).
وتمضي المقدمة إلى القول بأن "ردود الفعل الشجاعة والخلاّقة تجاه موضوعات الأبحاث الأساسية "شكّلت" منطلقاً لمجابهة المشاكل بشكل مباشر من أجل تقييم تجارب الماضي وجهود الحاضر بصدق وأمانة، وساعد وجود قطاعات مختلفة من المشاركين بينهم منصّرون ومديرو إرساليات تنصيرية ومتخصصون في علم الأجناس البشرية والدراسات الإسلامية، ومستشارون في شؤون العالم الثالث على إجراء مناقشة متزنة وواقعية لإستراتيجيات وخطط جديدة". (المقدمة ص4).
وتوضح تقارير المنصّرين بجلاء "أن تنصير المسلمين لا يمكن أن يكون عملاً آلياً أو مشروعاً مدروساً فقط، بل هو أيضاً خدمة يستلهمها المنصّر من الروح القدس الذي يمده بالقوة والقدرة على العطاء، ومن المؤمل أن تكون هذه الخلاصة التي خرج بها المؤتمر إحدى الأدوات التي تساعد على إنارة الدرب الصحيح في عملية تنصير المسلمين. لقد برزت من خلال المداولات الحاجة الماسّة لإقامة جهاز مركزي يكون بمثابة معهد للأبحاث والتدريب على تنصير المسلمين، وتم إنشاء هذا المعهد بالفعل في جنوب كاليفورنيا وأطلق عليه اسم: معهد صاموئيل زويمر، واختير (دون ماكري) مديراً له". (المقدمة ص 4).
وتخلص المقدمة إلى القول بأن المؤتمر انتهى "بعد أن ملأ المؤتمرين بروح الأمل وشجعهم على السير قدماً نحو هدفهم الكبير، وهو العمل على تنصير ال (720) مليون مسلم، وبث في المؤتمرين عزماً جديداً لتجميع طاقاتهم وتنسيق جهودهم للوصول إلى هذه الغاية. وأكدت مناقشات المؤتمر أن المسلمين الذين تمّ تنصيرهم يمكنهم إقامة كنائس خاصة تلائم أوضاعهم، والأهم من كل هذا بروز تأكيد جديد على أن (الرب: الذي هو مخلص الناس جميعاً) (ثيموثاوس الأولى4: 10) شاء علينا تخليص وتنصير الألوف المؤلفة من المسلمين، وأن نجعلهم يؤمنون أن المسيح هو رب الجميع". (المقدمة ص 4 5).
إذن فإن "هدفهم الكبير" كما يعبرون عنه، هو العمل على تنصير ال (720) مليون مسلم (وقد زاد عددهم عبر الثلاثين سنة الأخيرة، فأصبحوا ما يقارب المليار ونصف المليار).
وبالتأكيد فإن هدفاً كهذا لن يقدّر له التحقيق لأسباب شتى يعرفها الجميع، منها عدم التكافؤ في قوة العقيدة، وقدرتها على الإقناع، ومصداقيتها، وعقلانيتها (إذا صحّ التعبير) بين الإسلام والنصرانية، أو بين الدين الحق وبين الخرافة.. ومنها وعد الله سبحانه بالتمكين لدينه في الأرض، وغلبته على الدين كلّه، وضعياً كان أم دينياً محرّفاً.. ومنها شهادة الواقع نفسه الذي وقف على ضعف الأمة الإسلامية وانكساراتها السياسية والحضارية سدّاً صلباً أمام الاختراق التنصيري.
ونحن في هذا العرض الموجز للكتاب المذكور لا تهمنا النتائج المتحققة على الأرض، والتي يتحتم ألاّ ننكر تحقق جانب منها بالفعل، إنما "النيّات" التي تكمن في العقل الغربي النصراني، والخطط المحكمة والمتواصلة التي يعتمدها سدنته لبلوغ ما يعتقدونه ممكناً.
وعلى أية حال، وكما يقول (مايلز كويلاند) في (لعبة الأمم): "إذا لم تربح اللعبة فغيّر اللاعبين". ولطالما قامت المؤسسات التنصيرية، وقد عجزت عن اختراق الأمة والشعوب والجماعات الإسلامية، باعتماد لاعبين جدد، قد يكونون النخب العلمانية، وأحياناً الملحدة، التي بذلت ولا تزال جهداً محموماً لتدمير البنية الإسلامية للأمة، وفتح الطريق لعمل المنصّرين، سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوه.
[ 3 ]
ونمضي مع الكتاب الذي بين أيدينا والذي يتضمن أعمال المؤتمر "التبشيري" المذكور، فنجد "التصدير" يشير إلى أن مؤتمرات عديدة تبودل فيها الرأي وأعلنت القرارات، ثم انفضّ المؤتمرون لكي ما تلبث مجهوداتهم أن تصبح "حبراً على ورق"، إلاّ أن مؤتمر عام 1978م هو على العكس "من المؤتمرات القادرة على تغيير مجرى التاريخ" كيف؟ يقول التصدير: "يرجع السبب في نجاح هذا المؤتمر إلى أن ال (150) مؤتِمراً الذين وفدوا من شتى أنحاء المعمورة، والذين يمثلون العديد من الشعوب، والتقاليد الكنسية المختلفة، والتجارب الواسعة، قد اجتمعوا على صعيد واحد يربطهم هدف واحد وهو البحث عن أنجع السبل لتنصير ال (720) مليون مسلم، وانفضّ المؤتمرون وقد ملأتهم روح من التوبة والوحدة، حاملين نظرة ثاقبة جديدة، ومؤملين أن الرب يحرك عملاً جديداً في صفوف المسلمين، وأن على الكنيسة أن تتحرك بسرعة إذا أرادت أن تكون أداة مخلصة في يديه.
"تشرح الأبحاث الأساسية للمؤتمر، وكلمات الخطباء وتقارير قوى التنصير العالمية فضلاً عن تقرير المؤتمر، حاجات المسلمين وتقصير الكنيسة والفرص المثيرة للتنصير التي تواجه الكنائس وإرساليات التنصير في الوقت الحاضر.
فالعالم الإسلامي يمر اليوم بحالة من التمزق الاجتماعي والسياسي(!!)، ولذلك يوجد لدى المسلمين اليوم استعداد قلبي وعقلي لتقبل رسالة المسيح(!!)، كما توجد هنالك بعض الشعوب الإسلامية التي يصعب الوصول إليها، ولذلك يجب على الكنيسة أن تبتعد عن الأساليب غير المثمرة، وتسلك طرقاً ثقافية ملائمة من أجل تقديم عيسى المسيح بكل إخلاص وقوة إلى المسلمين، إن الأعمال التي يجب على الكنيسة القيام بها متعددة:
1- لابد أن يجد الإنجيل طريقه إلى الملايين من المسلمين.
2- يجب على القائمين على التنصير أن يتخلوا عن الإحساس المتبلد واللامبالاة والتعصب للتقاليد البالية وسبل التنصير الفاشلة.
3- يجب أن تخرج الكنائس القومية من عزلتها، وتقتحم بعزم جديد ثقافات ومجتمعات المسلمين الذين تسعى إلى تنصيرهم.
4- يجب على المواطنين النصارى في البلدان الإسلامية، وإرساليات التنصير الأجنبية، العمل معاً بروح تامة من أجل الاعتماد المتبادل والتعاون المشترك، (التنصير ص6 7).
ويمضي التصدير إلى القول بأن المؤتمر "كشف لنا بعض ما يحمله المستقبل لعملية تنصير المسلمين، ويجري الآن التخطيط لمعهد متعدد الأهداف ومركز للأبحاث من أجل المساعدة في تنسيق الجهود والاستفادة التامة من المعلومات المتوفرة. كما سوف يعبر هذا المعهد، الذي سُمّي عن جدارة واستحقاق باسم صاموئيل زويمر، عن كلمات هذا المنصّر، والذي يُعدّ من أشهر العاملين في صفوف المسلمين حينما أكد بأن الكنيسة في تحركها باتجاه المسلمين (عليها أن تقوم بدراسة المشكلة إضافة إلى إعداد أكثر شمولاً للمنصرين وإيمان أرسخ بالرب). (التصدير ص7).
ويختتم التصدير بالإشارة إلى أن المؤتمر "أوصى بدراسة المشاكل اللاهوتية التي تؤثر على تنصير المسلمين ونشر كافة الدراسات التي تساعد النصراني العامل في هذا المجال. وتم شرح برامج تشجع على التدريب ونموّ الكنيسة كي تعمل على تنصير المسلمين في أرجاء العالم بما في ذلك أمريكا الشمالية". (التصدير ص7).
ويخلص التصدير إلى عرض "جانب بسيط فقط من النتائج المثيرة التي تمخض عنها هذا الاجتماع التاريخي:
- لقد كشف المؤتمر عن تصوّر وأمل جديد للتنصير يجب على الكنيسة الاستجابة لهما.
- لقد حان الوقت لتوقعّ حصاد وافر بين المسلمين.
- لقد حان الوقت للعمل الجاد والالتزام المالي.
- لقد حان الوقت للصلاة المؤمنة والتفاني المخلص والشجاعة والشهادة لرسالة المسيح.
- لقد حان الوقت لخلاص العالم الإسلامي، ونضج الحصاد، ورب الحصاد ينادينا فأين هم الحاصدون؟ يجب على الكنيسة ألاّ تتأخر أكثر من ذلك".
رئيس منظمة التصور العالمي الدولية
و. ستانلي مونيهام (التصدير ص7 8)
[4]
البحوث الموسعّة التي تضمنها الكتاب الذي بين أيدينا تكشف عن الخطط والنوايا والأهداف، وتنطوي في الوقت نفسه على قدر من النقد الذاتي الذي يحاول تشخيص أخطاء الماضي والعمل على تلافيها مستقبلاً.. وقد شارك في هذه البحوث كبار الباحثين من رجالات كنائس وجمعيات ومؤسسات شتى في العالم. وبمقدور القارئ، وهو يتابع عناوين هذه البحوث، أن يتلمّس بوضوح ماذا يُراد بنا كأمة، وما الذي يسعى خصومنا لتحقيقه في ساحاتنا التي أصبحت للأسف مكشوفة بأكثر مما يجب. وإليكم عناوين هذه البحوث:
- حان الوقت المناسب لمنطلقات جديدة: دون ماكري.
- تقرير المؤتمر: أرثر. ف. كلاسر.
- الكتاب المقدس والثقافة: بول. ج. هايبرت.
- بلاغ الكتاب المقدس إلى المسلمين في بيئات ثقافية مختلفة: دونالد لارسون.
- استمالة المسلم عن طريق تجسيد شمائل وسلوك المسيح: بشير عبد المسيح.
- المسلم المتنصّر وثقافته: هارفي. م. كون.
- كنائس ملائمة للمتنصرّين الجدد في المجتمع الإسلامي: تشارلس كرافت.
- صراع القوى في عملية تنصير المؤمنين: أرثر. ف. كلاسر.
- الظرفية والتحول والتأصيل: شارلي. ر. تيير.
- منطلقات لاهوتية جديدة في عملية تنصير المسلمين: بروس. ج. نيكولز.
- تطبيق "مقياس اينكل" في عملية تنصير المسلمين: ديفيد. أ. فريزر.
- تحليل المقاومة والاستجابة لدى الشعوب المسلمة: دون. م. ماكري.
- اللاهوت الإسلامي: الحدود والجسور: كينيث. أ. كراج.
- إسلام العامة (أو الإسلام الشعبي): بل مسك.
- مقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في الغرب: د. ماكس كيرشو.
- مقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في وسط وجنوب إفريقية: جيرالد. أو. سوانك.
- مقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في شمال إفريقية: كريكوري. م. لفنكستون.
- مقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في الشرق الأوسط: نورمامن هورنر.
- مقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في تركيا: محمد اسكندر.
- مقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في إيران: ديفيد كاشن.
- مقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في شبه القارة الهندية: ريتشارد بيلي.
- مقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في جنوب شرقي آسيا: فرانك. ل. كولي، بيتر. ج. كونك، الكس. ج. سميث، ورن مايرز.
- المقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في روسيا والصين: ج. روبرت أوفير برودك.
- الوضع الحالي للمطبوعات ووسائل الإعلام الأخرى الموجهة للمسلمين: ريموند جويس.
- الوضع الراهن لترجمات الإنجيل إلى لغات المسلمين: وليام. د. رابيرن.
- الإرسال الإذاعي الحالي الموجّه إلى المسلمين: فريد. د. أكورود.
- نظرة شاملة عن إرساليات التنصير العاملة وسط المسلمين: جورج بيترز.
- مراجع مختارة للمنصرين العاملين بين المسلمين: وارين. و. ويبستر.
- الدعوة إلى التجدّد الروحي: ج. ايدون أور.
- تطوير وسائل جديدة لتساعد في تنصير المسلمين: دونالد. ر. ريكاردر.
- مستويات وأشكال ومواقع البرامج التدريبية: فيفيان سيتسبي.
- بناء شبكة من مراكز الأبحاث: رونالد إي ميلر.
- قيمة ومنهجية التخطيط الإستراتيجي: إدوارد دايتون.
- مهام تنصيرية يقوم بها منصرون غير متفرغين (أصحاب الخيام) إلى جانب عملهم في دولة إسلامية: ج. كريستي ويلسون.
- الحاجة إلى مراكز للقيادة في أمريكا الشمالية: رالف دي ونتر.
- الحوار بين النصارى والمسلمين وصلته الوثيقة بالتنصير: دانيل أريروستر.
- روابط أمريكا الشمالية مع إرساليات العالم الثالث التنصيرية العاملة بين المسلمين: والدرون سكوت.
- الحاجة إلى مجلة جديدة خاصة بالإرساليات التنصيرية الموجهة نحو المسلمين:
س. جورج فراي.
- الغذاء والصحة وسائل لتنصير المسلمين: روبرت بتكبت، رفينول ماكاكبا.
- دور الكنائس المحلية في خطة الرب لخلاص المسلمين: فرانك س. خير الله.
- المداخل النصرانية للمرأة المسلمة وأسرتها: فاليري هوفمان.
- الوصول إلى الذين لم يتم الوصول إليهم: مجموعة العمل الإستراتيجي 1978 م.
القرآن الكريم حسم الموقف كله بكلمات قلائل:
(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ).
[البقرة:120].
والكتاب الذي بين أيدينا حلقة من عشرات الحلقات التي تعكس جهداً محموماً لردّ المسلمين عن دينهم وسحبهم إلى الوراء بحركة رجعية تستهدف تغليب الأدنى على الأعلى، والهوى على العلم، والظن على اليقين، وهي مسألة مستحيلة بكل الحسابات..
ومع ذلك فالسؤال يظل قائماً: هل سيتمكن المنصّرون فعلاً من تنصير المليار ونصف المليار مسلم، وجعلهم يؤمنون أن "المسيح" كما يقول المؤتمرون وليس الله (وحاشاه) "هو ربّ الجميع"؟!
ترى هل بمقدور مسلم يملك ذرة من الإيمان أن يتنازل عن عبادة الله إلى عبادة عبد من عباده؟
مرة أخرى.. وثالثة.. وعاشرة.. ومائة ألف.. مستحيل..
تلك هي القاعدة التي لا يُقاس عليها الاستثناء الذي يؤكدها ولا ينفيها بشهادة التاريخ، وتحفظات المنصّرين أنفسهم: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)( يوسف/21).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.