يحيي اليوم السبت 5 جانفي 2013 أهالي ولاية قفصة الذكرى الخامسة لانتفاضة الحوض المنجمي 2008، وتعد هذه المناسبة جزءا من ذاكرة التونسيين لا سيما سكان جهة الرديف التي انطلق منها الحراك الاجتماعي المندد بالمحسوبية والفساد وانتفض خلالها شباب معطل عن العمل وكان بمثابة تحذير شديد اللهجة للرئيس السابق زين العابدين بن علي من مدينة الرديف ،و كان ذلك إثر الإعلان عن نتائج مناظرة شركة فسفاط قفصة، حيث بدأت الاحتجاجات بشكل سلمي وعفوي منددة بالغبن والتهميش والحرمان الذي تعاني المنطقة، تلتها تجمعات حاشدة بمدينة أم العرائس منعت حركة المرور و أغلقت الطريق المؤدية إلى شركة الفسفاط، ورفعت شعارات مطالبة بالحق في التشغيل...ولكنها قوبلت بتسليط قمع وحشي على الحركة خوفا من امتدادها.... و كانت الحصيلة، الزج بالسجن بالنسبة لعدد من المحتجين و اختفاء عدد آخر منهم. وكان هذا هو السيناريو الذي عرفته منطقة الحوض المنجمي بقفصة وأهم ما ميّز انتفاضتها التي مكنت من بروز قيادة شعبية أطرت الاحتجاجات. وفي 27 جانفي 2008 شهدت الجهة مظاهرات شعبية حاشدة شاركت فيها كل القطاعات و الفئات في جهة الرديف. ، ودخل 50 معطلا عن العمل في إضراب جوع مفتوح بأم العرايس ، تلتها عملية محاولة لجوء عشرات من الأهالي بمنطقة القصاب من أمّ العرايس إلى داخل الحدود الجزائرية في 5 أفريل. وقد انتشر خبر المظاهرات على المستوى العالمي خاصة بتنفيذ إضراب جوع بالتناوب (مجموعة جديدة كل ثلاثة أيام) من قبل عدد من أصيلي الرديف المقيمين بمدينة "نانت" الفرنسية ، في ساحة عمومية حيث قام المضربون بتعليق عدّة لافتات وصورا لجرحى الرديف وعلما أسود حدادا على شهداء الحوض المنجمي. كما تواصلت منذ أسابيع حملة واسعة من التمشيط والمداهمات و الاعتقالات في عدد من مناطق الحوض المنجمي وخاصة في الرديّف مع ما صاحبها من تنكيل بالأهالي و إتلاف للممتلكات، وأدّت إلى إيقاف العشرات من الشباب والنقابيّين والأهالي و تعذيبهم بوحشيّة و تقديمهم للمحاكمة، ودفعت بالمئات من الشباب خاصة إلى الفرار إلى الجبال إضافة إلى سقوط عدد من الشهداء... اليوم وبعد بعد الإضراب العام الذي نفذه الخميس 3 جانفي 2013 أهالي معتمدية الرديف ستقام أطول تظاهرات في ذكرى أطول انتفاضة شعبية ضد بن علي، يتجدد فيها الطلب برد الاعتبار الى شهدائها وجرحاها . وطالب فيها قياديو الحراك رد الاعتبار إلى الشهداء والجرحى خاصة بعد إقصائهم من المرسوم 97حيث اعتبرت الحادثة بمثابة عدم الاعتراف بنضالهم و تجاهل تحركاتهم التي كانت بمثابة الشرارة الأولى لاحتجاجات اجتماعية عامة انتهت بإسقاط نظام بن علي وانتخاب حكومة جديدة ارتأت إعطاء الأولوية لشهداء 17ديسمبر 2010/ 14جانفي 2011.