ربما لا يعرف الكثير من التونسيين الكثير عن لوران غباغبو صاحب شعار ''ننتصر أو ننتصر'' في حملته الرئاسية بكوت ديفوار عندما تقدم للانتخابات عام 2010. أسس غباغبو عام 82 ''جبهة ساحل العاج'' ثم هرب إلى فرنسا عام 85 ليعود بعد ثلاث سنوات. شارك في انتخابات عام 2000 وتولى الرئاسة بالقوة مدعيا أنه الفائز وأزاح القائد العسكري روبار غي الذي ادعى هو الآخر أنه الفائز الحقيقي بالانتخابات. عام 2010 أُجريت انتخابات فاز فيها الحسن واتارا غير أن رئيس كوت ديفوار لوران غباغبو رفض تسليم السلطة واصفا نتائج الجولة الثانية من الانتخابات بالمزورة فتوتر الوضع بالبلاد وأغلق الجيش الحدود وتمّ منع وسائل الإعلام الأجنبية من بث أخبارها من داخل كوت ديفوار وتحدى غباغبو الجميع فأدى اليمين الدستورية تحت أصوات الرصاص وهدير القنابل حيث قام نزاع مسلح بين مؤيديه من جهة ومؤيدي الرئيس المنتخب الحسن واتارا من جهة أخرى ونشبت حرب أهلية حقيقية سقط فيها قتلى وجرحى. وتدخل المجتمع الدولي خاصة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وطالبوا لوران غباغبو بتسليم السلطة للرئيس المنتخب غير أن غباغبو تعنّت ودجج مناصريه بالسلاح وشهدت العاصمة أبيدجان وأغلب مناطق كوت ديفوار صراعا مسلحا استمر من ديسمبر 2010 إلى أفريل 2011 حيث تمّ اعتقال الرئيس المنقلب لوران غباغبو بعد مداهمة القصر الرئاسي من طرف قوات الرئيس المنتخب الحسن واتارا مدعومة بقوات فرنسية ودولية وتمّ عرضه على محكمة الجنايات الدولية لمواجهة تهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية. وقال الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلنتون إن ''اعتقال غباغبو يوجّه رسالة قوية إلى الحكام الديكتاتوريين مفادها أنه عليهم عدم تجاهل أصوات شعوبهم التي تطالب بانتخابات حرة وعادلة''. ملاحظة: هذه السطور أهديها إلى المناضل الطاهر بن حسين الذي دعانا إلى تذكّر ديكتاتورية لوران غباغبو لعلنا نعتبر أو نتأهب..