عمل الجهاديون في تونس على خلق مجتمع افتراضي للترويج لخطابهم وأفكارهم فلم تعد المساجد المكان المفضل للتعبئة والتجنيد لبث فكرة الجهاد . وفي السياق ذاته صرح الدكتور أحمد المناعي، رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية والمهتم بالحركات الإسلامية ل"العربية نت" أن "استخدام الشبكات الافتراضية للدعاية السياسية والاستقطاب الحزبي والحركي ليست حكراً على التيار الجهادي في تونس، بل إن الحملة الانتخابية الماضية قد كشفت على مدى الاستخدام المهول للإنترنت للدعاية ولتشويه الخصوم السياسيين، بل إن كثيراً من المعارك الانتخابية قد حُسمت على شبكات التواصل الاجتماعي". وأضاف الدكتور المناعي أن الجهاديين في تونس نجحوا في تطويع الإنترنت مشيرا إلى أنهم قد خبروا هذا المجال منذ عهد بن علي بسبب سياسات الحجب والتضييق . وجاء في نفس التقرير أن الأوعية الإلكترونية الجهادية في تونس تتنوع بين المواقع والمدوّنات والصفحات على الشبكات الاجتماعية وتعمل بشكل مستقل، لكنها ترتبط ببعضها مشكلة "بنية تحتية افتراضية لفكرة الجهاد" تقيها من مخاطر الحجب. ومن أهم هذه المواقع هي مؤسسة القيروان الإعلامية التي تقدم نفسها في بيانها التأسيسي كالتالي :"مؤسسة القيروان الإعلامية مولود جديد للإعلام الجهادي المُدعمة من شبكة شيوخ الإسلام وذلك نصرة لإخواننا في أرض العبادلة تونسالقيروان لاسيّما في هذه المرحلة التي كثرت فيها المؤامرات وتكالب العلمانيين و"اللادينيين" على الإسلام وأهله في أرض تونسالرباط والاستشهاد". وتقوم بنشر فقرات دعوية شرعية لعلماء وطلبة علم تونسيون، كالخطيب الإدريسي وأبوعياض التونسي وأبو أيوب التونسي وبعض قادة التنظيمات الجهادية وتقوم بنشر بيانات تنظيم "أنصار الشريعة"، إلى جانب تأمين النقل المباشر والمواد المرئية للملتقيات الدعوية والسياسية لملتقي أنصار الشريعة ونشر الفتاوى والكتابات التي أصدرتها مؤسسات إعلامية جهادية عالمية والمتعلقة بالشأن التونسي. هذا إلى جانب مؤسسة البيارق الإعلامية وهي لسان حال تنظيم أنصار الشريعة بتونس،تقوم بإنتاج وتوثيق وبث وكل المواد الإعلامية التي ينتجها التنظيم كالقوافل الخيرية والخيم الدعوية وخطابات قادته والخطب المنبرية لشيوخه. وللإشارة فإن تونس تسجل معدلاً عالياً مقارنة بعدد السكان و يعتبر الأعلى عربياً في الإبحار الإلكتروني وسهولة تدفق المعلومات وإمكانية نقل النصوص و الصوتيات.