لقبت بسيدة المسرح العربي ، صرحت في اكثر من مناسبة انها شاركت في اعمال سينمائية لتمويل اعمالها المسرحية، فضلت الانسحاب في سنة 1971 الانسحاب من السينما لتتفرغ الى المسرح لتكون عودتها الى الشاشة الكبيرة مع شريط تيته رحيبة سنة 2012 مع الممثل الكوميدي محمد الهنيدي. سميحة ايوب كانت ضيفة شرف ملتقى المبدعات العربيات بسوسة و تحدثت عن ذكريات مبدعة في مجال السينما . التقيناها في الملتقى و كان معها هذا الحوار. عرف الجمهور سميحة ايوب من خلال اعمالها السينمائية في حين انها لقبت بسيدة المسرح العربي و لعبت ادوارا بارزة في المسرح المصري و الاجنبي. فهل حدثتنا عن بدايتك مع المسرح؟ لما كنت في سن 14 سمعت في الاذاعة اعلان عن مسابقة لدخول المعهد العالي للفنون المسرحية و رصدت حينها جائزة فلما دخلت امام اللجنة فسالني عضو من اللجنة هل اعرف امثل فاجبته بنعم و اني احلم ان اصبح ممثلة مثل يوسف وهبي و ليلى مراد فبدأ الجميع في الضحك لان يوسف وهبي كان موجودا ضمن لجنة التحكيم و انا لم انتبه لوجوده و لم اكن اعرفه. و تم قبولي في المعهد على أن ابدأ طالبة مستمعة ثم أصبح طالبة نظامية في سن 16 . و شجعني خالي و اقنع عائلتي بالالتحاق بالمعهد و كان ينتظرني يوميا في المقهى ليرافقني الى البيت . تم ترشيحك رئيس شرف لمهرجان شرم الشيخ لمسرح الشباب في دور ته الاولى سنة 2016 كيف وجدت المسرح الشبابي ؟ المسرح هو مسرح لا دخل للعمر في ذلك لكن المطلوب من الفنان هو ان يقدم فن و لكن من الضروري ان يحمل هذا الفن رسالة بقطع النظر عن السن ، تبقى مسالة الديكور و طريقة الاداءامة التي تتغير مواكبة للعصر و رايك في الوان مان شو ؟ في الحقيقة لا احبذ كثيرا هذا النوع من المسرح لان الحياة الانسانية لا تسرد فالانسان لا يعيش وحيدا بل داخل مجموعة ، و للعلم فهذا التوجه سلكه بعض الفنانين ليبرزوا انهم متمكنون لكن ليس هذا المغزى الحقيقي للمسرح، فمن يريد الاطلاع على الواقع فليقرا رواية و لا داعي لمشاهدة مسرحية . ماهي اقرب المسارح العربية الى قلب سميحة ايوب؟ دون مجاملات اعتبر المسرح التونسي من اقرب المسارح الي و قد حضرت العديدمن التجارب المسرحية التونسية الرائعة و لمست عمل و ابداع في عدد من الاعمال التي شاركت في المهرجانات في مصر و من هنا عشقت المسرح التونسي سواء كانت تجارب شبابية او قديمة . و ماهي التجربة المسجية العربية التي تراها قدمت الاضافة ؟ كل تجربة تقدم الاضافة و كل عمل يعتبر اضافة حتى لو كان العمل ضد توجهاتك و اختياراتك لكنه يقدم الجديد . علاقة الفن بالسلطة ، ما تاثير ذلك العمل الابداعي ؟ تدخل السلطة في الفن هو كيس فريد من نوعه فتجد نفسك تناطح شخصيات ذات نفوذ في البلاد و كنا ربحنا بقضايا كثيرة ضد الحكومةو هذا يدل على ان الجمهور يساندك و يدعمك و الاكيد ان السلطة تفرض رقابتها ، لكن من الممكن ان تتحايل عليهم و في مناسبات اخرى ينتصروا على الفنان و كانت مسارح كثيرة غلقت . كيف قاومت سميحة ايوب هذه الرقابة و هذا التدخل ؟ كان يتم استدعائي للتحقيق و ابقى لساعات طويلة تحت الاستجواب و احاول مقارعتهم بالحجة الى ان يتركوا سبيلي ، في المقابل تكون المسرحية في قاعات العرض و انا هنا كنت اعتبر نفسي الرابحة لان مسرحيتي لم تتوقف و شاهدها الجمهور. ماهو تقييمك للاعمال المسرحية ما بعد الثورت العربية ؟ مازال المسرح يبحث عن التوازن فالمسرح في هذه الفترة شبيه بالشخص الذي تعرض الى ضربة على رأسه و يكابد ليسترجع وعيه و توازنه. هل تعتبرين هذه الاعمال استفادت من حرية التعبير المكتسبة ؟ كل المسرحيات المقدمة الآن نقدا صريحا للواقع و للحريات ،و قد منت شاهدت مسرحية كانت قائمة على فكرة ان الحرية لا تكون الا في القبر. العمل الفني و المسرح مرآة للجتمع و لو اردت ان تعرف بلدا فادخل مسارحها و ستعرف أوجاعها و تفكير شعبها. ايهما قادر على نقل الواقع اكثر المسرح ام السينما ؟ اكيد المسرح فانت في تواصل مباشر مع الجمهور و تقدم خطابا ملموسا لجمهور مباشرة في السينما ليست سوى اطارات. الفنان يريد كاتب و الحكاية ليست روبرتاج و العمل الفني يستوجب سنوات ليكون جاهزا . في زمننا الحاضر اصبحت الاغنية و الروبرتاج و المسرح ينجز في ساعات قليلة لكن حسب اعتقادي فان العمل الفني الذي يتغلغل في عمق المتلقي يحتاج مدة من الزمن و يحتاج سنين حتى يقدم الصورة على أكمل وجه فالمؤلف يجب أن يتعايش مع الواقع و يعاين ثم ينطلق في العمل و في النهاية السينما أو المسرح هي كتابة ثم صناعة و الاحداث التي نعايشها مليئة بالقضايا و المسائل التي من الممكن تحويلها الى عمل فني لهذا يجب ان يكون العمل مرآة للمجتمع.