هاجم الاعلامي زياد الهاني نقابة التعليم الثانوي التي اعلنت تمسكها بالاضراب العام ليوم 6 ديسمبر 2017 ووصف الهاني النقابة بالعصابة. وفيما يلي نص التدوينة التي نشرها على صفحته بالفيسبوك: عصابة نقابة التعليم!! نصبّحكم بالخير والأمل والمحبّة .. وبعزّة تونس وأمجادها.. سي نجيب السلامي الكاتب العام المساعد لنقابة التعليم الثانوي قال أمس في تصريح لزملائنا في "الصباح نيوز"، انهم متمسكون بتنفيذ اضراب عام يوم 6 ديسمبر القادم. وأكد ان اضرابهم سيكون ناجحا وستشارك فيه جميع الاطراف!! يا رسول الله!! ولماذا يضربون؟ ما هي مشكلتهم هذه المرّة، وما أسهل الإضراب عندهم وهم في كل مرة يخرجون لنا بتعلّة جديدة للإضراب؟ السيد الكاتب العام المساعد لنقابة التعليم الثانوي أوضح أنهم سيضربون رفضا للتمديد في سن التقاعد والمطالبة بتحسين الوضع المتردي في المؤسسات التربوية والمطالبة بالحد من ظاهرة العنف المنتشرة بمختلف المعاهد وما ستمثله ميزانية 2018 من انعكاسات سلبية على المقدرة الشرائية للمدرسين!! واضاف انه لا يوجد أي تفاعل من جانب الوزارة بخصوص موضوع التمديد في سن التقاعد الى حدود 62 سنة، وكأن قرار التقاعد هو قرار وزارة التربية وليس قرار الحكومة والبرلمان!! يا امعلّم، يا باشا، يا رفيق، يا أخ، يا سيّد، يا أستاذ، يا أخونا... موضوع التقاعد مازال لحد الآن موضوع تفاوض بين الحكومة واتحاد الشغل، الحكومة تقول اتقفنا والاتحاد ينفي حصول أي اتفاق. وبالتالي لم يقع الإعلان عن أي قرار نهائي بخصوص التقاعد. فكيف تضربون من أجل قرار لم يصدر بعد!؟ يا امعلّم، يا باشا، يا عمي، يا بابا... ألم تلاحظ أن قانون الميزانية لسنة 2018 سيشهد إجراءات تقشفية خطيرة ستشمل أساسا وزارة الدفاع التي ستتقلص ميزانيتها بنسبة 28%، وهي التي تحمي حدود البلاد وتحارب الإرهاب الذي يهددنا أنا وأنت.. ألم تستمع إلى وزير الدفاع وهو يحذر بأن وزارته قد لا تجد ما تدفع به أجور العسكريين الذين يحملون السلاح دفاعا عنّا، وأنت تحدثنا عن الاضراب لما تضمنه قانون المالية لسنة 2018 من انعكاسات سلبية على المقدرة الشرائية للمدرسين!! فهل أن الترفيع في نسبة الأداء على القيمة المضافة وغيرها من الإجراءات التي قد تؤدي إلى رفع الأسعار، ستطالكم أنتم فقط كأساتذة ومعلمين، أم أنها ستشمل التونسيين جميعا!؟ وطالما أنها ستشمل التونسيين جميعا، فما معنى أنكم ستضربون وحدكم من دون كل خلق الله!؟ ثم الوضع المتردي في المؤسسات التربوية، ألا تتحملون جزءا أساسيا من المسؤولية فيه؟ ألم تتسبب المنافع غير المشروعة التي تحصلتم عليها وفرضتموها على الحكومات الضعيفة المتعاقبة بعد 14 جانفي 2011 في حالة العجز وانعدام التوازن المالي لوزارة التربية؟ من الذي تسبب في تخريب منظومة التعليم العمومي؟ من الذي تسبب في دفع ذوي القدرة للالتجاء بأبنائهم إلى المدارس الخاصة رغم ما يمثله ذلك من أعباء إضافية مرهقة بالنسبة لهم؟ ألم يفعلوا ذلك هربا منكم واتقاء لشركم؟ أنت بالذات وأمثالك من متحملي المسؤولية النقابية، ألا تتحصلون على رواتب غير مستحقة تسرقونها من المال العام ومن عرق التونسيات والتونسيين من خلال تفرغات نقابية غير قانونية بقيتم تتمتعون بها رغم منعها وسحبها من شريككم السابق التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل؟ تعلمون جيدا أنه لو كان هنالك قانون يطبق في البلاد، فسيكون مصيركم السجن!؟ المليارات التي تستولون عليها سنويا من التفرغ النقابي دون وجه حق، ألم يكن من الأجدر صرفها في تحسين الوضع المتردي للمؤسسات التربوية الذي تتشدقون به!؟ إلى متى ستواصلون استخفافكم بنا واستهتاركم بمصالح أبنائنا الذين اتخذتموهم رهائن لتحقيق أهدافكم المنفعية؟ هل سيكون إضرابكم يوم 6 ديسمبر مفتتحا لحركة تصعيدية، ستؤدي بكم إلى تهديدنا بسنة بيضاء كما فعلتم معنا في السابق؟ هل تدركون حالة الإضطراب والقلق التي أصبحت تسود التلاميذ والعائلات التونسية بسبب رعونتكم؟ هل أنتم واعون بمدى نقمة عامة التونسيين عليكم؟ هل تعتقدون أن المواطن المسحوق الذي أهنتموه وتلاعبتم بمستقبل أبنائه، سيظل ساكتا على تجاوزاتكم في ظل عجز الحكومة المسكونة بتأمين كراسي أعضائها، عن وضع حدّ لعربدتكم؟ ألم تقرأوا حسابا للحظة غضب قد تدفعه إلى أن يحطم هيكل الخراب فوق رؤوسكم، ولا يترك أمامكم للهرب من عقابه الجبّار سبيلا!؟ كفاكم تجاوزا فقد طفح الكيل.. أنتم لستم نقابة، أنتم عصابة!! سينبري بعض السفهاء في عصابتكم للتحريض ضد كل من يجرؤ على انتقادكم واتهامه بسبّ المدرّسين ومعاداة العمل النقابي!! وحاشى أن يكون منتقدوكم كذلك.. نحن لا نسبّ معلّمينا وأساتذتنا الأجلاء الذين علّمونا الحرف وفتحوا أعيننا على حقائق الحياة فكانوا لنا خير السند وخير المربين. ونحن لتضحياتهم من أجلنا مقدّرون وبعهد الوفاء لهم ملتزمون.. إنما ننتقد عصابة نقابية اتخذت من القطاع العريض للمربين قبل غيرهم ومن التلاميذ وأسرهم وحتى من اتحاد حشاد، ويا حسرتاه على اتحاد حشاد، رهائن لديها لتحقيق مطالبها الأنانية الجشعة!! هذه هي العصابة التي ننتقدها. ونحن أيضا نقابيون ولا يمكننا أن نعادي العمل النقابي، ولكننا نرفض أن يتحول العمل النقابي إلى أداة هدم لخدمة مصالح انتهازية ضيقة على حساب مصالح عموم المواطنين.. آيها الواهمون، غروركم الذي جرّأكم علينا سيقتلكم.. وإذا كان هنالك من خط أحمر حقيقي في بلادنا فهم أبناؤنا، فحاذروا من اللعب بالنار .