تعهد الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي بتصحيح "الظلم التاريخي" الذي تعرضت له الأقليات في بلاده، في خطاب أمام متمردين مسلمين الاثنين 27 نوفمبر 2017 في وقت تسعى حكومته إلى إعادة إحياء عملية السلام المجمدة في الجنوب. وكان الرئيس الفيليبيني يتحدث في اجتماع استضافته المجموعة الإسلامية المتمردة الرئيسية في البلاد "جبهة مورو الاسلامية للتحرير" والذي ضم كذلك مسيحيين وفصائل مسلمة أخرى ومجموعات قبلية من منطقة مينداناو الجنوبية. وحذر دوتيرتي الذي يتفاخر بأن أجداده كانوا مسلمين من أن المنطقة قد تشهد عنفا أسوأ إذا لم تحل المسألة. وقال "ما على المحك هنا هو المحافظة على جمهورية الفيليبين وتصحيح الظلم التاريخي". وقال دوتيرتي إنه على مر العقود عندما كانت الفيليبين تحت الاستعمار الاسباني ومن ثم الأمريكي، سيطرت الأغلبية المسيحية على أجزاء واسعة من مينداناو ما تسبب بتهميش السكان الأصليين من المسلمين وغيرهم من القبائل. وحذر كذلك من إمكانية تفاقم العنف في حال فر أنصار تنظيم الدولة الإسلامية إلى الفيليبين بعدما خسروا معاقلهم في الشرق الأوسط. تهديد تنظيم الدولة الإسلامية وجاء تحذير دوتيرتي بعد شهر فقط من هزيمة أنصار تنظيم الدولة الإسلامية الأجانب والمحليين الذي عاثوا خرابا في مراوي، أهم مدينة مسلمة في ميناداناو، في اكتوبر ما أنهى نزاعا استمر لخمسة شهور وأسفر عن مقتل نحو 1100 شخص. من جهته، قال دوتيرتي إنه سيعمل على تمرير القانون حتى أنه دعا الكونغرس إلى عقد جلسة خاصة ليتمكن القادة المسلمون من توضيح خططهم خلالها. وأضاف أن اتفاقا من هذا النوع يجب أن "يشمل الجميع" ويلقى قبولا لدى كافة المجموعات في مينداناو. وأثناء حديثه خلال المناسبة، ذكر رئيس جبهة مورو الاسلامية للتحرير مراد ابراهيم أن العديد ممن حضروا قاتلوا في الحروب التي شنها المتمردون المسلمون خلال عقود مضت. إلا أنه أشار إلى أنهم يطالبون حاليا بقانون يمنحهم حكما ذاتيا موضحا أن ذلك "يمنحنا فرصة نادرة لنكون جزءا من المسعى النبيل لصناعة السلام". ومنذ سبعينات القرن الماضي، يشن المسلمون تمردا يسعون من خلاله إلى الحكم الذاتي أو الاستقلال في المناطق الجنوبية من الفيليبين الكاثوليكية التي يعتبرونها أرض أجدادهم. وحصد النزاع أرواح أكثر من 120 ألف شخص وخلف حالة من الفقر في مناطق عدة من مينداناو.