شهدت جل المدارس الفرنسية بالجمهورية التونسية، اليوم الخميس 1 فيفري، تنفيذ حركة احتجاجية "يوم بلا مدرسة" وذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويال ماكرون إلى تونس. ودعت إلى هذه الحركة الاحتجاجية عديد جمعيات أولياء التلاميذ وقدماء المعاهد الفرنسية وإطار التدريس بها، للتعبير عن رفضهم لعدد من القرارات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية، ومن أبرزها التخفيض في ميزانية وكالة التعليم الفرنسي بالخارج لسنة 2017-2018 . وفي إطار "يوم بلا مدرسة" (journée école morte)، أضرب المدرسون عن العمل، وامتنع الاولياء عن اصطحاب أبنائهم للالتحاق بمقاعد الدراسة بالمدارس والمعاهد الفرنسية، احتجاجا على "قرار الحكومة الفرنسية إلغاء دعمها المادي للوكالة الفرنسية لتعليم الفرنسية بالخارج مما أدى إلى التخفيض بنسبة 8 بالمائة في الميزانية المخصصة لها، ورفضا للتوجه نحو الترفيع في مصاريف الدراسة بنسبة 9 بالمائة خلال السنة الدراسية القادمة"، حسب ما أكده مملثو عدد من جمعيات الاولياء والتلاميذ، ومن نقابات المدرسين، ومن المستشارين القنصليين في رسالة مشتركة موجهة للرئيس ماكرون. كما استنكروا الانعكاسات "السلبية"، برأيهم، لقرار إلغاء عقود المدرسين الأجانب الملحقين بتونس، والاتجاه إلى انتداب مدرسين بعقود محلية، معتبرين ان "هذا النزيف الذي سيحتد بالغاء عقود جديدة للسنة الدراسية القادمة، مع صعوبة انتداب الكفاءات المناسبة محليا سيؤدي إلى تراجع مستوى التعليم وتقهقر اللغة الفرنسية في تونس"، وفق ما تضمنته هذه الرسالة التي تسلمها الرئيس الفرنسي شخصيا مساء أمس الاربعاء خلال لقاء جمعه بالجالية الفرنسية بتونس، وفق ما أفادت به جمعية أولياء تلاميذ المؤسسات التعليمية الفرنسية في تونس على صفحتها الرسمية على "الفيس بوك". وطالب أولياء التلاميذ والمدرسون المشاركون في تحرك "يوم بلا مدرسة" بالتراجع عن هذه القرارات التي "تهدد مستقبل شبكة التعليم الفرنسي في الخارج، وباتخاذ الاجراءات الكفيلة بالمحافظة عليها وتطويرها، لضمان جودتها لما فيه مصلحة الفرنكوفونية"، حسب الرسالة التي تضمنت قائمة في الجمعيات والنقابات والشخصيات الممضية عليها. وأفاد بيان صحفي صادر عن جمعيات أولياء تلاميذ ونقابات المدرسين بالمؤسسات الفرنسية بتونس، بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي الى تونس، أن حوالي 6 الاف تلميذ وأوليائهم و400 مدرس بالمؤسسات التعليمية الفرنسية بالجمهورية التونسية يستنكرون القيود المفروضة على ميزانية وكالة التعليم الفرنسي بالخارج، من خلال تخفيض ب33 مليون يورو سيضع المدارس والمعاهد الفرنسية أمام مأزق مالي حقيقي، حسب تقديرهم، معربين عن قلقهم ازاء ما يمكن أن ينجر عن ذلك من إضرار بسير عمل المنظومة التعليمية الفرنسية بالخارج. وتجدر الاشارة الى ان شبكة التعليم الفرنسي في تونس تضم حوالي 10 مؤسسات للتعليم الابتدائي والأساسي والثانوي تستقطب نحو 6000 تلميذا بين تونسيين وأجانب. يذكر ان أكبر نقابة لاساتذة التعليم الثانوي في فرنسا (الاتحاد الوطني لأساتذة الثانوي) كانت دعت في نوفمبر الماضي 500 مدرسة فرنسية موزعة في دول العالم الى الاضراب احتجاجا على خطة لخفض ميزانيات هذه المدارس وعدد اساتذتها، ولمطالبة الحكومة الفرنسية بالتراجع عن هذا القرار.