مقتل تونسي برصاص فرنسي في مرسيليا.. رابطة حقوق الإنسان تطالب السلطات الفرنسية بفتح تحقيق جدّي    بطولة العالم للكرة الطائرة أكابر: المنتخب التونسي يشد الرحال اليوم الى الفليبين    تصفيات المونديال: تشكيلة المنتخب الوطني في مواجهة نظيره الليبيري    في أيّ موسم من فصول السنة وُلد رسولنا؟    بطولة كرة اليد: النتائج الكاملة لمنافسات الجولة الثالثة ذهابا والترتيب    الأولمبي الباجي: أجنبي يعزز الفريق .. ومباراة ودية في البرنامج    أفغانستان: أكثر من 2000 قتيل جراء الزلزال    بحضور 30 دولة ومشاركة أكثر من 100 مؤسسة ناشئة.. تونس تختضن تظاهرة "بيغ تاك أفريكا"    أختتام مهرجان القناع المسرحي في المحرس    بورتريه : نيكولاس مادورو ....قاهر الأمريكان    حجز عُلب حليب أطفال مهرّبة بهذه الولاية    توقيع مذكرة تعاون بين اتحاد الغرف العربية ومعهد العالم العربي بباريس    الزهروني: الإطاحة بمنحرف روع المتساكنين بالسرقة بالنطر    زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    تصفيات مونديال 2026 (منطقة إفريقيا) – الجولة السابعة.. الغابون تسحق السيشال برباعية نظيفة    31 شهيدا بينهم أطفال في قصف ونيران الاحتلال في عدة مناطق بقطاع غزة..# خبر_عاجل    جريمة بشعة: أم تقتل رضيعها وتلقيه في القمامة ثم تذهب للتسوق!    رمضان 2026 في قلب الشتاء و أعلى فترات تساقط الثلوج إحصائياً    وكيل الجمهورية الفرنسي: اضطرابات نفسية وراء حادث الطعن...ولا شبهة إرهاب    بعثة اقتصادية وتجارية لشركات ناشئة تونسية تتحول الى عاصمة الكنغو الديمقراطية كنشاسا    اليوم..الدخول مجاني لجميع المواقع الأثريّة والمعالم التاريخيّة والمتاحف..    وزيرة الأسرة تكرّم 60 تلميذا وطالبا من أبناء مؤسسات رعاية الطفولة المتميّزين بالسنة التربويّة 2025-2024    ''كان يمكن نزع سلاحه بدل نزع حياته'': تعليق ناري من بن صالحة على مقتل تونسي بفرنسا    قائمة الدول الأغلى عالميا: الحياة فيها مكلفة جدّا    ترامب ينظم عشاء لأقطاب التكنولوجيا ويستثني أكثرهم ثراء    توزر قطب وطني للتكوين في المستشفى الرقمي    طقس اليوم: سماء قليلة السحب بأغلب المناطق    وزارة الصناعة تقرر إحداث لجنة مشتركة تتولى دراسة وضعية محطات ضخ المياه بالمناطق الصناعية حالة بحالة    مقتل 15 شخصا بعد خروج القطار الجبلي الشهير في لشبونة عن مساره    فيلم "صوت هند رجب" يهزّ مهرجان فينيسيا بعرضه العالمي الأول    الندوة المولودية 53: الاجتهاد المقاصدي والسّلم المجتمعي في ضوء السّيرة النبوية"    بنزرت الجنوبية .. وفاة إمرأة إثر تعرضها لصعقة كهربائية    مؤسسة UR-POWER الفرنسية تعتزم الإستثمار في تونس    تعاون مشترك في أولويات التنمية    مجلس وزاري مضيق حول حوكمة وتحسين جودة المنظومة الصحية    هذه الولاية تحتل المرتبة الأولى وطنيا في إنتاج "الزقوقو"    باحثون مصريون يطورون علاجا واعدا للأطفال المصابين بالتوحد    الريحان والفلفل والعسل.. السلاح الطبيعي ضد السعال والبرد    تمديد مرتقب للصولد الصيفي أسبوعين إضافيين قبل غلق الموسم!    بمناسبة المولد النبوي: الدخول مجّاني الى هذه المواقع..    تصفيات كاس العالم 2026: المنتخب التونسي من اجل قطع خطوة اضافية نحو التاهل للمونديال    زغوان: تسجيل إصابة ثانية بمرض "حمّى غرب النيل" منذ اوت المنقضي    مفتي الجمهورية: الإحتفال بالمولد النبوي حلال    عاجل/ نتائج الحملة الوطنية المشتركة لمراقبة المستلزمات المدرسية..    عاجل/ تأجيل انطلاق أسطول الصمود لكسر الحصار على غزة..وهذه التفاصيل..    شيرين تعتذر من ياسر قنطوش    هام/ كميّات الأمطار المسجّلة بعدد من مناطق البلاد..    اليوم: أمطار متفرقة في المناطق هذه...وين؟    المولد النبوي: مِشْ كان احتفال، تعرف على السيرة النبوية...منهج حياة ودروس خالدة    شوف الماتشات القوية في بطولة كرة اليد اليوم    هيئة الصيادلة: الأدوية الخاصة بهذه الأمراض ستكون متوفّرة خلال الأسبوع المقبل    الزهروني: مداهمات أمنية تطيح بمجرمين خطيرين محل 17 منشور تفتيش    تظاهرة "سينما الحنايا" يوما 6 و7سبتمبر الجا ري    وزارة التجهيز تعلن عن فتح الممر تحت الجسر على الطريق المحلية رقم 541 الرابطة بين جبل الجلود ولاكانيا    قفصة: حجز 40 كلغ من الحلويات المستعملة في عصيدة الزقوقو    أسرة الفقيد الشاذلي القليبي تهب مكتبته الخاصة لدار الكتب الوطنية    العالم يشهد خسوف كلي للقمر..وهذا موعده..#خبر_عاجل    صيف المبدعين ..الشّاعرة لطيفة الشامخي .. الكُتّاب ،سيدي المؤدّب وأوّل حِبْر عرفته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بتهمة الإخوان المسلمين الجاهزة لكل خصومهم واعدائهم: "أمه يهودية"!
نشر في الجريدة التونسية يوم 05 - 03 - 2018

يحب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أن يخوضوا صراعاتهم السياسية من منطلق التكفير والتخوين والإقصاء، لأنه –وباعتقادهم- فإن الجماعة وحدها من يحتكر الدين الصحيح. ولذلك يعتبر أفراد الجامعة أن من يختلف عن منهجهم السياسي، يكون قد اختلف معهم في الدين، أو أنه يحارب الدين، بل ويصرون على تلك التهمة، حتى وإن رؤوا من يختلف معهم وهو يؤدي كل الطقوس الدينية.
ولذلك يرى المتابع لمنصاتهم الإعلامية، أن لديهم تهمة جاهزة لكل من يختلف معهم، خصوصًا من الأنظمة التي يعارضونها، وأقل تلك التهم أن يشيعوا بأن "أم الرئيس يهودية"، وأن الرئيس الذي يعارضونه يظل متنكرًا فقط بالإسلام، وأنه في الحقيقة يتبع دين أمه، كون الديانة اليهودية تمنح من جهة الأم.
وإذا راجعنا تهمهم سنجدها تمتد من بدايات نشأة الجماعة، فالإخوان في البداية تحالفوا مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ولما اختلفوا على من يحكم مصر، وخاضوا بينهم صراعات سياسية، حاولوا تصفيته جسديًا في حادثة المنشية، ولمّا فشلت المحاولة -التي أدت إلى قمعهم- حاولوا اغتياله معنويًا بأن قالوا: "أمه يهودية"، على الرغم من أن الرئيس جمال بن عبد الناصر بن حسين بن خليل بن سلطان التميمي ينتمي لقبيلة بني تميم من "بني مرة" العربية، وأهله معروفون في قرية "بني مر" التابعة لمحافظة أسيوط، التي ولد فيها؛ أمه وأبوه وأجداده معروفون لكل سكان القرية.
إلّا أن البروباغندا الإخوانية، دائمًا لا تهتم سوى بأنساب من يتخاصمون معهم،. تماما كما فعل الاخوان في تونس مع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة حيث اتهم القيادي في حركة الاتجاه الاسلامي والنهضة الرئيس بورقيبة بانه من أصل يهودي .
قبل قيام دولة إسرائيل على أراضي فلسطين، كان اليهود يعيشون كأقليات في الدول العربية، ويتمتعون بحقوق المواطنة كافة، مما جعل الإخوان يستغلون تلك الميزة، بإحالة أي من خصومهم إلى فكرة أنه تربى في صغره داخل أحياء اليهود، ثم أعلن إسلامه لكي يحارب جماعة الإخوان ويعمل لصالح اليهود!
فحتى ألد أعداء إسرائيل من الزعماء العرب كانوا هدفًا لهذه الدعاية، مثل عبد الناصر الذي كان أول من أمد الفلسطينيين بالسلاح، وفتح لهم مخازن الجيش المصري، وحولهم من لاجئين إلى فدائيين، وأكثر من حرض عالميًا وباستمرار ضد إسرائيل.
وياسر عرفات الذي رفع شعار الكفاح المسلح لتحرير فلسطين حتى اغتيل بالسُّم في عهد شارون، ولكن تلك النضالات لم تستثنِ الزعيمين من تلك التهم، فقد أشاع الإخوان أن ياسر عرفات من أم يهودية، بعدما تأسس فرع لجماعة الإخوان في فلسطين، وبدأوا ينافسون منظمة التحرير على مد شعبيتهم بين الفلسطينيين، فاستخدموا بداية شعار التكفير بأن قالوا إن المنظمة بكل أفكارها وفصائلها علمانية، وأنها ضد الإسلام، في الوقت الذي كانت فيه المنظمة تخوض حروبًا ضد دولة الاحتلال سواء من لبنان أو الأردن، أو من داخل الأرض المحتلة.
وبعد عودة المنظمة إلى فلسطين، بدأت وشوشاتهم تزيّف نسب رئيسها، حتى اقتنعوا بالفكرة. إلّا أن البعض منهم راجع مواقفه بعد استشهاده، ربما لأن ورقة الشائعة احترقت، ولم يعد هناك من يصدّقها.
على الرغم من الفارق بين اليهودي والصهيوني (فاليهودية هي دين مثل باقي الأديان السماوية، لا تعتبر تهمة، بعكس الصهيونية التي تحاول ضم اليهود لاحتلال أرض عربية) إلا أن هذا التصنيف الإخواني يضع الحد الفاصل بين من هو إنسان يهودي يُعامل بحسب إنسانيته وليس دينه، وبين الصهيوني الذي يحتل أرض فلسطين ويسطو عليها بالقوة المسلحة على حساب سكانها الأصليين.
إلّا أن الإخوان يحاولون الخلط بين الأمرين ليبقى الصراع بين إسرائيل والعرب صراعًا دينيًا، ومن أجل أن يتصدروا المشهد والزعامة السياسية، لأنهم الوحيدون الذين يرفعون شعارات دينية.
فهم يحاولون وضع أي مخالف لهم في خانة اليهود، حتى يغرروا بعناصر التنظيم لشحن عواطغهم الدينية، بإعلان الجهاد وإشاعة الإرهاب ضد الحكومات والأنظمة التي يطمحون إلى الحلول مكانها.
فقد كان الإخوان أول من تحالف مع الرئيس الليبي معمر القذافي، ولكن بعد انقلابهم عليه، اتهموه بأن أمه يهودية، دون أن يجيبوا عن السؤال: "ولماذا تحالفتم معه من قبل؟". وكذلك الأمر مع الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، فهم اليوم شبه متأكدين من أن أمه يهودية، ويفتون بضرورة قتله، وإعلان الجهاد ضده، وضد النظام الذي يرأسه، وضد الجيش الذي يقوده!
ويتناسون أنه وفي عهد الرئيس الإخواني محمد مرسي، رُقّيَ عبد الفتاح السيسي إلى وزير للدفاع، وكانوا يومها يكيلون له المديح باعتباره "وزير دفاع بنكهة الثورة"، أما بعد الثورة الشعبية التي حدثت ضد مرسي، ومطالبة الملايين للجيش بالتدخل، فقد انقلب موقف الإخوان 180 درجة، وأخرجوا من أرشيفهم ورقتهم الشهيرة وقالوا "أمه يهودية"!.
وهو ما تكرر أيضًا مع الرئيس السوري بشار الأسد، إذ ينتشر على مواقع الإخوان شائعات بأن الرئيس السوري ذو أصول يهودية تعود إلى يهود أصفهان في إيران، ويذكرون كذلك الكثير من الأدلة التي تثبت وجهة نظرهم، مثل أنه "أشقر وعيونه زرقاء"!
بينما وبالعودة إلى ما قبل 2011، فقد كان الإخوان من أشد حلفاء النظام السوري، وكانوا محسوبين كأهم حلفاء سوريا، وما زالت تسجيلات القرضاوي في مديح الرئيس السوري متداولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.