في مثل هذا اليوم من عام 2016 رحلت عن عالمنا أول نقيبة للصحفيين التونسيين بعد الثورة وهي الراحلة نجيبة الحمروني. وُلدت نجيبة الحمروني في العاشر من ماي 1967 بمدينة البطّان التابعة لولاية منوبة غربي تونس العاصمة. بدأت نجيبة الحمروني تعليمها الابتدائي بمدينة البطّان، والثانوي بمدينة طبربة. وبعد حصولها على شهادة البكالوريا اختارت دراسة الإعلام بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس، حيث تخرجت أواسط تسعينيات القرن الماضي. بدأت الحمروني رحلتها مع الصحافة ضمن يومية "الصباح" الخاصة، وبعد ست سنوات من العمل بهذه الجريدة مع عدد من رواد الصحافة بتونس انتقلت للعمل بمركز المرأة العربية للدراسات والبحوث (كوثر). في 13 جانفي 2008 انتخبت الحمروني لعضوية أول مكتب تنفيذي لنقابة الصحفيين التونسيين، التي تأسست على أنقاض جمعية الصحفيين، وفاز خلال هذا المؤتمر التيار المستقل -الذي كانت الحمروني من بين أعضائه- بأغلبية مقاعد المكتب التنفيذي، وهو ما أثار حفيظة نظام بن علي. وخلال جويلية 2009 تولت الحمروني أمانة مال النقابة بعد استقالة أربعة من أعضاء المكتب التنفيذي بأوامر من السلطة ضمن خطة مسبقة أعدها النظام للانقلاب على النقابة. وفي أوت من العام نفسه، نظمت السلطة الحاكمة ما وصف بالانقلاب على المكتب التنفيذي للنقابة، بعد أن نظم صحفيون موالون لها مؤتمرا استثنائيا أفضى إلى تشكيل مكتب تنفيذي جديد بقيادة موالية لنظام بن علي. ورفضت نجيبة الحمروني وثلة من زملائها الاعتراف بنتائج هذا المؤتمر، بوصفه مؤتمرا انقلابيا، وواصلوا فضحهم ممارسات النظام القمعية ضد حرية الصحافة والتعبير. وتعرضت إلى مضايقات أمنية شديدة بسبب إصرارها على موقفها الرافض لمخرجات المؤتمر الذي وصف بالانقلابي. بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي تم انتخاب نجيبة الحمروني رئيسة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في شهر جوان 2011. مثلت الراحلة نقابة الصحفيين في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي التي تم تكوينها عقب سقوط نظام بن علي لتأمين المرحلة الانتقالية في تونس نحو الديمقراطية. وفي عهدها نفذت النقابة إضرابين عامين في قطاع الصحافة (الأول في 17 أكتوبر 2012، والثاني في 17 سبتمبر 2013) على خلفية المطالبة بتفعيل المرسومين 115 و116 اللذين ينظمان قطاع الإعلام في تونس، وتنديدا بما اعتبرته النقابة استهدافا لحرية التعبير والصحافة. وحقّق قطاع الإعلام في تونس خلال فترة رئاسة الحمروني نقابة الصحفيين جملة من المكاسب، لعل أهمها تركيز الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي والبصري، كما تم تفعيل المرسومين 115 و116.