أفاد تقرير للأمم المتحدة نشرته ''رويترز'' الثلاثاء بأنه يجري تهريب الصواريخ المضادة للطائرات التي تحمل على الكتف من ليبيا إلى تشادوماليوتونس ولبنان وربما إلى جمهورية إفريقيا الوسطى وأن محاولات جرت لإرسالها إلى جماعات المعارضة السورية. وقالت لجنة مستقلة من الخبراء تراقب العقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة تشمل حظرا على الأسلحة منذ بدء الانتفاضة على الزعيم المخلوع معمر القذافي في عام 2011 إنه اتضح أن الأسلحة التي تعرف باسم نظام الدفاع الجوي المحمول التي عثر عليها في مالي وفي تونس ''كانت جزءا من ترسانات الجماعات الإرهابية''. وقال الخبراء في تقريرهم النهائي المقدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ''بالرغم من الجهود التي تبذلها ليبيا وبلدان أخرى لحصر أسلحة نظام الدفاع الجوي المحمول في ليبيا وتأمينها تشير مصادر اللجنة إلى أن آلافا من هذه الأسلحة لا تزال متاحة في ترسانات تسيطر عليها مجموعة كبيرة من الفاعلين من غير الدولة الذين لديهم علاقات محدودة أو ليس لديهم علاقات مع السلطات الوطنية الليبية''. وأضاف الخبراء ''وثقت اللجنة إلى الآن تحويلات صواريخ نظام الدفاع الجوي المحمول الليبية وغيرها من صواريخ أرض جو قصيرة المدى... في تشادوماليوتونس ولبنان وربما في جمهورية إفريقيا الوسطى (ولا تزال الحالة الأخيرة قيد التحقيق)'' وقال خبراء الأممالمتحدة إن ليبيا أصبحت مصدرا رئيسيا للأسلحة لجماعات المعارضة السورية بسبب ''التعاطف الشعبي مع المعارضة السورية والمخزونات الكبيرة المتاحة من الأسلحة وغياب أجهزة تنفيذ القانون وجيل جديد من تجار الأسلحة المحليين ظهروا أثناء الانتفاضة الليبية''. وأضاف التقرير الذي يغطي العام الماضي ''أشارت المصادر للجنة إلى أن الجمهورية العربية السورية نفسها تتحول إلى مصدر لانتشار الأسلحة لدول من بينها العراق وإيران''. وقالت اللجنة إن الأسلحة التي عثر عليها على متن السفينة (لطف الله 2) التي ضبطتها السلطات اللبنانية في عام 2012 ''تثبت أنه كانت هناك محاولات لتحويل صواريخ نظام الدفاع الجوي المحمول إلى المعارضة السورية من ليبيا''. وقال الخبراء ''اللجنة لديها ما يدعو للاعتقاد بأن بعض تحويلات الأسلحة والذخيرة التي حدثت منذ نهاية الثورة تنتهك الحظر المفروض على الأسلحة.''وأضافوا ''تلك التحويلات تقوض جهود السلطات الليبية لبناء آلية للشراء شفافة وتخضغ للمساءلة''. وأبدى خبراء الأممالمتحدة قلقهم من تدفق الأسلحة إلى السوق المدني الليبي في انتهاك للحظر المفروض على الأسلحة. ووجد التقرير أن عددا من المتاجر تبيع أسلحة خفيفة علانية وأن الأسلحة المعروضة جديدة. وقال الخبراء ''تجار التجزئة فسروا أن معظم المواد الجديدة تم شراؤها من تركيا نظرا لتدني سعرها'' وأضافوا أن تركيا تتحرى هذه المزاعم. وأضافوا أن ''الأسلحة الجديدة يتم الإعلان عنها كذلك من خلال صفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مخصصة للتجارة بين الأفراد''. وأعلنت إدارة فيسبوك وخدمة انستاجرام لتبادل الصور التابعة لها الأسبوع الماضي أنهما ستقومان بحذف الرسائل التي تعرض شراء أو بيع أسلحة دون تحريات مرجعية. وقال تقرير لجنة الخبراء ''المسدسات والذخيرة المرتبطة بها لا تزال هي الأسلحة المفضلة''. وأضاف ''ومن ثم فإن استيراد هذه المواد نشاط مربح والأسلحة المضبوطة التي كانت في طريقها إلى ليبيا في عام 2013 تعكس بوضوح ذلك الاتجاه''.