الجريدة إبراهيم بوغانمي مُنيت أحزاب عديدة ترشحت في الآن نفسه في الانتخابات التشريعية والرئاسية بهزيمة واضحة في السباق التشريعي وتتعلق في قادم الأيام بالسباق الرئاسي على غرار الحزب الجمهوري والتحالف الديمقراطي والحركة الدستورية والمؤتمر من أجل الجمهورية والمبادرة الوطنية الدستورية. والسؤال هل بقيت هناك جدوى من بقاء السادة أحمد نجيب الشابي وكمال مرجان ومحمد الحامدي وعبد الرحيم الزواري والمنصف المرزوقي في السباق نحو قصر قرطاج. هؤلاء تبين أن أحزابهم لا تتمتع بالعمق والامتداد الشعبي الضروري وإلا لما كانت نتائجهم هزيلة في الانتخابات التشريعية. ورئيسنا القادم هذه المرة سيتم انتخابه بالاقتراع المباشر أي مباشرة من المواطنين وهم نفس المواطنين الذين قرروا في التشريعية فهل نتوقع أن يقرر نفس هؤلاء المواطنين في الرئاسية عكس ما قرروا في التشريعية. ولأن ''ساستنا'' الجهابذة كثيرا ما يقارنون وضعنا السياسي بما عاشته الديمقراطيات الغربية حتى وصل بعضهم إلى المقارنة مع السويد وفنلندا فضلا عن ألمانياوفرنسا الحاضرتيْن دائما في نظريات المقارنة, لذلك سنعود بكم أيها المترشحون للرئاسية والخاسرون في التشريعية إلى الماضي القريب في فرنسا عندما مُني زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي ليونيل جوسبان في انتخابات 2002 بهزيمة نكراء أمام منافسه جاك شيراك منذ الدور الأول فاختار الانسحاب نهائيا من الحياة السياسية. وهذا يفسر النفسية المتأزمة التي دخل بها الحزب الاشتراكي الانتخابات التشريعية التي جاءت مباشرة إثر الانتخابات الرئاسية رغم محاولات التعبئة الشعبية اليائسة فدخلها ''الاشتراكيون'' بروح المنهزم سلفا وكانت تلك الروح في الحقيقة الأكثر التصاقا بالواقع والأكثر وفاء للمعادلات السياسية والانتخابية فلماذا لا يكون مرشحو الرئاسة في تونس السالف ذكرهم أكثر التصاقا بالواقع ووفاء للمعادلات الانتخابية بعيدا عن الوهم والتعنت أم تُراهم يبتدعون معادلة جديدة خاصة بالحالة التونسية ؟؟