الديغولية... فكر في السياسية.. لكنها أسلوب في الحكم أيضًا.. تشكل منها اليمين... واستفاد منها اليسار، صنعت رموزًا.. وأوجدت قيادات. عندما تضيق السبل بالفرنسيين يتخذون من الديغولية ملجأ.. قرأ شيراك تفاصيلها.. في تراث ديغول وسياسة بومبيدو.. فعارض ميتران مبكرًا.. وناكف جوسبان لاحقًا مرض الحزب الاشتراكي.. فأصيب الفرنسيون بالصداع أنشأ شيراك «الحركة الشعبية».. غازل شعبًا.. أرهقته الاشتراكية فحنّ لعهد الجنرال.. أحبّ شيراك.. وصعد به إلى سدّة الرئاسة.. *** السياسة الفرنسية... تقوم على خصومة بين ستة أحزاب لكن التداول على الحكم.. بين حزبين فقط يصعد الاشتراكيون لبرهة.. ويظل الديغوليون لفترة أطول.. عاش اليسار الفرنسي.. يرتب أوراقه وقضى اليمين.. في ترتيب دفاتر الحكم حمل الاشتراكيون... حلم الوحدة الأوروبية فسابقهم اليمين.. إلى بروكسيل.. في السياسة.. ليس المهم أن تكون لديك إرادة.. بل أن تعرف طريق التنفيذ.. *** في فرنسا.. يمكنك التمييز بين الأجندات فالعنصرية.. مضغة فاسدة في أفواه الفرنسيين والديغولية.. إرث فرنسا ومرجعيتها.. والخضر.. حزب «لتعديل» الانتخابات وليس للمعارضة.. والاشتراكيون.. الملح الذي لا بد منه للسياسة الفرنسية وجاك شيراك.. «جنتلمان» فرنسا في السياسة وأناقتها.. التي ضيّعها الاشتراكيون وهدوءها.. الذي أفسدته أعصاب السياسة الدولية وتقلباتها.. *** السياسة.. مثل لعبة كرة القدم.. ليس بوسعك أن تكون فائزًا.. على طول.. وشيراك... صعد السلم درجات خاض معارك.. مع خصوم شتى أتعب ميتران.. خاصم جيسكار ديستان أسقط جوسبان من عنقود السياسة الفرنسية حل البرلمان.. أضعف الحكومة ظن أن الرئاسة.. تجُبّ ما قبلها فسبقته «لعنات» العمدة.. إلى المحاكم ليجد كرة الثلج تتدحرج.. باتجاه تاريخه السياسي.. *** القضاء في فرنسا.. أعلى من الرئاسة والرئاسة... مفتاح من دائرة واحدة يتحكم في البرلمان... ولا يطال الحكومة أما الصحافة... فذات أنف طويل تحشره... في الشأن الرئاسي فيبدأ الرئيس.. في الهبوط من سلّمها تقترب من حياة السياسيين.. فتفسد عليهم.. نعاسهم.. وتحيل جنتهم.. إلى جحيم ظن شيراك... أن ملف «عمدة باريس».. جزء من التاريخ لكن القضاء... حركه.. والإعلام... تحرك به.. ليجد الرئيس الديغولي نفسه في قفص المتهمين بين نيران الصحافة.. وجحر القضاء وعيون الفرنسيين.. التي لا ترحم.. *** حواء في الحب.. امرأة ناعمة وفي السياسة... مثل النيران الصديقة.. الأفضل لك.. أن تستلطفها من أن «تشخط فيها»... أخرج جوسبان من الحزب الاشتراكي... شوكة ورمى بها... في ملعب الرئيس الفرنسي ظل شيراك... يعاني من سيغولين روايال فلا هو نجح في نزعها.. من حلق السياسية الفرنسية.. ولا هي كانت مهيّأة للكسر... وعندما أحيل الرئيس على «الحساب» قال رفيقه (ساركوزي).. تصريحاتي... غير قابلة للصرف لكن سيغولين ربطت... بين الخوف على فرنسا... ومحاكمة شيراك.. *** طوّر شيراك الخطاب الفرنسي... فحوّله من فكر سياسي... إلى شعر جميل... عناوينه ديغولية.. وجمله يسراوية... في عهده... استعاد العرب... ليالي الأنس.. في باريس.. واشتدّ عود الفرنكفونية فُتح قصر الإليزي... لياسر عرفات وتردد عليه... رفيق الحريري... اختلف مع إسرائيل.. ولم يلتق مع بوش الابن.. وصفه العرب ب«الصديق الأخير» في الغرب بكى عليه اللبنانيون... ولم يفرح السوريون لمغادرته الرئاسة برع الرجل في توزيع... شهادات التقدير... حسب الطلب ودبلومات النجاح... على المقاس العالمثالثي فاستحق صداقة.. الرؤساء.. ولم تغضب عليه... الشعوب.. *** الحصانة... وصفة غير دائمة يمكن أن تنصفك عقودًا ولكنها لا تستمر دهرًا... غادر شيراك... قصر الرئاسة باتجاه «بيت الحريري».. في باريس غير أن لوائح التهم لاحقته بعنوان «العمدة» فيما القضاء يهيء لوائح «الرئاسة» ليكون شيراك... والديغولية