حادت الانتخابات الليبية عن كل التوقعات فبالرغم من أن كل المراقبين الغربيين والعرب كانوا يرشحون حزب العدالة والبناء الإسلامي للفوز بأغلبية المقاعد في المؤتمر الوطني العام بليبيا، في صورة شبيهة بنتائج حركة النهضة في تونس والحرية والعدالة في مصر وحزب العدالة والتنمية في المغرب، إلا أن تحالف القوى الوطنية "الليبرالي" كسر قاعدة فوز الأحزاب الإسلامية في انتخابات ما بعد الربيع العربي للمرة الثانية بعد حالة جبهة التحرير الوطني في الجزائر. وحسب بعض الصحف فاٍن هناك قراءات مختلفة لهذه الانتخابات ف''واشنطن بوست'' الامريكية في مقال تحت عنوان ''الربيع العربي وصعود الاسلاميين'' أشارت الى أن الانتخابات الليبية الاخيرة أدت الى انتخاب حكومة معتدلة نسبيا موالية للغرب'' ووضحت الصحيفة انه ''اذا نجحت حكومة محمد جبريل في السيطرة على الميليشيا المتفرقة واقامة ديمقراطية حقيقية ستكون ليبيا هي الاستثناء الوحيد للربيع العربي حيث انتخبت كل من تونس والمغرب وهما من أكثر الدول انتهاجا للمبادئ الغربية حكومات اسلامية'' وبينت الصحيفة أن ثورات العام الماضي لم يكن'' ربيعا عربيا'' بل ''صعودا للإسلاميين'' فقد شهدت مصر اجتياحا اسلاميا مع فوز جماعة الاخوان المسلمين بمنصب الرئاسة ونصف مقاعد البرلمان بينما فازت الجماعات الاسلامية المتشددة ب25 بالمائة من المقاعد. وفي نفس السياق وتحت عنوان '' تقدم ليبي'' تناولت صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' في افتتاحيتها النتائج الاولية لانتخابات المؤتمر الوطني الليبي وأشارت الصحيفة الى أن نتائج الانتخابات جاءت مخالفة للسائد في المنطقة وذلك بتقدم الاحزاب الليبرالية وتراجع الاسلاميون على خلاف ما وقع في دول ما سمي ب''الربيع العربي''. فبعد المد الاسلامي الذي اجتاح عدد من الدول العربية هل يمكن القول أن الانتخابات الليبية وضعت بداية تراجع هذا المد أم أن ليبيا ستكون استثناء لدول الربيع العربي.