في الوقت الذي تشهد فيه العديد من الولاياتالتونسية احتجاجات عارمة حيث تعيش كل من القصرينوسيدي بوزيدوقفصة حالة من الاحتقان ، مسيرات ومظاهرات واعتصامات مفتوحة وإضراب جوع احتجاجا على مطلبين أساسيين وهما التشغيل والتنمية ...اختار رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي منذ اواخر شهر سبتمبر والى اليوم التجول من بلد الى بلد بين امريكا والبيرو والسينغال واليوم يتحول الى جمهورية مالطا ضاربا مطالب الجهات الداخلية المحرومة وحقها في التشغيل والتنمية عرض الحائط علّه ينجح ربما في تحسين صورة تونس في الخارج .. وتناسى رئيس الجمهورية المؤقت انه كان عليه ان يتجول في هذه المناطق المحرومة التي تعاني الاقصاء والتهميش والاستماع الى مشاغل شبابها المعطل عن العمل والفاقد للقمة العيش والمضرب عن الطعام من اجل الدفاع عن حق من حقوقه لحفظ كرامته التي من اجلها قامت الثورة عوض التجول بين مسارح نيويورك وليما وغيرها حاملا اسطوانة تبريرات للوضع المتوتر في تونس . ان المتأمل لنشاط رئيس الجمهورية المؤقت يلاحظ تعدد زياراته الخارجية واهتمامه بالقمم العربية والأجنبية والابتعاد عن مشاكل التونسيين في المناطق الداخلية المحرومة والتي نفذ صبرها وانتفضت معلنة عن انتفاضتها في الوقت الذي تندد فيه بسياسة الاقصاء والتهميش فإنها لا تجد سوى التجاهل والإقصاء واللامبالاة. وقد أعلنت مدينة تالة من ولاية القصرين ليلة امس ان "تالة تريد الثورة من جديد" وانتفضت سيدي بوزيد اليوم واطردت الوالي وتهدد ولاية قفصة بإضراب عام ..وتبحث هذه المناطق عن رئيس الجمهورية فتجده يعدّ العدة للسفر. وما يثير نقطة استفهام كبيرة.. اليس من الاجدر ان يتجول الرئيس داخل هذه المناطق التي تشتعل غضبا دون ان تحرك الحكومة ساكنا ولا يجد اهالي هذه المناطق المحرومة المحتجين سوى الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي كردّ على مطالبهم. فهل يكون ذلك تحقيقا لأهداف الثورة وترسيخا لمبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان التي رفعت شعاراتها منذ 14 جانفي ..