نشرت "الخبير" يوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 في قلب الصفحة الأولى خبرا زائفا يخصّني صيغ بأسلوب مخابراتي مع تساؤلات فيها حكم باطل على النوايا. ثم نجد في الصفحة الثانية تفاصيل الخبر والتساؤلات بقلم "الأخصائي النفساني يسري الدالي"... وفي ما يلي الردّ الذي أرجو أن يحملكم على الاعتراف بالخطأ والاعتذار في نفس المواضع من "الخبير" إذ من الغريب أن تتبنّى جريدتكم مثل هذه الأخبار الزائفة دون تثبت. أولا : إن تدخل كاتب الخبر هاتفيا في حصة إذاعة شمس آف آم يوم الجمعة لم يكن واضحا لحصول تشويش في الصوت وبالتالي لم أتصوّر مطلقا أنه يقصدني شخصيا بالخبر وإنما يرغب في معرفة موقفي من "حكومة الظل" التي وصفتها في ردّي بالوهمية. ثانيا : لا علم لي بوجود مكتب لرجل الأعمال الذي عناه بسكرة ولا يمكن إذن أن أكون قد زرته مطلقا. ثالثا : يدعي صاحب الخبر أن هذه الزيارة الوهمية حصلت يوم 16 سبتمبر 2011 على الساعة التاسعة والنصف صباحا، أي في الوقت الذي كنت ألقي فيه محاضرة افتتاح ندوة حول دور الشباب العربي في الانتقال الديمقراطي من التاسعة إلى الحادية عشرة بنزل سيدي الظريف ومنها مباشرة إلى وزارة التربية حيث استقبلت وفدا من البرلمان الألماني. رابعا : أسأل صاحب السؤال محرر الخبر و"الأخصائي النفساني" لماذا يتعمّد نشر خبر زائف زيفا مطلقا وبأسلوب كان يستعمله الجهاز المخابراتي لبن علي لتشويه الناس باطلا. خاصة أن هذا النوع من الأخبار الزائفة وبهذا الأسلوب يعتبر ثلبا يدخل تحت طائلة القانون ؟ إيحاؤك سيّدي الوزير بأننّي عنصر مخابراتي لبن علي سابقا لن ينطلي على أحد! سيّدي الوزير، أنا لست سياسيّا ولا أريد أن أكون كذلك، ولو راجعت ملفّي الإداري بإدارة المدارس والتكوين للأمن الوطني طيلة العشرين سنة التي قضيتها بالأمن لتأكّدتَ أنّني لم أكتب قطّ تقريرا مخابراتيا في أيّ شخص كان، وأنّني لم أعمل أبدا في هذا المجال ولم يكن يستهويني على عكس جلّ الأمنيين ومعهم بعض عناصر المجتمع المدني والصحافيين والسياسيين والجامعيين ورجال الأعمال وقلّة من الحقوقيين. سيّدي الوزير لقد جاء في ردّك أنّني تدخّلت هاتفيا في حصّة شمس أف أم يوم الجمعة، والحال أنّ الحصّة كانت يوم الإثنين 19 ديسمبر 2011 وهذا سهو وخلط في التواريخ يقع، فأنت لم تتذكّر تاريخ الحصّة الذي لم يتعدّ عليه الأربعة أيام، فاعذرني إذا أوردت تاريخ 16 سبتمبر والحال أنّه يوم 24 سبتمبر، ولي قرينة في ذلك، أمّا عن حصول تشويش في الحصّة زمن تدخّلي منعك من الإصغاء إلى تدخّلي فهذا غير صحيح سيدي الوزير لأنّ كل من إستمع إلى الحصّة وإلى تدخّلي فهم سؤالي واستنكر إجابتك وأنت وزير للتربية وناطق رسمي في الحكومة المستقيلة، وكان عليك أن تنفي ما قلته لك في الحين وليس بعد إصراري على توضيحات منك بجريدة الخبير وبعد أخذ الوقت الكافي للإجابة والردّ. وعلى أيّة حال سيدي الوزير، أنا بشر وأنت بشر والبشر خطّاء بطبعه، ويمكن لقرينتي أن تكون مخطئة بشكل أو بآخر لكن بنسبة ضئيلة جدّا(وإلاّ ماكنت لأوردها)، وإذا كان الحال كذلك فأنا أقدّم لك إعتذاراتي، أمّا إذا كنتَ قد نسيتَ مواعيدك في شهر سبتمبر، أنت الذي نسيتَ تاريخ الحصّة بعد بثّها بيومين، فإنّني أوضّح للعموم أنّني لم أتّهمك بسوء ولا بخيانة ولا بجريمة، فقط سألتك عن سبب زيارتك لمكتب السيد كمال اللطيف وعلّه كان من الأحق أن أضيف في سؤالي إن كنت قد زرته... سيدي الوزير، إنّ إيمانكم بالديمقراطية، وبمبدإ الحرية التي قامت من أجله الثورة، من المفروض أن يجعلكم تشجّعون صحافة التحرّي والتقصّي والمناورة الحقّة، وأن تتعاملوا معنا باحترافية وجدّية ورحابة صدر وسعة بال، لا أن تتهموننا بالأساليب المخابراتية على شاكلة أجهزة بن علي وتتّهموننا بالثلب وغيره، فالمسؤول السياسي والحقوقي والديمقراطي الحرّ يقبل السؤال مهما كانت إيحاءاته، وعليه بحنكة السياسي أن يجيب عليه دون تجريح ولا تهجّم ولا تهديد مثلما كان السؤال دون ثلب ولا تجريح ولا تهديد...