"المطلوب من الحكومة مراجعة العديد من القوانين وخاصة الديوانية منها...وإلا فإننا مقبلون على الهاوية" الدكتور محمد الأوساط العياري:" أضع علمي وخبرتي على ذمة تونس بهدف واحد وهو إنقاذ الاقتصاد من كارثة"... بسرعة البرق إجتمع صحافيون بمقر مجموعة G.M.T في ندوة صحفية لم يخطط لها أحد...ولعّل وجود العالم التونسي الدكتور محمد الأوسط العياري بمقر المجموعة هو الذي زرع الفضول لدى كافة الزملاء فذهبوا ليعرفوا حقيقة العلاقة بين عالم فضاء له وزنه في وكالة "النازا" الأمريكية ورجل أعمال وصناعة تونسي؟! العراقيل كانت كثيرة في بداية قال الدكتور محمد الأوسط العياري:" إن ما يجمعنا اليوم هو اقتصاد تونس. فنحن هنا لدفع هذا الاقتصاد وهناك الكثير من السبل في هذا الاتجاه ...وعندنا تصور واضح لمستقبل تونس خاصة في قطاع التصنيع الذي لم ينل حظّه، للأسف خلال العقود الماضية...ففي سنة 2006 على سبيل المثال اتصلت بوزير البحث العلمي واقترحت عليه الكثير من الأفكار التي تدفع التصنيع. لكن اتضح لي أنه لم يكن يملك حتى حق الاتصال بأية جهة كانت والتفاوض معها حتى في أبسط الأمور." في الوزن الثقيل ويتدخل السيد الأسعد العياري، المدير العام لمجموعة G.M.T فيقول:" أكبر مستشار إقتصادي في العالم (السيد إيف) سيكون ضيفنا الأسبوع القادم...الدكتور العياري موجود في أمريكا ولا يدخر أي جهد لمساعدة تونس...نحن هنا لنجلب رجال أعمال من الوزن الثقيل ونحثهم على الاستثمار في تونس ...نحن نقوم كذلك بالتنسيق مع الدولة التونسية التي نطلب منها الإسراع بمراجعة الكثير من القوانين التي تعرقل الاقتصاد ...نريد قوانين تشجع وتحفز ولا تجبر رجال الأعمال على غلق مصانعهم و مؤسساتهم...فالقوانين الديوانية الحالية التي لم تشملها نسائم الثورة تجبر رجال الأعمال على الغلق (الخلاص بالميزان) ...والسيد حتيرة المعين بعد 14 جانفي هو تواصل للسيد محمد الغنوشي ويحرص على الإبقاء على الإجراءات المعرقلة التي كان ينتفع منها الطرابلسية وأتباعهم... وهي إجراءات غير قانونية ولا يوجد في العالم كلّه ديوانة تستخلص المعاليم على الصناعيين بالميزان إلا في تونس...!!" الفضاء في خدمة الأرض! قبل أن ينطلق الرجلان في الحديث خامرني سؤال منطقي وهو: "ماذا يفعل عالم فضاء في مؤسسة صناعية وهل هناك علاقة بين المجالين؟" ...ولم أكد أهم بطرح السؤال حتى اختطفه من مخي الزميل حبيب الميساوي وألقاه فأتت الإجابة فورا من الدكتور العياري الذي قال: " في الولاياتالمتحدةالأمريكية تقنيات تبدأ عادة من التطبيقات الفضائية ومنها إلى التطبيقات الميدانية...الأنترنات وظفت في البداية على هذا النمط أي لخدمة الفضاء ...عالم التبريد أيضا (وهو صناعة) فيه أشياء من هذا القبيل والعمل قائم على ألا تتجاوز الطاقة 0% في هذا المجال مستقبلا... وباختصار فإن وجودي هنا يعني إمكانية تسخير علوم الفضاء ومكتسباتها في خدمة التصنيع في تونس. وليعلم الجميع أنني لن أدخر أي جهد في سبيل تونس وإنقاذ اقتصادها من الانهيار لا قدر الله." آلاف من مواطن الشغل ويذهب الدكتور إلى مكتب خاص تهاطلت عليه مكالمات هاتفية من مختلف المحطات الإذاعية التونسية ليردّ على تلك المكالمات بين الحين والحين...ويعود السيد الأسعد العياري ليضيف:"إن الجميع يشتكي من كلفة مكيف الهواء المرتفعة...وبفضل التعاون مع الصين (لنا مكتب قار هناك) سوف نصل قريبا إلى تقليص نسبة 25% من الكلفة إلى أن نصل يوما وبتصنيع تونسي 100% إلى نسبة 0% من كلفة التكييف...وسيوفر المصنع حوالي3000 موطن شغل ...وهناك مشاريع أخرى سوف توفر ما لا يقل عن 20ألف موطن شغل في مناطق مختلفة من تونس." وزير يخدم مصالح الدولة فقط! وفي موضوع متصل قال السيد الأسعد العياري :" نحن الصناعيين الاقتصاديين لنا نظرة خاصة وتصورات خاصة وواقعية لإنقاذه الاقتصاد من الهاوية التي باتت أقرب إليه من أي وقت مضى...لكن وزير المالية له نظرة مختلفة وجامدة تخدم مصالح الدولة كمؤسسة فقط حتى إن كان ذلك على حساب الصناعيين ورجال الأعمال والاقتصاد...وإني أستغرب كيف يعين باحث اجتماعي كان مسؤولا عن الدراسات الاجتماعية في اتحاد الشغل وزيرا للمالية مع احترامي المطلق له كشخص!!." منظمة أعراف خاضعة وعاجزة! سئل السيد الأسعد العياري عن مدى فاعلية منظمة الأعراف خاصة في الدفاع عن الصناعيين وإيصال أصواتهم وشواغلهم إلى الحكومة فقال:" وما الذي تغير في هذه المنظمة الخاضعة ؟ فأنا عضو فيها لكني لم أضع في أروقتها قدما إلا مرّة واحدة" وماعاودتش" ففي تلك المرة الوحيدة طلبوا مني أن يصبح مراد الطرابلسي شريكا لي...!! وطبعا "ما عفستهاش" منذ تلك اللحظة...أما إذا أردنا أن يكون للصناعيين دورهم وكلمتهم ووزنهم الطبيعي في اقتصاد البلاد فلا بدّ من إيجاد منظمة موازية لمنظمة الأعراف يكون لها كلمة جادة ومسموعة ووزن اقتصادي وسياسي كبير على الساحتين الاقتصادية والسياسية في البلاد." جمال المالكي