تدور مؤخرا عريضة ممضاة من قبل ما يقارب ال100 قيادي في حركة النهضة تطالب رئيس الحزب راشد الغنوشي بتنحيه و امتناعه عن الترشح لرئاسة الحركة، و ذلك إحتراما لما جاء في الفصل 31 من النظام الداخلي، و تطبيقا لمبدأ التداول على قيادة الحزب و رئاسته. و من المنتظر أن تعقد النهضة مؤتمرها الإنتخابي الحادي عشر قبل نهاية السنة الحالية. يرى البعض أن هذه العريضة التي تم تداولها مؤخرا تبدو فعلا حقيقة ملموسة و ليست مجرد شائعات. و قد تكون سببا في تنحي الغنوشي عن رئاسة الحزب و هو الذي كان يحكمه و يتحكم فيه من قريب و من بعيد. فهل فعلا سيكون للنهضة رئيس جديد؟ و هل سيقف الغنوشي لأول مرة كمجرد متفرج على الحزب الذي طالما كان له بمثابة القلعة التي يحتمي بها و يحميها؟ تساؤلات كثيرة تسري في عقل كل من اطلع على خبر هذه العريضة، التي تبدو حركة قوية في إتجاه عدم السماح للغنوشي بالترشح أصلا لرئاسة الحزب مرة أخرى. إن فقدان الغنوشي لرئاسة الحزب في هذه الظروف و على إثر ما تعرض له من محاولات لسحب الثقة قصد اخراجه من تحت قبة مجلس النواب ستكون ضربة قوية يفقد اثرها الشيخ كل صفة سياسية ليصبح بذلك على هامش الحكم. هل فعلا تقدر النهضة على التخلي عن فارسها الأبيض الذي تستمد منه القوة و الصمود .. فحال النهضة سيتغير بتغير رئيسها الحالي و هو شخصية تاريخية عميقة و متغلغلة في عروق تونس.. لا يخفى عنا أن هذه العريضة يمكن أن تكون مجرد مناورة و استعراض ينوه بأن النهضة على إستعداد لِتُحكم من قبل أي قيادي آخر فيها، و ذلك لتبيان أنها ليست مجرد دمية بِيَدَي الشيخ الحكيم. كل هذا الكلام يظل مجرد ظل و خيال، و لكن الأيام القادمة قد تحمل لنا كل الأجوبة التي نبحث عنها