حسب بلاغ للجامعة التونسية لكرة القدم، تقرر إنطلاق الموسم الكروي 2020/2021 يوم 24 أكتوبر، و بهذا تم حسم الجدل حول مصير الموسم الكروي الحالي. و لكن بأي حال ستعود البطولة التونسية؟ أول ما يتبادر إلى أذهاننا حول موضوع عودة ممارسة النشاط الرياضي الكروي هو "البنية التحتية" و التي يشهد الجميع على أنها العائق الأكبر و الأزلي الذي عانت منه رياضة كرة القدم في تونس. تحتوي العاصمة على ثلاثة ملاعب لكرة القدم، إلا أن الملعب الذي يتم استغلاله بكثرة هو ملعب رادس، و حتى ملعب رادس يكاد يكون غير جاهز لاحتواء مباريات كرة القدم للموسم الجديد، أما ملعب المنزه و رغم كل الإصلاحات التي مر بها إلا أنه لا يزال في حالة سيئة جدا، زد على ذلك أن جزء من الملعب آيل للسقوط منذ ما يناهز الخمس سنوات، تم التقاط عدة صور للملعب في شهر جويلية تبين مدى سوء حالة الملعب، و حجم الإهمال و نقص الصيانة فيه، و هذا الوضع مشابه لأغلب ملاعب كرة القدم في تونس. أما عن ملعب الشاذلي زويتن فهو دائم التعطب رغم كل الإصلاحات التي خضع لها… هذه نظرة شاملة عن الملاعب الموجودة بالعاصمة التونسية، أما الملاعب المتواجدة خارج العاصمة فحدث و لا حرج، ما عدى ملعب المنستير، إذ نجد تلك الملاعب تفتقر إلى أهم المرافق الأساسية كالإضاءة و التغطية الصحية و حجرات الملابس، هذا و لا ننسى أن بنزرت بدون ملعب أصلا… يبدو واضحا للعيان أن الدولة غير قادرة على الإعتناء بالملاعب كما يجب، و خير دليل على كلامنا هذا هو حالة ملاعب تونس المثيرة للشفقة.. و بالتالي نحن نتساءل: لما لا تفرط الدولة في ملاعب كرة القدم لصالح الجمعيات، ليصبح كل فريق مسؤولا مباشرا عن أرضية ملعبه، و لعل في هذا السلوك صلاحا للرياضة في تونس، إذ ستحرص فرق كرة القدم على العناية بملاعبها، و ذلك من أجل خلق أرضية مناسبة للتمرين و ممارسة اللعبة، و إقامة المباريات، خاصة و أننا في الوقت الحاضر اصبحنا نتعجب من الانتدابات التي تنفق فيها آلاف الملايين على لاعبين محترفين سيجدون أنفسهم في نهاية المطاف فوق رقعة ترابية لا ترتقي لتكون ملعب كرة قدم. حسب ما يتم تناقله من أحاديث في الساحة التونسية، و حتى ما يثبته الواقع الرياضي للموسم السابق، فإننا لا ننتظر مفاجآت كبيرة في الموسم الكروي القادم، فالخمس فرق التي تصدرت لائحة الترتيب هي التي تمكنت من تحقيق شيء من الإستقرار المالي، كالترجي الرياضي التونسي، حيث يواصل "حمدي المؤدب" نجاحاته في ترأس الفريق من خلال حسن تسييره، خاصة على المستوى المالي، و قد كان المؤدب أحد أهم ممولي النادي إلى أن انتخب رئيسا له سنة 2007 و قد تمكن الفريق تحت رئاسته من رفع كأس تونس عام 2008, و دوري ابطال العرب عام 2009, و بطولتي تونس 2009 و 2010, و غير هذه الإنجازات كثيرة و متعددة… وصولا إلى الموسم المنصرم الذي فاز فيه الترجي بكأس السوبر التونسي، كما فاز ببطولة دوري أبطال إفريقيا. أما عن النادي الصفاقسي فيترئسه "منصف خماخم" و كان خماخم قد تسلم النادي و هو في حالة جد سيئة، حيث شهد النادي في موسم 2015/2016 عجزا قدر ب4 مليارات، أما اليوم فهو على أحسن ما يرام بفضل حسن تسيير رئيسه الحالي، زد على ذلك المساندة الكبيرة التي يتلقاها النادي من قبل رجل الأعمال "منصف السلامي" الذي دائما ما كان قريبا من النادي الصفاقسي و مساندا قويا له و داعما رئيسيا لخماخم، و قد حل النادي الصفاقسي بالمرتبة الثانية للموسم المنقضي، و هذا يعد إنجازا محترما. إذا تحدثنا عن كرة القدم التونسية خاصة في سياق نتائج الموسم الماضي، فإننا لا بد أن نتحدث عن الإتحاد المنستيري، هذا الفريق الذي شهد نقلة نوعية في صفوفه، و ذلك بفضل تولي مجمع المبروك الإشراف على الرياضة في ولاية المنستير، و بذلك تغير وجه الرياضة في الولاية تماما، فبفضل حسن التسيير و ضخ الأموال بحكمة من قبل عائلة المبروك، تمكن الفريق من الحلول بالمرتبة الثالثة للموسم الماضي، و هو في تحسن مستمر لما شاهده من انتدابات جديدة سواء على مستوى اللاعبين أو الإطار الفني للفريق. كذلك لا يغيب النجم الساحلي عن الساحة الكروية في تونس، و الجميع يشهد بقوة هذا الفريق في جميع المنافسات و كل المواسم، و يترأس النادي منذ سنة 2012 السياسي و رجل الأعمال "رضا شرف الدين" و بالرغم من تذبذب نتائج الفريق إلا أن نتائجه دائما ما كانت مشرفة، و هو دون شك قادر على تقديم الأفضل. أما عن هذا الموسم الذي ينتظره الكل، فلا شك أنه مر بعديد الصعوبات، خاصة بسبب جائحة كورونا التي تسببت في إيقاف النشاط الرياضي و تعطيله تماما لمدة طويلة، و بسبب هذا التوقف عانت فرق كرة القدم الأمرين، فهناك لاعبين إلى يومنا هذا لم يحصلوا على أجورهم و مستحقاتهم المالية، و هذا يهدد باندلاع إضرابات في صفوف لاعبي كرة القدم، خاصة الفرق التي تقبع في آخر الترتيب، حيث أنها لم تتمكن من تحقيق نتائج هامة تكفل لها مداخيلا مالية من أجل تسديد الأجور، زد على ذلك الحالة السيئة لأغلب الملاعب التونسية التي لا تزال في حالة سيئة، و غير قادرة على استيعاب مباريات الموسم الجديد كل هذا يدفعنا للتساؤل عن الحالة التي ستكون عليها كرة القدم التونسية لهذا الموسم…